٢٠

371 9 3
                                    

في صباح الجمعة...ذهبت الحاجة حنان ووليد لزيارة سعد في السجن.. احضر سعد الى مكان الزيارة..رأته الحجة حنان نهضت واحتضنته حضنا دافئ..سلم على وليد بحرارة..احضرت له والدته بعض الطعام..ناوله وليد كيس التمباك..نظر اليه سعد(اوووو الجمري كمان م قصرتا ي وليد)..سأل سعد امه(كيف ي يمة عاملين..اموركم واخباركم وكيف رهف وحبوبتي)..ردت الحجة حنان وهي تنظر الى سعد في حنان(بخير كلهم والله..نحنا حالنا كويسة..لكن زي حال زول البنتظر زول ..فراقك حار ي ولدي)...رد سعد(ي يمة انسوا الوجع..عيشوا حياتكم عادي..وانا ان شاء الله ربنا بفرجا)..سألته امه (اها السجن كيف..اربعة حيطان دي قدرتا عليها)..تبسم سعد(والله بالعافية..خلاص بقينا من ناس السجن..اها الولد بتاع الركشة بورد ليكم)..رد امه(اي ولد تمام..حق اليوم باليوم..ووليد زاتو م مقصر )كان وليد سارحا..نظر اليه سعد ولكزه(ي زول بالك وين..خبرك)..تبسم وليد..كانت عينيه جاهظزتين من السهر(بخير ي خوة كلو تمام)..غمز سعد له(اها وريم كيف)..ردت الحجة حنان(دا شنو ي اولاد..انتو حركاتكم دي م عايزين تخلوها)..ابتسم وليد ابتسامة المقهور(والله ي سعد امورك دي م بتخليها..المهم عندك طلبات ولا حاجة)..هنا استذكر سعد الفتاة التي ساعدها فقال(والله ي وليد في البت الكان شاكلتا ليها الاولاد..امش شوفا امكن تساعدك في شي..كنتا عايز اوريك من زمان..المهم حوصف ليك بيتا..وامش ومعاك نزار).

كانت الفتاة تدعى رندا الفاتح..تعيش مع والدها في الحارة التامنة ..امها متوفية..في المساء ذهب وليد ونزار الى بيتهم..رحب ابوها بهما..قدمت رندا العصير لهم..عرف وليد نفسه على انه اخو سعد..كانت رندا قد اخبرت ابيها بسعد شكر الحاج الفاتح وليد على فعلة سعد..ثم قال(والله انا بنتي كلمتني وانا اتكيفت من سعد دا شديد..وهي بنتي الوحيدة..بس سعد م جاء معاكم لشنو)..رد وليد(نحنا جايين في موضوع سعد دا زاتو..سعد محبوس بي تهمة تجارة المخدرات..زي 15 شنة..لفقا ليو ابو الولد السعد دقاهو..جايينك لو ممن تساعدنا)..تفاجأ والد رندا من ذلك(لا حول ولا قوة الا بالله منك ي حكومة..والله ي ولدي انا محامي زاتي ولي سنين خبرة كتيرة..هو مدام قبضوهو متلبس..والمعروضات معاهو فصعب الزول دا يطلع..لكن لو لقيتو دليل ممكن اساعدكم وانا معاكم في اي وقت..وان شاء الله ربنا حيساعدكم)..رد وليد(ان شاء الله). في الصباح..استيقظت ريم من نومها..كانت الساعة حوالي التاسعة صباحا..كانت عيناها جافتان من الدموع..باتت ليلتها تبكي..تقرح جفناها..دخلت المطبخ وشربت بعض الماء..

بعد ان شربت الشاي..جلست في غرفة عمتها نازك تشاهد معها التلفاز..كان صامتة..كانت نازك تشاهد المسلسل التركي"فريحة"وريم تشاهده معها..كانت ريم تضحك وتقول(والله ديل كضابين كيف..حب شنو وبتاع..غايتو الاتراك ديل غاشين علينا)..وتضحك وهي تشاهد..نظرت اليها نازك..علمت انها موجوعة..انها ليست على طبيعتها..سالتها(ريم..مالك..زمان كنتي بتحبي فريحة دي موت ..اسع حصل شنو)..وريم تضحك(م حصل شي..بس لقيتم كضابين وغباء ساي)..اقتربت منها نازك(كدي حاصل ليك شنو)..ردت ريم بهدوء (م حاصل شي والله..تمام انا)..ردت نازك(ريم احكي الحاصل شنو..مالك)..وريم تبتسم في وجهها(والله م حاصل شي..اصلا ماف شي)..قالت لها نازك(ريم انا قبل اكون عمتك انا صحبتك..وانا عارفة لو انتي بي خير ولا لأ..احكي لي)..سكتت ريم قليلا..نظرت الى نازك وعيناها قد اغرورقتا بالدموع(موجوعة ي نازك..قلبي موجعني..غشو علي..ناس حبيتم خذلوني..م بقدر استحمل انا..م بقدر استحمل والله..بتذكر كل لحظة قضيتا معاو..مخي م بفتر في التغكير فيو)..وهي تبكي وتنشج ..احتضنتها نازك(معليش ي ريم)..وهي تربت على ظهرها(معليش ي حبيبتي..تلقي الاحسن منو..م مشكلة لو طلع معغن وما يتساهلك..انسي وربنا حيعوضك).في السجن ..كان سعد راقدا قرب شجرة..واضعا رأسه على خده الايمن..اقترب منه الحاج بخيت..صاح من بعيد(ي سعد شاي كيف)..عدل سعد من جلسته(والله تكون م قصرتا ي بخيت..يكون تقيل)..بعد قليل احضر حاج بخيت الشاي..جلس بالقرب من سعد..ارتشف سعد من الشاي ثم قال(والله تقول الزول ليو سنة م شرب شاي...والله ي حاج جسمي كلو مكسر..انا امبارح نايم التقول في قبر)..وضع بخيت كوبه ثم قال(هنا ي ولدي الزنزانة دي حتلقى مساحة زي شبر وقبضة والناس بتتشاكل عشان اصبع زيادة)..رد سعد(دا كم يوم في السجن نسوني الدنيا برا ..اسع15 سنة دي كيف)..رد الحاج بخيت(والله ي ولدي زي م الدنيا جايطة برا هنا برضو جايطة وعالم تاني..اي زول داخل السجن دا وعليو كرت دا سبب دخولو السجن)..رد سعد وهو مستاء(بس م كل المكتوب على الكرت صاح ي حاج..هندا انا القدامك دا ربي بعلم اني برئ..لكن مقدر ومكتوب)..بعد قليل طلب الحاج بخيت من سعد كيس الصعود ناوله اياه ثم قال(التور لمن يقع بكترن سكاكينو..وانتا وقعتا وقعة صعبة)..قال له سعد(انا مستغرب فيك ي حاج..عارف روحك مذنب وعارف انو ديل م ظلموك..بعدا ثابت ومتشجع وصبور)..ابتسم بخيت وهو يضع السفة في فمه(المظاهر خداعة..عندك اسع انا دا..من برا..ثابت وعندي هيبة..لكن من جوة..تعبان وموجوع..وبعدين انا لو على باطل وثابت..فالاولى انك على الحق تكون اكتر ثبات ي ولدي).

يتبع....

هدوء الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن