.
الأسماء الأعجمية كإبراهيم لا تعرف العرب
لها تثنية ولا جمعًا؛ فأما التثنية فتجيء
على القياس مثل: إبراهيمان وإسمعيلان،
فإذا جمعوا حذفوا فردّوها إلى أصل
كلامهم فقالوا: أباره وأسامع.
..
يقول بعض أحبابنا لمن يحبونه:
يا بعد عمري، ويا بعد روحي، ويا بعد قلبي،
ويا بعد أهلي... ولعل أصلها: يا بعضَ عمري،
ويا بعض روحي...، كما يقال قديمًا: يا بعض
نفسي، فحرّفها العامّة، وجعلوا الضاد دالًا،
وقد تكون غير محرّفة، والمراد الدعاء
للمحبوب بالبقاء بعد فناء العمر والروح...
.
.
جمع الوفاة "وَفَيَات"، على وزن "فَعَلَات"،
كـ"أداة" و"أدَوَات". ولا تجمعها على "وفِيَّات"
بكسر الفاء وتشديد الياء؛ لأن "وفيَّات"
جمع "وفِيَّة"، يقال: نساء وفيَّات.
..
والسِّنُّ مؤنَّثة بجميع معانيها سواءٌ ما بُلغ
من العمر، أو السن التي نقطِّع بها الطعام
في الفم، أو الطَّرَف الحادّ للسيف ونحوه...فقل: بلغتُ سنًّا كبيرة.
لا تقُل: بلغت سنًّا كبيرًا.
وقُل: سنِّي تؤلمني.
لا تقُل: سنِّي يؤلمني.
وقُل: سنُّ السيف حادَّة.
لا تقُل: سِنّ السيف حادٌّ.
..من الأخطاء قول بعضهم: (ومِنْ ثُمَّ)، والصواب:
(ومِنْ ثَمَّ)؛ لأن ثم بالضم حرف، وبالفتح اسم،
وحرف الجر يدخل على الأسماء لا الحروف.
..قال ثعلب: سمّي المنبر لعلوه وارتفاعه،
أخذ من النبر، وهو ارتفاع الصوت، يقال:
نبر الرجل نبرة: إذا تكلم كلمة فيها علو.
..سُمي "الإنس" إنسًا؛ لظهورهم، وإدراكِ البصر
إياهم. وهو من قولك: آنستُ كذا؛ أي: أبصرتُه.غريب القرآن لابن قتيبة.
..
الجملة العربية، على كثرة ما فيها من أساليب
(مدح وذم، وتوكيد، وعطف، وتفضيل، ونداء،
واستثناء، وغيرها)، هي إحدى جملتين:
اسمية، وفعلية. ومهما كان الأسلوب، فابحث
هل جملته الأصلية فعلية أم اسمية، فإن كانت
اسمية فابحث عن مبتدئها وخبرها، وإن كانت
فعلية فابحث عن فعلها وفاعلها.بعد هذا لن يتبقى في الجملة سوى مكمِّلات
بسيطة، كالصفة والحال والتمييز، إلخ.
..الرؤية: ما تراه في الواقع.
والرؤيا: ما تراه في المنام.
والرأي: ما يراه العقل بعد تفكير.
وكل منها مصدر للفعل "رأى".
.
.
المأوى والمثوى:تُتداول معلومة مفادها أن كلمة "مثوى" تُطلَق
على مكان في النار، وأنه لا يصحّ أن ندعو بها
للميت بقول: "اللهم اجعل مثواه الجنة"،
والصواب أن نقول: "اللهم اجعل مأواه الجنة".
والحقيقة أن كلمة "مثوى" ليست مكانًا في
النار، بل هي اسم مكان من الفعل ثوى، ومعناه
"موضع الإقامة"، و"المنزل"، وغير ذلك من
المعاني التي تدل على موضع الإقامة والمستقَرّ،
دون ارتباط بجنة ولا بنار، وأما المأوى فهو
الملجأ، أي المكان الذي يُلجأ إليه، ومن ذلك
قول ابن النبي نوح: "سآوِي إلى جبل"، أي
"سألجأ إلى جبل". وبالبحث في نصوص
القرآن الكريم نجد كلمة "المأوى" واردة في
موضع الجنة وموضع النار. قال تعالى:
"عندها جنة المأوى"، و"فإن الجنة هي المأوى".
وقال تعالى: "فإن الجحيم هي المأوى"،
و"ومأواكم النار". فالمعاجم العربية، والقرآن
الكريم، تثبت أن المأوى والمثوى كلمتان تدلّان
على مكان اللجوء ومكان الإقامة، ولا علاقة
لأي منهما في ذاتها بالجنة والنار.
.