الحلقة الخامسة

205 23 4
                                    

#طبيب_القلوب ( 5)

✍رويدة الدعمي

عنوان الحلقة 🍃لن أخذلكِ يا فدوى!!

ابتسمت فدوى ومدَّت يدها لأخذ الموافقة إلا أن العميد سحب الورقة وأعادها إلى مكانها وهو يقول :
- لولا ان الدكتور شادي😎 تدخل في اللحظات الأخيرة ومنعني من التوقيع والموافقة!
صاحت فدوى : ماذا؟! الدكتور شادي؟
تنفس شهاب الصعداء وابتسم كمن أزاح عن صدره حمل ثقيل.
عادت فدوى للسؤال : ولكن لماذا تدخل الأستاذ شادي في أمر نقلي يا دكتور؟
أجابها العميد : لقد أخبرني انكِ من أذكى الطالبات وأفضلهن في المستوى العلمي.. وفي الحقيقة انا لا اريد ان تخسر كليتي طالبة في مثل هذه المواصفات لذلك رفضت الطلب مقتنعاً بكلام الدكتور شادي.
خرجت فدوى من العمادة وقد اختلطت الأفكار لديها، قال شهاب مبتسماً : الحمد لله الذي استجاب لي دعوتي! 🙏
لم تنتبه فدوى إلى المعاني الكثيرة التي كانت تحملها كلمات شهاب..
قالت بارتباك : لم أدخل عندهُ سوى محاضرتين ..فكيف عرف بأنني ذكية ومن أفضل الطالبات في المستوى العلمي؟!
أما شهاب فلم يكن في بالهِ غير فرحته الكبيرة بعدم انتقال فدوى من كلية الطب! 💖
مضت الأيام وكانت نظرات الأستاذ شادي تترصد فدوى في كل مكان.. انتبهت زميلاتها بل وحتى زملائها!!
وفي ظهيرة ذاك اليوم الحار بعض الشيء وبينما كانت فدوى تمر بجانب مكتب ذلك الأستاذ حتى خرج من مكتبهِ وأعترضها بشكل ملفت للنظر.. كانت وحدها!
قال وهو يسحبها بلطف إلى داخل المكتب : ادخلي لأخذ شيء من الراحة.. فالجو حار جداً!
حاولت فدوى الامتناع لكنه استطاع بمكرهِ ان يدفعها نحو المكتب ثم أغلق الباب!
مباشرة أخذت هاتفها النقال📲 وصارت تبحث عن رقم شهاب، فقد أعطاها رقمه قبل قليل وهو يقول : قد تحتاجينه يوماً!! وما أسرع ما احتاجت إليه؟!
لم ينتبه الدكتور شادي إلى اتصالها بشهاب ، قال وهو يفتح الثلاجة الصغيرة : هيأتُ لكِ العصير 🍹والكعك 🍰وحتى المثلجات🍧!
مدَّ يدَهُ ليناولها العصير فتفاجأ انها بدأت تتكلم بهاتفها النقال : هلو.. شهاب انا في مكتب الأستاذ شادي.. تعال إلى هنا فورا.
صُعِق الدكتور شادي من فورهِ ورمى العصير أرضاً وهو يصرخ : أيتها النذلة الحقيرة.. أتمنى أن أعرف طبيعة علاقتك بذلك الكلب!
وهنا طرق شهاب الباب بكل قوة، فتح الدكتور الباب🚪 وكان يبدو عليه الارتباك..
قال شهاب مندهشاً : ولكن لماذا تغلق الباب بالمفتاح 🗝️ يا دكتور؟
ردَّ عليه شادي بعصبية : وما شأنك أنت؟
ثم اردف وقد بدى كوحشٍ كاسر : اسمعا أنتما الاثنان.. إن عرف أحد بالموضوع فاعتبرا نفسيكما راسبين هذه السنة بكل تأكيد!
قال شهاب من غير شعور محاولاً امتصاص غضب شادي : اي موضوع يا استاذ.. مخطوبتي اتصلت بي وجئت لاصطحابها!
فغرَ الدكتور شادي فاههُ مردداً وقد خابت جميع آماله : مخطوبتك؟!!
هز شهاب رأسه وهو يقول مؤكداً كلامه : غداً عقد القرآن وبعد غد بإذن الله سيكون كل منا قد لبِسَ خاتم الخطوبة💍.
طأطأ الدكتور شادي رأسه أرضاً كقائد منهزم، وأشار إليهما بالخروج من المكتب.
خرج الاثنان وهما لا يعرفان كيف جرت كل هذه الأمور؟😥
قالت فدوى بتأثر : اعذرني لأني جعلتك في موقف لا تحسد عليه!
قال شهاب وقد احمر وجهه من الخجل : بل أنا من يجب أن يعتذر في مسألة..
لم يستطع أن يكمل فقالت فدوى وهي تخفي عبرتها : لقد أنقذتني ولا اعرف كيف ارد لك الجميل.. لو لم تصل لكان حصل ما لا يحمد عقباه.
جلست على احد مقاعد الحديقة ومازال شهاب مذهولاً من كلماتهِ تلك.. كيف قال للأستاذ بأنها مخطوبته؟ وماذا سيفعل بعدها حتى يُصدّقهُ ذلك الأستاذ؟ وأن اكتشف انها كذبة فقد يكون ذلك سبباً لرسوبهما هذه السنة👎خاصة بعد أن هددهما بذلك حرفيا!!
مرت لحظة صمت رهيبة كان الاثنان عاجزين عن قول اي شيء، وأخيرا تكلمت فدوى :
- منذ فترة وأنا أرى نظراته الغريبة.. مع الأسف انه يحمل شهادة جامعية عالية.. هل يمكن أن نُسمي هذا البشر بالمثقف!!
ثم صارت تبكي بألم وهي ترتجف من الخوف : لم أعرف ماذا كان يمكن أن يحصل لي لو انك لم تصل بالوقت المناسب.. كان كالوحش الكاسر.. ذلك النذل.. لا أعرف كيف سأتخلص منه😭
قال شهاب بثقة :
- يجب أن نُنفذ الخطة!
- ولكن ماذا تقصد؟
- سنضع أنا وأنتِ خاتم الخطوبة ونعلن امام الجميع خطوبتنا، صحيح أن الأمر ليس بالسهل لكني سأتصل بوالدكِ وأخبرهُ بكل شيء عن ذلك الأستاذ فإن كان حريص عليكِ سيوافق من فوره.
قالت وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل أمطارا :
هل ستكون خطوبة فعلية ام مجرد خطة؟
قال وهو ينظر إليها : وماذا تقولين انتِ؟
قالت وقد شعرت بأن ناراً اشتعلت في قلبها :
يجب أن تكون مجرد خطة.. لأني لا استحق شخصاً غيوراً وشهماً مثلك!
تفاجأ شهاب من كلامها.. قال بعد برهة : ولكن لماذا تتكلمين عن نفسكِ بهذه الطريقة؟
وهنا أسقط بيدها فصارت تروي له عن حقيقتها قائلة : أن ابي انسان مجرم وقاتل.. قتل ابن عمه من أجل الأموال والنقود💰 هو الآن في السجن!
لم تصدر من شهاب ردة فعل قوية.. قال بكل ثقة : وما ذنبكِ انتِ بكل هذا؟
قالت بدهشة : الستُ ابنته.. فكيف ترضى لنفسك أن ترتبط بإبنة رجل مجرم؟
قال شهاب وقد هزتهُ دموعها وصراحتها :
سأذهب غداً إلى مكان سجنه وسألتقي به لأطلب يدكِ وينتهي كل شيء.. انتِ هنا بسببي انا، كان المفروض أن تنتقلي إلى كلية أخرى لولا تدخلي بالموضوع.. سأحميكِ من ذلك الوحش مهما كان الثمن..ولن أخذلكِ يا فدوى !!
قالت وهي تحاول أن تخفف عليه شعوره بالذنب : لا تنسَ أن الدكتور شادي هو من ألغى طلب النقل ولست أنت!
قال هازاً رأسه : صحيح.. لكنكِ كان بإمكانكِ الإلحاح في طلب النقل وهذا من حقكِ القانوني أن تنتقلي إلى كلية أدنى من كليتك.. لولا أنني حاولت إقناعكِ بالبقاء!

👈هل سيخطبها شهاب فعلاً ؟ أم أن هناك أمراً ما سيجعلهُ يقف عاجزاً أمام هذا المأزق.. 💔 هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة 🌈

#يتبع

طبيب القلوب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن