_7_

1.3K 243 41
                                    

.

كلّما مررتُ بسورة يوسف تساءلتُ:
أيُّ الكيدين كان أشد وطأة على
يوسف، كيد الرّجال أم كيد النساء؟!

ألقت النسوةُ يوسف في السّجن
من فرط الحب، وألقاه الرّجال
في الجُبِّ من فرط الحقد!

الكيد إذًا ليسَ حِرفة نسائية كما
يظنُّ الرّجال، والحديثُ عن الكيد
على أنّه شأنٌ أُنثوي تهمة ألصقها
الرّجال بالنساء، نتيجة فهم ذكوري
للنَّص القرآني "إنَّ كَيدَكُنَّ عَظيمٌ"

الآية وإن كانت تُثبت وبشكل قاطع
وجود الكيد في النساء، فإنّ
"ولا تقصُصْ رؤياكَ على إخوتك
فيكيدوا لكَ كيدًا" تثبتُ بما لا يدع
مجالًا للشكِّ أن للرجال حظًا وافرًا
من الكيد أيضًا! وإذا كان كيدُ النّساءِ
ممهورًا بالصِّفة "عظيم"، فإنَّ كيد
الرجال ممهورٌ بالمفعول المطلق
"كيدًا"، ومن فوائد المفعول المطلق
كما يقول النُّحاة هو نفيُ المجاز!
.

إنقاذ اللغة العربية ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن