الحلقة السادسة

203 23 3
                                    

#طبيب_القلوب ( 6)

✍رويدة الدعمي

عنوان الحلقة // خطوبة ولكن! 💍💐

نفذ شهاب ما وعد به فدوى وتوسط له أحد أقاربه بالسماح له لمقابلة والدها في السجن.. وهناك وبعد أن أخبر شهاب والد فدوى بما عزم عليه من خطبته لابنته وما سبب ذلك، قال له الأخير : لن أسمح لك أن تضحك على ابنتي بهذه الطريقة، لقد رأيتها وحيدة لا حول ولا قوة لها ففكرت منذ الآن بالسيطرة على أموالها ومرتبها في المستقبل القريب عندما تتخرج وتصبح طبيبة يشار إليها بالبنان!!
حاول شهاب إقناعه بأنه مخطئ في تفكيره لكن ما من جدوى، قال له محاولا إنهاء المقابلة : سأسمح لكما بارتداء خاتم الخطوبة فقط 💍بدون عقد أو زواج أو كلام فارغ وما أن تتخرج فدوى فيذهب عنها الخطر المتمثل بذلك الأستاذ حينها سترجع إليك خاتمك وكل يذهب في حال سبيله.
ترك شهاب السجن ورحل وقد شعر بأن آماله قد بقيت محبوسة مع والد فدوى!
وفي الجامعة أخبرها بكل ما جرى بينه وبين والدها في السجن ، قالت فدوى وكأنها كانت تتوقع النتيجة : انه لا يفكر إلا بالأموال 💵💴💰لذلك يتوقع أن الناس جميعهم مثله لا هم لهم غير جمع المال وتكديسه !!
قال لها شهاب متألما : لا تتكلمي عن والدك بهذا الشكل، مهما يكن قراره فهو لا يريد ايذائك به وإنما قصده مصلحتك ليس إلا.
قالت بأسى : لقد فكرت ليلة أمس بترك الدراسة نهائيا.. وسأبحث عن عمل معتمدة على شهادة الثانوية العامة .
صعق شهاب وهو يسمع هذه الكلمات، صاح بها : أمجنونة أنت؟
قالت وقد بدأت بالبكاء 😭 : ألا ترى أن الظروف تحاربني من كل جانب وتمنعني بأي طريقة من إكمال دراستي؟
جاءها صوت شهاب صادقا كما في كل مرة : منذ اليوم الأول للقائنا وعدتك أن أكون لك سندا وعونا في هذه الحياة وسأجعلك تكملين الجامعة وتصبحين أفضل طبيبة في هذه الدنيا.
في صباح اليوم التالي وقد صادف يوم جمعة استغل شهاب يوم العطلة وذهب لزيارة النجف الأشرف، دخل إلى ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت دموعه تجري حرّى وكلمهُ بالقول : لقد أدخلت نفسي في مأزق كما أدخلت تلك الفتاة معي .. قد أكون تسرعت بالتقرب منها بهذا الشكل لكني لم اقصد غير المساعدة في البداية، لأني تعلمت منكم أهل بيت النبوة أن لا نرى محتاجاً إلا ومددنا له يد العون، أما الآن وانا ارى نفسي عاجزاً عن مساعدة هذه الفتاة فسأبقى هنا في حضرتكم ولن أبرح مكاني هذا حتى تجدوا لي حلاً يا مولاي!!
جلس وقد وضع رأسه على ركبتيه وأطلق العنان لدموعه وبقى إلى هذه الحالة حتى سمع صوت لرجل متوسط في العمر وهو يقول : قم أيها الشاب.. وقص عليَّ مسألتك.. لعلي أجد لك مخرجاً مما أنت فيه.
رفع شهاب رأسهُ وجاء في روعهِ أن هذا الشخص قد أرسله الله إليه ببركة دعائه وتوسله في حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام.
قام من مكانه ومشى خلف ذلك الشيخ الذي كان يرتدي عمامة بيضاء وجلسا في زاوية من زوايا الحرم الطاهر..وصار يقص عليه كل ما جرى منذ اليوم الأول في الجامعة إلى هذه اللحظة!
قال الشيخ وهو يبتسم بكل أدب :
مادام والدها وافق على لبسكما لخاتم الخطوبة، فالأمر محلول إذن ولا داعي لكل هذا اليأس والقلق.
- ولكن يا شيخ كيف سأمثل دور الخطيب وهي كيف ستمثل دور المخطوبة أمام ذلك الأستاذ وأمام كل من في الجامعة ونحن لسنا بمخطوبين اصلاً ولا يوجد عقد شرعي بيننا؟
- الخطبة يا ولدي لا تعني انه يجب أن يكون هناك عقد شرعي.. فهذا الأمر واجب في الزواج وليس في الخطبة.. اشتري لها خاتم الخطوبة وأعطها اياه لتلبسه وأعلنوا في الجامعة خطبتكم حتى يصل الخبر لذلك الأستاذ..
- لكن يا شيخ.. حينها يجب أن نمشي سوية ونجلس سوية وندرس سوية وان لم نفعل ذلك سيعرف الأستاذ والبقية بأن أمر الخطبة مجرد خدعة لا أكثر ولا أقل!
- يا ولدي انت حاليا طلبت يدها من والدها وهو وافق على ارتداء الخاتم وإعلان الخطبة..يمكنك الجلوس مع الفتاة نصف ساعة أو أقل أو أكثر بقليل أمام الناس على أن لا تتعدى حدودك الشرعية معها في الكلام وليكن في نيتك انك فعلا تنوي الزواج بها ما إن يوافق والدها على ذلك.. فما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا؟
وتذكر قوله تعالى ( ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفا) وأنت كما واضح عليك شاب ملتزم تخاف الله ولا تريد معصيته، حاول استغلال ذلك الوقت ⌚ الذي تكون فيه معها بأن تفيدها بالنصائح إن كانت هي محتاجة إلى ذلك وأن تقربها من الله أكثر من خلال التزامك وتدينك.
وأنصحك يا ولدي بصلاة الليل فالدعاء فيها مستجاب بإذن الله.. لا تترك هذه الصلاة ابدا لأن آثارها عجيبة ويترتب على أدائها توفيقات كثيرة للدنيا والآخرة.
قام الشيخ من مكانه وقام شهاب احتراما له وهو يقول : لن أنسَ معروفك هذا ما حييت.. ادعُ الله لي يا شيخ، لا أريد أن ابتعد عن ربي بعلاقتي معها 😭 .. ربي عندي أغلى وأثمن من كل شيء في هذا الوجود.. ادع الله لي ارجوك 🙏
هز الشيخ رأسه مبتسماً وهو يقول : سأدعو الله لكما معا.
ومن أرض النجف الأشرف اشترى شهاب خاتم من الذهب  لفدوى ودعا الله أن يكون على مقاسها واشترى لنفسه خاتما من الفضة.
ومساء ذلك اليوم كان هو وأخته سهام في منزل فدوى، قامت سهام بأخذ يد فدوى وهي تقول : أتمنى أن يكون هذا الخاتم على مقاسك.. البستها الخاتم وكان فعلا على مقاسها!
قالت سهام وهي ترى الحزن لائحا على وجه كل من شهاب وفدوى : لماذا كل هذا الحزن.. المفروض أن اليوم هو يوم  خطوبتكما!
قالت فدوى والعبرة تخنقها : المفروض.. ها أنت قلتِها.. لقد فرض علينا القدر أن نلبس هذين الخاتمين بإجبار وفرض منه!
وسيجبرنا القدر نفسه على خلعهما بعد ستة سنوات!!
لم ينبس شهاب ببنت شفة، قالت سمية وهي تحتضن فدوى وتقبلها : لدي إحساس بإنكما لن تخلعا هذين الخاتمين ابدا وبأن الله سيحدث بعد ذلك أمرا..!
رفع شهاب رأسه ونظر إلى الخالة سمية فلقد هزته هذه العبارة.. إنها نفسها التي رددها الشيخ على مسامعهِ صباح هذا اليوم!

#يتبع

طبيب القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن