الحلقة التاسعة

189 27 5
                                    

#طبيب_القلوب ( 9)

✍️ رويدة الدعمي

عنوان الحلقة 🍃 ما أرحمك يا الله!!

وكما وعد شهاب فدوى ومنذ اول يوم من أيام العطلة الربيعية صار يبحث لها عن كلمات مؤثرة ليرسلها إليها هاتفياً لعلها تكون سببا لتقربها إلى الله أكثر..
كان يبحث في مكتبته المتواضعة عندما سألته سهام :
هل تبحث عن كتاب معين؟ 📘
أغلق الكتاب الذي في يده وهو يقول : انتِ هنا؟ لم الحظ دخولكِ!
جاءه صوت سهام مملوءاً بالحنان : انت هذه الأيام لا تلاحظ شيئاً على الإطلاق، وكأنك تعيش في عالم منفصل عنا!! 😌
قال وهو يجلس بقربها ويمسح على رأسها : لماذا يا حبيبة أخيكِ .. هل حدث أمر سيء لا سمح الله؟ لماذا تعاتبينني بهذا الشكل؟
أجابته بأدب : منذ خطبتك لتلك الفتاة وأنا الاحظك شارد الذهن ومشغول البال!
- لكنكِ تعرفين انها ليست خطبة بالمفهوم المتعارف عليه.. ارفعي حرف الباء منها وستظهر لك حقيقتها للأسف!! انها خطة ليس أكثر!! 😞
- نعم اعرف ذلك.. لكن هذه الخطة صارت تؤثر سلباً على صحتك وحتى على علاقتك بنا نحن اخواتك! 🙎🙎🙎
وقبل أن يجيب أكملت بألم : كنتَ سابقاً تجلس معنا أكثر.. تسأل عن دراستنا وعن أمورنا.. أما الآن فأنتَ بين الجامعة والمحل والغرفة!! 💔
قال وهو يطأطأ رأسه خجلاً : كلامكِ صحيح يا حبيبتي.. لقد أهملتُ نفسي وأهملتُكن بعض الشيء .. ولكني أعدكِ أن لا أكررها مرة أخرى.. فقط ظروفي كانت صعبة ووضعي الجديد جعلني مرتبك ومشغول الفكر دائماً .
تساءلت بفضول وهي تحاول أن يفتح لها قلبه❤️ فيزيح عنه هذه الهموم : ولكن ما به وضعك الجديد؟
قال وهو يسحب نفساً عميقاً ويخرجهُ على شكل حسرة مؤلمة : لا أعرف.. فلا أنا خاطب فعلاً ولا أنا اعزب!!
قالت سهام : ساعدك الله يا أخي.. وجعل تلك الفتاة من نصيبك.
سألها : هل لديكِ كتاب جميل يعطي نصائح للفتيات؟
- لماذا تسأل؟
- لقد وعدتها أن أرسل لها نصائح مؤثرة في كل ليلة من ليالي العطلة.
- ما الذي ينقصها هي في علاقتها مع الله..؟
- لم أفهم قصدك؟ 🤔
- هل تلاحظ عليها شيء من المعصية؟ قد تكون تاركة للصلاة مثلا؟
- لا... إنها تصلي.. لكنها حديثة العهد بالصلاة.. بعد أن دخل والدها إلى السجن قررت أن تلتزم الصلاة ولا تتركها ابدا.
- حسناً جداً .. هل تضع شيئاً من مساحيق الزينة؟
- رغم اني لا أطيل النظر في وجهها لكني لمحتها أكثر من مرة تضع احمراً للشفاه!
- حسناً.. وملابسها.. واسعة ام ضيقة جداً ؟ تحاول أن تبرز مفاتن جسمها ام لا؟
- ليس كثيراً .. لكنها تحتاج إلى ملابس شرعية أكثر.
- إذاً هي تحتاج لمعرفة الله أكثر.. حتى تحبهُ أكثر ثم تحاول أن تطيعهُ أكثر.. فتبحث عن مرضاتهِ في كل صغيرة وكبيرة.
قال لها وهو يهز رأسه بالإيجاب: الآن توضحت الصورة لديّ .. سأرسل إليها ما تحتاجه من كلمات.. شكراً لترتيب أفكاري المبعثرة!!
قالت سهام مبتسمة : انا في الخدمة دوماً .. أخي الحبيب.
وقبل أن تخرج من الغرفة قال لها بصوت يملؤه الحنان والمحبة : غداً بإذن الله سنتناول غدائنا خارج المنزل .. هيأنَ أنفسكن.
عادت سهام وطبعت قُبلة على جبين شهاب وهي تردد : سلمك الله من كل مكروه وحفظك لنا يا غالي.
بعد خروج اخته من الغرفة صار يبحث عما تحتاجه فدوى.. وأخيراً استقر على نصيحة جميلة.. ارسلها الى هاتفها وهو يدعو الله أن تؤثر فيها هذه الكلمات تأثيرا إيجابيا.
كانت تتحدث مع سمية عندما سمعت نغمة الرسالة : ركضت إلى هاتفها وفتحته.. كانت دقات قلبها تتزايد، قالت لمربيتها : انها رسالة من خطيبي 💌 يالفرحتي! عن اذنك يا خالة..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، جلست على السرير وبدأت تقرأ :
أنا لا اعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبهِ .. وكنت أظن أن الظروف التي تحدث معي أمراً روتينياً ولكن حينما اتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها لأوقن تماماً :
أن الله دائماً معي وأنني لم أكن يوماً بمفردي..
فهو القائل في حديثٍ قدسي :
" وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لِمن لا حيلة له حتى يتعجّب أصحاب الحِيَل ".
دمعت عيناها وعادت لها هذه الكلمات ذكرى ذلك الموقف الذي صدر من الدكتور شادي في غرفة المكتب الخاصة به ، وكيف كانت في لحظتها بلا حول ولا قوة ، كيف اعطاها شهاب رقمه قبل الموقف بلحظات!!
انه فعلاً تدبير الله لها.. ففي الوقت الذي كان يخطط فيه ذلك الأستاذ لأمر قذر.. كان ( الله) في ذلك الوقت يدبر لها مخرجاً مما ستكون فيه!
لماذا أعطاها شهاب رقمه فجأة وهو أصلاً ضد العلاقات الهاتفية بين الجنسين؟ 😮 دخل في روعها بأن الله قد أرشده إلى ذلك.. فقط لينقذها مما سيحل بها بعد قليل!!
تذكرت كيف جاء شهاب بعد لحظات ونطق بتلك الكلمات.. أيضا من غير إرادته! نعم هذا ما أكده لها بعد ذلك الموقف.
كان كل شيء يسير وفق تدبير إلهي.. وهي غافلة! 😭
كيف تعجب الدكتور شادي وفشلت خطته الماكرة بعد سماعه خبر الخطوبة؟ كان في بالهِ ان يحتال عليها لكن الله بلطفه ورحمته دبّر لها حيلة أقوى من حيلته!!
عادت لتقرأ كلمات ذلك الحديث

القدسي وقد غسلت الدموع وجهها وبدت لها الكلمات الإلهية تلك وكأنها تخاطبها هي لا غير " وعزّتي وجلالي لأُدبرنَّ الأمر لمن لا حيلة له.. حتى يتعجّب أصحاب الحيل ".!

✍سؤالي للقراء // هل استشعرتم في يوم من الأيام وفي موقف من المواقف رحمة الله تعالى في تدبير الأمر لكم.. إلى الدرجة التي تندهشون فيها من عظيم رحمته؟!
.
#يتبع

طبيب القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن