إنتفضت قائمة من السرير و توجهت بجسدها العاري نحو حقيبتها لتخرج منها علبة السجائر . نظرت إلي فكنت شاردة في جمال تفاصيل ظهرها بإنحناءاته المغرية التي تنتهي بغمازتين فوق المؤخرة . إقترحت :
-هل تريدين سيجارة يا ... كنزة ؟
-أجل لما لا ، أرى أنك تخليت عن لقب "صاحبة القلنسوة " ...
إقتربت مني و مررت أنامل أصابعها على خصلات شعري و أضافت :
-أجد نفسي معجبة بكنزة أكثر... تفضلي سيجارتك .
وضعت سيجارتها بين شفتيها و أشعلتها بتلك الولاعة الوردية لم أعرف إن كنت في حلم أم أنني كنت جالسة في وجود آلهة ... أكملت سيجارتها و أخذت بيدها سيجارتي من يدي فأطفأتها و قالت :
- أتدرين ... أنا مدمنة على النيكوتين و لكنني أدمنت عليك أكثر فبعد شفاهك عني لثانية يجعلني أرغب فيك أكثر ، لا أعرف عنك الكثير و لكنني مستعدة لأجلس معك لألف سنة و أنا أستمع لك وأنت تروين لي عن نفسك .
-ألا تخافين أن تكون قصتي حزينة فتملين في المنتصف وترحلين؟
-إن مللت قبليني فأستفيق لأدرك أنني في حضور صاحبة القلنسوة و أستمع لك لألف سنة أخرى .
إقتربت منها لأعطيها قبلة الوداع ثم إرتديت ملابسي لأنتقل من كنزة إلى صاحبة القلنسوة ، في طريقي نحو الباب دخل نفس الرجل الطويل الذي رأيته برفقتها في المدرسة . فسبقتني و قالت :
- مرحبا أبي !! هذه صديقتي الجديدة صاحبة ال .... أقصد كنزة .
-أنا سعيد لأرى أنك كونت صداقات ، مرحبا كنزة أنا والد آيلا ، يمكنك مناداتي بعمي نبيل .
-سررت بمعرفتك ... يجب أن أذهب الآن لقد تأخر الوقت .
-إنتظري سوف أقلك إلى المنزل .
-لا ، لا عليك فمنزلي ليس بعيدا من هنا .
-أنا أصر .
-حسنا ...
ودعت إيلا و إتجهت إلى سيارة أبيها الفخمة ذات الزجاج الداكن و إنطلقنا . كان يقود ببطئ و كأنه خائف أن يخدش السيارة بينما كنت أعطي له التوجيهات إلى منزلي ، تكلم قليلا عن إعجابه بهدوء الحي الذي يسكن فيه ثم حدثني عن آيلا فكنت كلي آذان صاغية . أخبرني عن إهتمامها بالموسيقى و الفن حتى أنه أعلمني بأنها تعزف على البيانو . ثم إختتم بقوله أنها تعشق القراءة أكثر من كل شيء ، هي ليست بفتاة تافهة و بالطبع ليست مثل جميع الفتيات بل إنها مميزة ... هي آيلا .
وصلنا أمام باب منزلي أطفئ عمي نبيل السيارة ثم قال :
- أنت حقا فتاة جميلة يا كنزة !
-شكرا عمي نبيل ، يجب أن أذهب الآن .
-إنتظري !!!
أمسك بذراعي بقوة و سحبني نحوه فأمسك بثديي و بدأ في تقبيلي بشراهة ، نزع القنسوة و كان فوضويا و لعابه كثير مما أثار إشمئزازي أكثر . حاولت الإبتعاد عنه لكنه كان أقوى مني فلمن أستطع إلا أن أغلق فمي بإحكام . تركني و قال :" يمكنك الإنصراف الآن" .
أحسست بالعجز فخرجت من السيارة و أنا أرتجف من الخوف و القرف ، قابلني عصام من بعيد ، فأتى إلي بسرعة و قال : " لعنة الله على القحاب لي كيفك ، تخلي الرجال يجيبوك في طوموبيلاتهم و زيد بلا خيمار؟ اليوم نشرب من دمك !! أدخلي للدار." ، إنهال علي بالضرب مجددا و لكنني لم أقاوم فلم تكن لي رغبة في العيش و لها فقدت كل إحساس . أتت أمي لنجدتي ، فدفعَته بعيدا عني . و أخبرته أن إن ضربني أو تكلم معي مرة أخرى لن تسامحه أبداً ...
صعدت إلى غرفتي جافة العينين و ميتة القلب ، أحسست أنني دمية يتحكم بها الجنس الذكري . فأنا كيس ملاكمة للبعض و لعبة جنسية للبعض الآخر . سلمت جسدي لفراشي فبقيت ساكنة طيلة الليل ، دون أن أنزع ثيابي حتى طرقت أمي على الباب بوجه مصفر خائب الظن ...
-وعلاش أبنتي وعلاش درتي هكا ؟ دوك يقولوا الناس بنتنا ناقصة تربية و متحشمش .
- هذاك أب صاحبتي مشي صاحبي ...
-حتى و كان أب صحبتك ، عيب تركبي معاه . أنا راني حكيت مع خوك وقتلوا طاحلها خيمارها و بلي متزيديش تعاودي . و في المقابل هو ميقولش لباباك . عليها حطي والديك لي تعبوا عليك قدام عينيك قبل ما تتهوري ...
تمنيت حقا لو أنني لم أولد إمرأة وسط عائلة تضع شرفها على رقبتي و تتحكم في عن بعد ، أردت أن أعيش حياة إمرأة حرة و مستقلة تتخطى كل العقبات التي تعترض طريقها فترسم حياتها مثلما تحب . و لكن هذه القصص لا تحدث إلا في العالم الموازي و ليس في هذا الجحيم .
ذهبت للحمام فما إن نزعت ملابسي و إذا بي ألاحظ أن جسدي مليء بالكدمات ، فهرعت أغسلها بقوة لعلها تختفي و لكنها لم تفعل ... كانت كل واحدة تحمل توقيع ذكرى معينة ، ذكرى تحرش أب آيلا بي تتواجد في ذراعي اليسرى لكي تذكرني كل يوم عن كيفية سحبه لي . و ذكرى أخي عصام تتواجد في ذراعي اليمنى و كل من فخذي ... أردت أن أمسح كل الذكريات ، أن أنسى كل هذا و لكن الماء الساخن لم يكن كفيلا لتخليصي من قذارة الجنس الذكري . و حتى دموعي لم تظهر لكي تخلصني من بعض هذا الألم النفسي . أنا مجروحة و جسدي منهار و لا أدري حقا كيف سأستطيع أن أنهض من كل هذا ... أخرجت شفرة حادة و قابلت المرآة و بدأت في تغطيت كل تلك الكدمات بجروح فعلتها بنفسي لكي أزيل كل بصماتهم عن جسدي . قطرات الدماء غطت كل جسدي الذي كان يوما مثاليا أصبح مليئا بالندوب . نظرت مرة أخرى في المرآة لكي أتأكد أنني لم أخلف أية كدمة فلفت إنتباهي شيء في رقبتي ، علامة قبلة تركتها لي آيلا تجسدت على شكل أمل بنقاطها الحمراء ... أحبها و أكره أنها على الأرجح تعيش واقعا أسوء من واقعي مع أبيها المنحرف . أحبها و سوف أنقذ كلتينا بإسم الحرية والعشق .
أنت تقرأ
قوية و لكن ...
عاطفيةإعتدتُ وصفي بالقوية ،من نظرتي الحادة الى ابتسامتي مغلّفةً بضحكاتي ، دموعي لطالما عوملت كالأرواح الشريرة تُطردُ بحجّة القوة ، وكأن لا حق لي في أن اضعف ، كمن يحبه بشريٌّ ويريد منه ان يكون كائناً أقوى من البشر