نزلت من السيارة ، لأتوجه إلى بيت اماندا ... ما بالها تغيبت عن المدرسة لثلاث ايام ، و لا تجيب اي من اتصالاتي ؟
فتحت امها الباب ، و حين سألتها عن ابنتها ، قالت :
_ ظننتها تبيت عندك !أماندا و كذبها ، تلك السخيفة كعادتها تقحمني في كل شيء ... حين تريد أن تذهب إلى مكان ما ، تقول لأهلها بأنها ستبيت عندي ... لابد من أنها ذهبت لتقابل أحد صديقاتها الاجنبيات ، اللواتي دائماً ما تحذرها والدتها منهن ! لكن هذه المرة ، لن أكذب لأجلها ، فقد تعبت من كوني حجة اختفائها كل مرة .
_ لا ، لم تأتي لبيتنا ، ولم أرها منذ مدة .
كانت السيدة والكر _والدة اماندا _ معتادة على الاعيب ابنتها ، فلم تفزع ، بل طلبت مني الدخول لشرب كوب شاي معها ، ورفضت لأني كنت متأخرة على المدرسة كعادتي .
مر اكثر من اسبوع ، و اماندا لم تظهر ! شعر والداها بالهلع ، فهي مختفية لتسع أيام ، و لا أثر لها ! بدأت الشرطة بالتحقيق مع الجميع ، تم استجواب كل من تعرفهم اماندا ، و أنا كنت احدهم ، وهي بالتأكيد في مكان ما مختبئة ، سعيدة بكل ما يحدث ... فهي تحب جذب الانتباه ، وتحب المقالب أكثر من اي شيء آخر .
مجنونة هذه الفتاة ، تفزع والديها بهذه الطريقة ! متى ستعودين يا اماندا ؟ ألا يكفيك هذا القدر من المزاح ؟
عدت إلى المدرسة ، و التي كانت كعادتها فوضوية للغاية ، الجميع يتحدث عنك ، و لم يكن ذلك بالشيء الجديد ، بوجودك و عدمه تكونين مركز الاهتمام ، أمشي في ممرات المدرسة و اسمعهم يهمسون و هم ينظرون إلي ، لا ألومهم فأنا لم اعد كما كنت ، صرت ، و قبل أن أدرك توفيت سدني روبرت القديمة و صار اسمها اماندا الأخرى .
بعد ثلاث أشهر ، عثروا على جثتها ملقات في الغابة ! أكاد لا أصدق أنها هي ، رغم أني رأيت وجهها ، رأيت اماندا قدة للحياة ، إلا أنه ليس أمامي سوى إنكار أنها هي ... فأماندا التي يخاف منها الجميع ، لا يمكن أن تموت هكذا !
لا أصدق أني واقفة هنا ، في هذا المكان ... لم اتوقع يوماً أن اعيش لأحضر جنازتك ، اماندا التي لم يتوقع أحد وفاتها ... شعور غريب للغاية !
غريب أن أحضر جنازة صديقتي الوحيدة ، و لا أبكي ! أنا لا أشعر بالحزن حتى! لما يا اماندا لست حزينة على موتك ؟ هل أنا بلا قلب ؟ هل صرت مثلك لا أشعر !لطالما كنتِ الفتاة التي يحبها الجميع ، و التي يهابها كل من يقابلها ! كنتِ الأجمل و الاذكى ، و التي يراها الجميع ، على عكس ما كنت أنا عليه قبل أن اعرفك ، كنت الفتاة التي لا يراها أحد ، الفتاة السمينة ، متوسطة الشعبية ... لكن على الأقل كنت سعيدة !
حين عرفتك ، علمتني كل شيء ، علمتني كيف اتعامل مع الفشلة و كيف اتعامل مع الجميع على انهم أقل مني في كل شيء ، علمتني القسوة ، و الخشوة و الأنانية... علمتني كيف اصبح مثلك شيطان أسود .
أنت تقرأ
Sydney
Mystery / Thrillerلا أصدق أني واقفة هنا ، في هذا المكان ... لم اتوقع يوماً أن اعيش لأحضر جنازتك ، اماندا التي لم يتوقع أحد وفاتها ... شعور غريب للغاية ! غريب أن أحضر جنازة صديقتي الوحيدة ، و لا أبكي ! أنا لا أشعر بالحزن حتى! لما يا اماندا لست حزينة على موتك ؟ هل أنا...