في القاعة..كانت سعد يقف وراء القضبان..يراقب كل من بالقاعة..طلب المحامي الفاتح من قشة الصعود للاعتراف..وقف قشة امامي القاضي..بعد سؤال القاضي قشة عن اسمه وسكنه وماذا يعمل..نظر قشة الى سعد..كانت عيناه تحملان بعض العطف..كان سعد ينظر اليه..خاف قليلا..قال قشة(بعترف ي حضرة القاضي اني دسيت كيس البنقو في ركشة سعد دا..بي أمر من شريف ادريس..عشان اورط سعد في القضية دي وسعد م عندو ذنب )ثم جلس في مكانه...كان الجميع يبتسم..وينظر الى قشة..اصاب القاعة هدوء عجيب..بعد عدة اجراءات ..استعد القاضي لينطق بالحكم النهائي..سعد وراء القضبان يمسكها بكلتا يديه..الخوف يملأ قلبه..ينظر الى القاضي..والقاضي يستعد لينطق بالحكم..قال سعد في نفسه(ي رب يسر ولا تعسر..انتا عارفني م عملتا شي ي ربنا..افرج ي رب..ركعات الفجر م حتروح ساي..حتى لو اتسجنتا تاني راضي بي حكمك ي رب..اشتقتا لي اهلي ..امي واخوي واختي وحبوبتي..حتى ابوي اشتقتا ليو..متذكرو والله..اي في الموقف الصعب دا متذكرو..ابوي..متذكر كيف كنتا قبل 12 سنة كنتا بنوم معاو..كنتا في الاساس..كنتا م بنوم الا في يدينو..متذكر كيف كان لمن يجي من الشغل بشرك ليو جمب الباب..بقلع منو القروش..متذكر كيف كان بشيلني الدكان ببح ببح)..والدمع على خدي سعد(متذكرك يابا..مع انك حملتني مسؤولية كبيرة وقبل تموت قلتا لي ي سعد اهلك خليك عليهم عشرة..امك واخوك واختك..متذكرك وانتا في سرير المرض كنتا جمبك مسكتا يدي وقلتا لي ..ي تعيش راجل ي تموت مقهور..انا عارفك ي يابا لو كنتا حي م كان حالي كدا..لكن مقدر ومكتوب..لكن ي يابا م مشتاق الا لي ريحتك)..كانت تلك الذكريات تمر على سعد والقاضي ينطق بالحكم(حكمت المحكمة على المتهم سعد عماد جاد الله..وبعد رؤية الادلة والشهادة التي قدمت بالبراءة من كل التهم..وعلى شريف ادريس الخير بالسجن عاما كاملا مع دفع غرامة مالية قدرها 120 الف جنيه كرد شرف لسعد عماد جاد الله بعد البلاغ الكاذب فيه والطعن فيه..وعلى ابنه عماد شريف ادريس الخير بالجلد30 جلدة وغرامة مالية..رفعت الجلسة)..اجتاحت القاعة فرحة عارمة..زغاريد وتهليلات وتكبيرات..وسعد يردد(الحمد والشكر ليك ي رب) ويسجد على الارض فرحا..يخرج من قضبان الحديد..لتحتضنه امه واخته واهل بيته..يسلم سعد على المحامي الغاتح شاكرا معروفه..يحمل نزار سعد على كتفيه خارج المحكمة فرحين مكبرين.
بعد مرور اسبوعين...ذهب سعد واهله لخطبة رندا بنت المحامي الفاتح..طلب سعد ابوها يد ابنته..قال له والدها(والله نحنا لو اديناك بتنا نكون اتلومنا..على بركة الله نعقد طوالي)..رد سعد(اتوكلنا طوالي والعرس بعد كم يوم)..
اقام سعد زواجه من رندا ..كان المال متوفر لديه بعد ان قدمت له 120 الف جنيه الغرامة من شريف ادريس..اقام فرحه على رندا..كانت رندا قد تخرجت من الجامعة..كانت في منتهى الجمال..اقيم العرس في الحارة ال21 ..حضره كل اهالي الحي ..كانت الفرحة مرسومة على وجوه اهل سعد..امه التي كانت تنظر اليه وهو في "الكوشة" لابسا بدلة وبالقرب منه عروسته رندا ..كانت امه تقول(الحمد لله ي ولدي بعد كل الحصا ليك ضوقني عرسك..ورجعتا بي خير..ربنا عوضك احسن من الكنتا فيو بي صبرك وان شاء الله يضوقني واشوف منك ولد)..وليد مرتديا بدلة جميلة ..مثل اخيه..كان يبشر ويرقص في العرس كان فرحا..مبسوطا..رأى امه واخيه فرحين ..قال في نفسه(الحمد لله..ربنا اداك ي سعد..وامي الكان حتموت عليك اسع فرحانة).
اما وليد فتم قبوله في جامعة الزعيم الازهري هندسة مدنية..كما تم قبول ريم في نفس الجامعة كلية الطب..كان قبل ذلك قد ارسل لها ابياتا من الشعر:
ﻟﻘﺪ ﻛﺘﻤﺖ ﺍﻟﻬـﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﻬﻴﻤﻨﻰ
ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻟﻬﺬ ﺍﻟﺤﺐ ﻛﺘﻤـﺎﻥ
ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻳﻮﻡ ﺳﻠﻤﺎﻧﻴﻦ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ
ﻭﻛﺎﺩ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﻳﻮﻡ ﺑﺒﻴﺪﺍﻧـــﺎ
ﻭﻛﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﻟﻮﺍ ﺣﻮﺍﺀ ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ
ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺯﻓﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺮﺣﺎﻧﺎ
ﻻ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺴﺒﻜﻢ
ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧـﺎ
ﻣﻦ ﺣﺒﻜﻢ ﻓﺎﻋﻠﻤﺎ ﻟﻠﺤﺐ ﻣﻨﺰﻟﺔ
ﻧﻬﻮﻯ ﺃﻣﻴﺮﻛﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻮﺍﻧـــﺎ
ﻻ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺩﻧﻴﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ
ﺃﺑﺪﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﺗﺴﺮﻯ ﻛﻮﺍﻛﺒﻪ
ﺃﻡ ﻃﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺣﺴﺒﺖ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺣﻴﺮﺍﻧﺎ
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺣﻮﺭ
ﻗﺘﻠﻨﻨﺎ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﻴﻴﻦ ﻗﺘﻼﻧـــﺎ
ﻳﺼﺮﻋﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﺑﻪ
ﻭﻫﻦ ﺃﺿﻌﻒ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﻛﺎﻧﺎ
............
قرأت ريم هذه الابيات..دق قلبها حبا لوليد...علمت ان مستقبلها معه..سامحته وارسلت له..(تعرف ي وليد..قدر م يحصل مستحيل ازعلك منك..انا اتعلمتا الحب منك وربنا يخلينا لي بعض).
اما رهف فقد احرزت مجموع270 واهداها سعد هاتف ايفون5.. اما معتصم فقد تم قبوله في جامعة الخرطوم هندسة كهرباء..اما نزار صديق سعد..فقد ارسل لهم صديقهم في قطر له ولسعد زيارة الى قطر بغرض الشغل..فقد وجدا وظيفة هناك بعد ان سافرا معا..بعد عدة شهور..اصبحت ظروف عائلة سعد الاقتصادية جيدة بعد ان سافر سعد وزوجته التي ولدت ولدا وسمته عماد على والد سعد.اما شريف ادريس فقد اودع السجن..بعد ان تم طرده من كل المسؤوليات في الدولة..ولم يتم ترشيحه كوزير..اودع السجن...بسبب الفعلة التي فعلها..قبل ان يسافر سعد الى قطر زاره في السجن وقال له(تعرف..زي م قال عم بخيت احلى شعور الانتقام وزي م قلتا ليك سهام الليل م حتخليك..وما حتبقى وزير..عشان تعرف انو الاخلاق دايما هي البتخلد الزول..وان شاء الله الحصل ليك يعلم باقي الناس..سلام).
...... الـنـهـايـة ........