pt.1

1.6K 77 11
                                    

"يونقبين رجاءً أتصل بسوكوو وأخبره أن يقابلني في أقرب وقت ممكن" بدت نبرة صوته متعبة وجادة وهو يدخل داخل مكتبه، بصفته الرئيس التنفيذي لشركة من أكبر شركات كوريا الجنوبية أعتقد يونقبين أنه من الطبيعي سماعه يتحدث بهذه النبرة وفكر أنه ربما سوكوو فعل شيئًا خاطئًا مع المستثمرين الذين وصلوا سابقًا.. كاموا يعرفون بعضهم منذ أن كانوا صغارًا وكان يعلم ماذا يفعل إن كان الموقف خارجًا عن سيطرته..
أومأ لرئيسه وأخذ الهاتف على الفور وضغط على الرقم ليتصل على ابن الرئيس..

"سوكوو، السيد كيم يريدك في مكتبه الآن" لم ينتظر يونقبين إجابته فقط سحب الهاتف وعاد إلى عمله.. إنه مساعد الرئيس التنفيذي ليش لديه وقت ليضيعه الآن.

بعد دقيقتين أو ثلاثة، وصل سوكوو إلى المكتب في عجلة، وبدا متوترًا، قام يتحيه يونقبين وشكره على الاتصال به ودخل مكتب والده دون أن يتحدث..

أغلق باب المكتب خلفه ويستطيع يرى الرجل المسن واقفًا بقرب النافذة الكبيرة، كانت الساعة حوالي الرابعة عصرًا والشمي بدأت في الإختباء بين المباني مما أعطى للمكتب الواسع مظهرًا مظلمًا وجادًا.

"سمعت أنك اردت رؤيتي يا والدي" كان صوت سوكوو هادئًا لأنه يعلم أنه لم يرتكب أي خطأ فالعقد الذي وقع عليه مع المستثمرين في وقت سابق قد تم بطريقة ناجحة وحتى أنهم تناولوا الغداء معًا.

"ووني، اجلس رجاءً" تنهد سوكوو عندما سمع كيف ناداه والده، كان محقًا بتفكيره والده لم يرد التحدث عن صفقة اليوم، انه يعرف والده جيدًا ليعرف أنه اراد التحدث بشيء شخصي أكثر، بعض الأحيان يسأله عن شعوره حول أن كونه سيصبح الرئيس التنفيذي ويسأله مرارًا وتكرارًا هل يعتقد أنه مستعد لذلك أم لا..

وتختلف الألقاب حسب المناسبة، بعض الأحيان يناديه "سوكي"، "الصغير وو"، "ووني" كما اليوم.. إنه سعيد بذلك ليس كثير من الورثة يمتلكون علاقة جيدة وقريبة مع آبائهم كما يفعلون، كان والده يخبره دائمًا أنه يفضل كونه والده أكثر من كونه رئيسه..

"هل تريد شيئًا يا والدي؟" سأل سوكوو وهو يجلس على أريكة المكتب ويحاول إبقاء نظره على والده..
"بالتأكيد، ووني" اقترب والده منه وجلس في المكان المجاور له على الأريكة.. "لن أسألك ما إذا كنت مستعدًا مرة أخرى لأنه مع صفقة اليوم أثبتّ أنك أكثر من مستعد وأنا أعلم أنك ستقوم بعمل رائع في الشركة عندما أتقاعد"

"ولكن..؟" كان يعلم أن والده لا يزال لديه شيء آخر ليخبره به لأنه بدا وكأنه يحاول العثور على الكلمات الصحيحة للمتابعة..
"لكنني خائف أنني لن أكون هناك لتهدئتك" بدت كلماته قلقة وكان يتجنب التواصل البصري مع سوكوو..

كان يعرف ما الذي يقصده والده، سوكوو هو ألفا كوالده وأعمامه وجميع الأعضاء الذكور في عائلته.. لكن غرائز الألفا الخاصة به تطورت كثيرًا وأحيانًا تسيطر عليه، في بعض الأحيان كان والده بحاجة إلى استدعاء والدته الأوميقا لتهدئته بحنانها وحبها (غرائزه غير مرتبطة بنزوته) إنه يعرف تلك الأوقات من العام جيدًا والآن يعلم كيف يقوم بالتحكم بها.. إنها ليس نوبات ماكرة تحدث بين الحين والآخر وليست بتلك المتكررة كذلك لكن سوكوو دائمًا ما يكون لديه والده أو أمه بالقرب لرعايته وكان يعرف أن والده كان قلقًا من حدوث شيء ما عندما يغادر الشركة.

"والدي، أن تعلم أن النوبات توقفت منذ شهور، لقد سمعت الطبيب يقول أنني لن أعاني منها لأن جسدي أصبح يتحكم بغرائزي" كان سوكوو على حق فقد زاروا الطبيب قبل بضعة أشهر، وهو إجراء روتيني لديهم يتأكدوا أن العلاج يمضي جيدًا..

"هل تعتقد أن كلماته كافية لتجعلني أنسى كل ما مررنا به خلال السنوات الماضية؟ إنهم لا يكفون ووني لا أريد أن أرحل وأنا أعلم أن ابني الوحيد يمكن أن يتعرض لنوبة اخرى عندما لا يكون هناك أحد حوله!" بدا والده غاضبًا الآن.. "انظر.. أريدك أن تأخذ المنصب بأكبر قدر ممكن من الهدوء لكنني أريدك أن تعرف شرطًا أخيرًا يجب عليك فعله قبل أن اسلمه لك"

"اخبرني" قال روون بترقب، قبل أسبوع أخبره والده أنه قد استوفى جميع المتطلبات والشروط ليحصل على المنصب والآن عليه أن يقوم بشرط آخر ولا يعرف كم من الوقت قد يتطلب قبل أن يتقبل والده أنه مستعد تمامًا..

"عليك أن تجد رفيقك الروحي ووني" تنهد والده من النظرة المحيرة في عيون سوكوو، "اعلم.. اعلم انني متسرع لكني لا اريدك ان تمر بتلك الزواجات المدبرة المقرفة لأجل مستقبل الشركة.. اريدك أن تجد الحب، لن اتخلى عن المنصب حتى تحصل على رفيق.. شخص يمكنه تهدئتك اذا تعرضت لنوبة اخرى.. لازلت في 21 من عمرك يا صغيري وو، لا يزال لديك الوقت لرعاية الشركة ويمكنك أن تأخذ كل الوقت الذي تريده للعثور على رفيق، أسابيع، أشهر، سنوات.. لا أهتم لكن عليك أن تتأكد من أنه هو الشخص المطلوب حقًا"

ضاع سوكوو بين أفكاره، البحث عن رفيق في الحال؟ لم يكن يريد التفكير بذلك، الرفيق سيعقد كل شيء، إنه غير مستعد ليقضي حياته مرتبطًا بشخص آخر لأنه يعرف أن الرئيس التنفيذي بالكاد لديه الوقت لحياته الشخصية أو لقضاء الوقت مع أصدقائه.. أراد الحصول على مسيرة مهنية ناجحة أولًا من ثم يبحث عن حبيب (لأنه غير مهتم بالفتيات على الإطلاق) ليتمكن من التعود على أسلوب حياته المزدحم ومعاملته بالطريقة التي يستحقها كلاهما..

هذا يعقد كل شيء.. فقد أراد المنصب، أراده منذ أن كان طفلاً صغيراً، لقد تدرب ودرس وعمل بجد للغاية لكسبه.. والآن قرر والده عدم إعطائه إياه بسبب نوبات الألفا الغبية

"لكن والدي، لما رفيق؟ لدي يونقبين، إنه يعرفني منذ الأزل ويعرف أيضًا أمر النوبات"

"أنت لا تستطيع فهم الأمر بعد سوكوو؟.. الصديق لا يمكنه من أن يفعل ما يفعله الرفيق لك، بالطبع هو يعلم كيف يقوم بتهدئتك لكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك كما تقوم أمك بفعل ذلك.. إنه بيتا وهو يعتبي بك كأخيه الصغير هذا صحيح، لكنه لا يعرف كيف يمنحك الحب كما يفعل الأوميقا، إنهم مختلفون.. ووني إنهم حساسون بما يكفي لمعرفة صراعك ومساعدتك بطريقة لا يفهمها أحد منا" كان والده ينظر إليه بابتسامة ناعمة على شفتيه "ارجوك أخبرني أنك ستفكر بالأمر على الأقل"

أومأ سوكوو برأسه، غير متأكد لكنه لم يستطع أن التخلي عن أحلامه فقط بسبب رفيق..
"أنا.. سأحاول، والدي"

كاراميل ماكياتوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن