الفصل الخامس ( النهاية )

134 6 0
                                    

”شخص مثلي، لن يفلت يده إلا عندما يتفتَّت قلبه من المحاولة.”

المرة الثانية و الضربة كانت أقوى .
أصبحت أكره اكتئابي لأنه يخبرني كم أنا ضعيف
أكره صوتي لأنه لا يسمعه احد غيري
أكره وحدتي لأنها تخدعني وتختبئ بداخلي
أكره شكي في كل قيمٍ آمنت بها لأنه لا ينتهي، لأن لا يقين يجلوه كاليقين الذي وضعه
أكره كذب اصدقائي لأني أصدقهم
أكره شعوري بالغربة لأنه يُغمض عيني عن رؤية أشباهي الذين أبحث عنهم
أكره جسدي لأنه يحملني ولا أحمله
أكره وعودي لنفسي لأنها دائما كاذبة
أكره روحي لأنها أثقلتْ جسدي وتبخل عليه بتوجيه خطواته للطريق الصحيح
أكره رئتاي لأنها تعشق دخان سيجارتي
أكره أفكاري لأنها تشنقنى
أكره أفعالي لأنها تُناقض لأفكاري
أكره الواقع لأنه أصابه العفن
أكره هروبي من واقعٍ كنت أراهن على قدرتي على تغييره أو التكيف معه
أكره حروفي لأنها تُعري مشاعري
أكره عقلي لأنه لا يتوقف عن التفكير، عن طرح أسئلة لا أستطيع إجابتها، عن التدقيق في التفاصيل وتحليل الأشخاص والنظرات والمواقف والأحداث
أكره انجرافي مع التيار
أكرهني لأني أشتاقني ولا أجدني
أكره قلبي لأنه يكره نفسي
أكرهني لأني أيأس مني
لكني أحب الله وهذه هي الحقيقه الوحيده التي جعلتني أكتب تقرير سري إلى الله : مرحباً، أرجوك أنقذني، إني أستيقظ كل يوم بشخصية جديدة، فعلياً، أنا لا أمزح، وهذا ليس فزلكة أدبية، أنا فعلاً أستيقظ كل يوم بشخصية جديدة، ألاحظ هذا كل يوم، وهذا يربكني جداً، على أحد ما أن يوقف لعبة الكراسي هذه.. على أحد ما أن ينقذني.

لست بخير .. اتواجد في زنزانة وحدي .. لا أستطيع الهروب .. أحكم علي السجان إن يغلق هذا الباب الحديدي .. القضبان هو جدران غرفة المشفى .. الألم يسحب روحي ببطئ هنا .. قيدوا يدي لكي لا أكتب .. الظلام يملئ المكان .. لست أرى اي شئ .. فلا يوجد نافذة ضوء واحده في هذا المكان الكئيب .. ولكن رائحه المرض العفنة تفوح من أرجاء المكان و انا اشتمها .. هل أصارع من أجل الحياه ؟! .. ولكن هل يوجد حياه ان ابقي من اجلها ؟! بلا شك سأخرج يوماً.. ولكن ماشياً على قدمي أم جثه علي قيد الحياه تُسحب على الأرض .

كنت أحتاج أن يحبني أحد.. أسرِد له تفاصيل يومِي، أخبره كم كان شاقًا. ويخبرني بأن كل شيءٍ سيكون بِخير، حتّى وإن كان كاذِبًا. سأختارُ أن أصدقه كل مرة.
كانا عمر و حمزة ملجآي بعد الله كنت أتعرى بكل عيوبي أمامهم ، كنت "ميكا" هذا لقبي الذي يعرفني به أقربائي فقط ، لم أكن يوما معهم المنتج محمد رياض ، و لكنهم كانو يفضلون أن ينعتونني بالمنتج ، كان ذلك أمرا لطيفا منهم و مستفزا أحيانا .

اذكر أني كنت مع صديقة تدعى إيمي ، كنت بصدد تحضير نفسي لحفل زفاف صديق مقرب و أنا أشاهد التلفاز في صالونها لمحت سيهام يونسي ، الفتاة الطموحة التي حاربت من أجل أحلامها .
تذكرت أول يوم حضرته في تجارب الأداء لبرنامج ملك و ملكة جمال الذهب الجزائر ، كان وجهها شاحبا كأنها مصابة بمرض فقر الدم ، سألتها ، ردت هي بالتفصيل أنها كانت تحضر لزفافها قبل عشرون يوم فقط ، خطيبها فارق الحياة في حادث مرور أليم ، عشرون يوم فقط و وقفت من جديد تحارب الفقدان و تحارب من أجل حلما أن تصبح ملكة جمال ، الكل اتهمها بالتقصير ، وصل بهم الأمر أن يتهمونها في شرفها ، أغلقت مسامعها و بدأت تجدف .
سيهام يونسي حاليا أشهر ملكة جمال في الجزائر في وقت قصير .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 27, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مقهى الغرباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن