بدء التنفيذ

71 6 2
                                    

بعد مرور أسبوعين :
جلست فتاتنا تعدل اللمسات الأخيرة لغرفتها لم يمضي سوا يوم واحد على إنتقالها الى هذه الشقة ، دخلت عليها كرستينا و هي تكلمها بالإنكليزية:
- ألا تعتقدين أنكي بالغتي قليلا مع جدك و مارك لقد بدأتي تقلقينني
- لو لم أفعل هذا لما كانوا سمحوا لي بمغادرة المنزل... أنا اسفة لإدخالك في كل هذا
- انا لست منزعجة لكن أظن أنكي بالغتي قليلا ... منذ متى علمتي أنه جدك البيولوجي حقا ؟
- تأكدت من الأمر بعد سنتين من تبنيه لي ... إهتمامهما المبالغ به و ظهور مارك و ديفيد في منزلي ذلك اليوم لم يكن مجرد صدفة كنت متأكدة من الأمر
- إذاً لما لم...
- هما لم يرغبا أن أعلم ربما لإعتقادهما أنني لو علمت سأكرههما
- اه لذلك تظاهرتي بعدم معرفتك طيلة هذه السنوات
- أجل
- لكن حقا قد فاجأتني، حتى أنا صدقت أنك عرفتي للتو الحقيقة و أنكِ غاضبة منهم
- أستحق جائزة في التمثيل هههه... هذا كان الحل الوحيد الذي سيمكنني من مغادرة المنزل من دون قدوم مارك و إفساده لكل شيء لقد صدقوا أني أحتاج لبعض الوقت للتفكير و لم يعترضوا على ذهابي لكي لا يضغطون علي فأفعل مثلما فعَلَت أمي قي الماضي بالإضافة لكونك معي هذا يطمئنهم.
- هيا أخبريني لما إخترتي هذه الشقة بالتحديد ما المميز بها ؟
إبتسمت ماريا لهذه المرأة ، كم أنها تعرفها جيداً . تحركت ماريا نحو النافذة و قالت:
- أنظري إلى المبنى المقابل لنا ، الطابق الأخير إنه منزله
- هل ستظلين تراقبين من خلف النافذة ؟
ابتسمت ماريا نصف إبتسامة لتجيب :
- بل سأدخل مباشرة عبر ذلك الباب... سأصبح جليسة ذلك الطفل
- جليسة أطفال ؟؟؟
- أجل فبعد يومين ستذهب جليسته الحالية في إجازة لمدة شهر و ساخذ مكانها
- من الصعب علي تصديق أن أخذها لإجازة في هذا الوقت مجرد صدفة
نظرت كرستينا للشابة الذكية بنظرة الشك
- انتي تحبين أن تعرفي كل شيء نانا ، لقد كانت المرأة مخطوبة و هي تعمل مع خطيبها لتأمين تكاليف حفل الزفاف كل ما في الأمر أني مددت يد المساعدة في الخفاء ، لقد حجزت لهما رحلة جميلة انها فرصة تأتي مرة في العمر هي بالتأكيد لن ترفض رحلة إستجمام بأوروبا مدفوعة لمدة شهر.
- و كيف أعطيتها إياها بالتأكيد أنك لم تعطيها إياها مباشرة
- بالطبع، سيكون غريباً لو ذهب شخص و أخبرها عن الرحلة ستشكّك و تسأل عن السبب لقيامه بأمر مُكلف لذلك إحتجت تغطية، لقد جعلت شخص يقوم بالتكلم معها عن سحب ستجريه وكالة سياحة و أخبرها أن الجائزة ستكون سفرة لشخصين و أخبرها التفاصيل فتحمست و شاركت في هذا السحب الوهمي و تفاجَأت منذ يوم بأنها الرابح المحظوظ ، و الآن مكانها شاغر و هم سيجرون مقابلة لإيجاد بديلة مؤقته اليوم عند الساعة الثانية عشر ظهرا .
- يا إلاهي لقد صرفتي الكثير من المال ماذا إن لم يختاروكي ؟
- لا تقلقي بحيال هذا. الذي سيجري المقابلة هو رامي مساعد آدم الشخصي ما إن يراني حتى أصبح المرشح الأساسي و كل ما تبقى هو أن أقنعه بحديثي
- لم أفهم لما سيختارك ؟
- لقد تقابلنا منذ أسبوع و ساعدت السيد الصغير وقتها ... إنهم يبحثون عن شخص جدير بالثقة فإن ادم لا يثق بسهولة باحد فكيف في موضوع يتعلق بإبنه ، من سيكون أنسب لهذه الوظيفة من شخص أنقذ حياته من قبل
- لحظة لحظة أنتي لم تحاولي تعريض الصغير للخطر صحيحح ؟
- بالطبع لاااا ذلك كان مجرد حادث و صادف وجودي هناك ، و الان بالإذن منكي لدي مقابلة عمل يجب أن ألحق بها .
قالت و هي تنظر الى ساعتها لتتجه نحو الباب لتخرج .
أما كل ما كانت كرستينا تفكر به كان ذلك اليوم الذي التقت قيه بماريا لأول مرة ، تلك اللحظة تلك الكلمات و تلك النظرات لا تزال محفورة بذاكرتها ،إن كانت اليوم لا تزال على قيد الحياة فالفضل يعود لماريا، لقد مر بالفعل ثماني سنوات منذ ذلك اليوم و تلك الطفلة أصبحت الان بعمر الثامنة عشر .

***** في مكتب آدم *****
صوت قرع على الباب
- إدخل يا رامي
دخل رامي و قام بإقفال الباب ورائه
- هل وجدت بديلة للآنسة مهى
- بل وجدتُ حبي الضائع . قال و هو يضع يده على قلبه
نظر آدم إليه من طرف عينه و قال و هو يبتسم
- أعتقد أنه علي أخذك فعلا إلى مشفى الأمراض العقلية ، ما إن ترى فتاة جميلة تبدأ بهذه الدراما
- احمممم عودتاً لموضوعنا الأساسي ، أظن أنني وجدت الفتاة المثالية لهذه الوظيفة، هل تذكر ذلك الحادث منذ أسبوعين حين قفزت فتاة أمام السيارة لإنقاذ جواد.
هنا ترك آدم الأوراق التي كان يعمل عليها و نظر لصديقه باهتمام
- لقد كانت هي تلك الفتاة ، إسمها ماريا رعد فتاة جامعية انتقلت منذ يومين لنفس الشارع الذي تسكن به مما هو جيد لناحية الوقت و من حسن الحظ أنها رأت طلب العمل .
- و كيف كانت مقابلتها هل وافقت عليها الخالة سلمى أيضا ؟
- وافقت عليهااا، بل أحبتها عندما ذهبت الفتاة قالت لي أنها بالتأكيد من سيحظى بالوظيفة
- أظن أنها مقبولة بما أن خالة سلمى وافقت عليها ، هل أخبرتها بالقواعد ؟
- أجل... لا تقلق لا أظنها مثل أولئك النساء ... كما أنها لا تزال صغيرة لا أظن أن وجودها سيزعجك ... لكن على كل حال أخبرتها بالقواعد بوضوح
- إذا أخبرها أنها قبلت و أن تبدأ بالعمل منذ الغد
- اه بالمناسبة... عندما تراها أخبرني بمن تذكرك
- هل تشبه أحد أعرفه ؟
- عندما تراها ستعلم

*****في منزل ماريا *****
- كيف جرى الأمر ماري
- كل شيء يسير كما خططت له ، لقد اتصل بي رامي يقول أن أبدأ بالعمل منذ الغد
- و أنا التي أقول لما تبتسمين منذ وقت جيد ، لكن لما إخترتي أن تفعلي هذا الان و لما العجلة ؟
بصوت منخفض :
- ربما تكون هذه فرصتي الوحيدة
إنتبهت إلى أنها قالت هذا بصوت مرتفع فقامت بتقبيل رأسها
- علي الذهاب الى النوم علي الإستيقاظ باكرا
كرستينا لنفسها " لما تفادت الإجابة على سؤالي أنا أعلم أنها لن تنام ، و لكن هذا مضحك ستكون جليسة أطفال هي التي لم تقم بالاهتمام بنفسها ، جليس أطفال لديه جليسه الخاص ههههه لكنه من الجميل أن أراها متحكسة لشيء ما " .

أما ماريا فذهبت لغرفتها و مسكت حاسوبها و بدات بالعمل .....
رن رننننن رن رننننن
نظرت الى هاتفها لتجد أن الوقت تعدي الثانية عشر فجراً
- ماذا تريد ديفيد ، لما تتصل في هذه الساعة
-صباح الخير لكي أيضاً
- إنه منتصف الليل هنا
- لكنه الصباح عندي، كما أنني كنت متأكد أنكي مستيقظة... لقد تحدثت مع مارك قبل قليل... لقد أخبرني أنك عرفتي...
- لا تحاول الدفاع عن صديقق
- لا فقط أردت أن أسألك... هل أنتي غاضبة مني أيضاً... لقد كنت أعرف منذ البداية و...
- متى ستعود إلى البلد، لا يمكنك أن تستمر بالهروب في كل مرة تركتك حبيبتك
- أنظر من يتكلم عن الهروب من الوا
-وداعاً
و أقفلت الخط و تنهدت و ذهبت إلى سريرها.

و تقاطعت طرقنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن