إن التضحية بحب الحقيقة، وبالأمانة الفكرية، وبالإخلاص لقوانين ومناهج الفكر من أجل مصلحة أخرى مهما كانت، حتى مصلحة الوطن نفسه، خيانة. فإذا حدث في صراع المصالح والشعارات أن تعرضت الحقيقة لخطر فقدان القيمة والتخريف والاغتصاب، كما يتعرض الفرد له، وكما تتعرض له اللغة والفنون وكل كائن عضوي، وكل ما استنبط ونما نماءُ فنيًا جميلًا، فإن واجبنا الوحيد يتلخص آنئذ في المقاومة، وفي إنقاذ الحقيقة أعني إنقاذ السعي وراء الحقيقة. باعتباره أسمى ما في إيماننا. والعالم - سواء كان خطيبًا أو كاتبًا أو معلمًا - الذي يقول الخطأ، وهو يعلم أنه الخطأ، أو يساند الأكاذيب والتحريفات وهو يعلم أنها كذلك، لا يسلك فحسب مسلكًا مضادًا للقوانين الحيوية الأساسية، بل يصيب شعبه، رغم ما قد يظهر غير ذلك من نجاح وقتي، بالأذى الشديد، لأنه يفسد الهواء والأرض، والطعام والشراب، ويسمم التفكير والحق ويعين كل شر وكل عدو يهدد الشعب بالإبادة.
_لعبة الكريات الزجاجية
أنت تقرأ
هرمان ||Hermann
Non-Fictionبيتكم هذه الأرض ومنزلنا هو فكرتنا عنها .. الخطر الذي يداهمكم هو أن تغرقوا في عالم الأحاسيس وخطرنا هو تلهفنا إلى أن نتنفس في أصقاع خالية من الهواء ... أنت شاعر وأنا مفكر .. أنت تنام على صدر أمك وأنا أبقى ساهرا ً في البراري .. علي تشرق الشمس وعليك يشر...