لا أذكر كل ما حدث ، إلا أني أذكر أني أصبت بنوبة هلع ، فقدت قدرتي على التوازن ، و كأن طين الأرض يسحبني لأسقط مغماً علي ... و من كان يدري أني سأدخل إلى قصر الرعب بهذه الطريقة _القصر الذي يعيش فيه زاك_ ، فأن استيقظت و وجدت نفسي في أحد غرف زاك _أخ اماندا_ فهذا فيلم رعب بحد ذاته ، و بسبب الهدوء المريب لم ألحظ وجوده في الغرفة ذاتها ، كان جالساً على كرسي فخم قرب المدخنة ، يقرأ كتابه بسلام و كأني لست هنا ... لم أتمكن من التعرف على نوع الكتاب ، على الرغم من أني قرأت كل الكتب المعروفة إلا أني لم أتمكن من تمييزه .
وجه نظر ناحيتي ، ليضع كتابه على طاولة بجانبه و يقول و هو يبتسم بطرف فمه :
_ أراكِ استيقظتِ !و بخوف و ردة فعل تلقائية قلت :
_ أنا لم اقتل أيدن .ضحك بهدوء ، ثم قال بنفس الإبتسامة :
_ أعلم ، فلا قدرة لفتاة مثلك على قتل أحد .اجبته بتوتر :
_ و المسدس لم يكن ...قاطعني ليقول بثقة :
_ لا أعرف من أي جئتِ بسلاح كهذا ، إلا أني أعلم أنك لم تستخدميه لقتل ايدن.تعجبت ثقته هذه ، فقلت :
_ لما أنت متأكد لهذه الدرجة ؟_ أنا أسكن هنا منذ ثلاثة أيام ، و لم أسمع صوت اطلاق الرصاص أبداً .
نهضت من السرير ، و توجهت إلى الباب ، كنت اطوق لمغادرة هذا المكان ، لا اطيق الانتظار حتى أعود إلى البيت بسلام و كدت أفعل لو لم يمسك معصمي ، و يده الباردة التي جعلتني ارتعش خوفاً ، قال بإبتسامة ودية :
_ أريد أن أريكِ شيءً .و راح إلى أحد الغرف ربما ليحضر ذلك الشيء ، و بقيت حيث أنا ، وقعت عيني على الكتاب الذي تركه على الطاولة ، و أمسكته لأقرأ العنوان كي أشبع فضولي ، و ليتني لم أفعل ، فقد كان رواية بوليسية ! أي قتل و إجرام و دماء ، لما قد يقرأ هذا النوع من الكتب ! لا عجب بأن اماندا اخته ، فهو مخيف و غامض مثلها.
عاد و بيده قرص ، ابتسم ليقول :
_ يبدو أن كتابي لفت انتباهك .اعدته بسرعة بيد ترتجف ، لأجيبه بإرتباك :
_ نعم ، فأنا أحب الكتب لكن عالم الاجرام لا يناسبني حقاً .وضع القرص في الجهاز ليعرض على الشاشة ما فيه ، جلس على الكنبة و هو ينتظر أن يفتح ، تقدمت بضع خطوات لتظهر آماندا على الشاشة ! و يبدو أن اماندا صورت هذا الشريط في نفس اليوم الذي قُتلت فيه ، فهي ترتدي نفس الثياب ، جالسة على سريرها و تتحدث بهمس :
كيف حالك سدني ؟ كيف هو العالم بدوني ؟ إن كنت تشاهدين هذا الفيديو ، فهذا يعني أني لم أعد موجدة ... أود أخبارك بأن تحذري ، فهناك شخص ما ، لا أعرف إن كان رجل أو إمرأة إلا أن ما اعرفه أنه كرهني بجنون ... شخص يراقبني في كل خطوة ، بت لا أشعر بالأمان أبداً ... و في كل مرة أحاول فيها النوم تصلني رسالة تهديد ، أشك بأن هذا الشخص سيقتلني حين تسنح له الفرصة ... و أنت التالية ، ارجوك احذري و لا تثقي بأحد .
أنت تقرأ
Sydney
Mystery / Thrillerلا أصدق أني واقفة هنا ، في هذا المكان ... لم اتوقع يوماً أن اعيش لأحضر جنازتك ، اماندا التي لم يتوقع أحد وفاتها ... شعور غريب للغاية ! غريب أن أحضر جنازة صديقتي الوحيدة ، و لا أبكي ! أنا لا أشعر بالحزن حتى! لما يا اماندا لست حزينة على موتك ؟ هل أنا...