من طرف chahinez❤❤
هذه قصة حقيقية حدثت في الجزائر في ولاية البليدة لصديقة لي تدعى وردة، إسم على مسمى كانت فتاة رائعة الجمال درست معها من المرحلة الابتدائية(الإعدادية) إلى المرحلة المتوسطة حيث إفترقنا بدون أن أطيل علكن هذه هي قصتنا منذ البداية
(وردة) هي فتاة يسكن والديها في جيجل أبوها يعمل حرس بلدي أما أمها فكانت متكثة في البيت و لكنها أنجبت العديد من الأبناء ولد واحد و 7 بنات ،لم يستطع الأب تحمل مصاريف 8 أبناء فقرر إرسال (حميدة)-أخت وردة الكبرى- لتعيش عند عمتها و لكن الأم أصبحت تشتكي من عدم تمكنها من الإعتناء بالبقية و أنه لا تستطيع تحمل أشغال البيت فطلبت من زوجها أن يعيد (حميدة) كي تساعدها في أشغال البيت،رجعت (حميدة) إلى بيت والديها متشوقة إلى لقاء الأم و الأب و الإخوة و لكنها ياليتها لم تعد لأن والدتها قابلتها بطلب صعب جدا لا يمكن لأي كان قبوله و هو التخلي عن الدراسة (كيف لأم أن تفعل هذا بأبنتها بدل أن تشجعها على الدراسة و بناء مستقبلها طلبت منها التخلي عنه...؟؟؟)
لم يكن من البريئة سوى القبول بطلب الأم التي استعطفتها قائلة:
"لا يوجد أم في العالم لا تحب الخير لإبتها و لكن الظروف تفرض علينا يا عزيزتي أن نفعل ما لا نريده لذلك فأنا أرجوك أن تتوقفي عن الدراسة فوالدك لا يستطيع تحمل تكاليف دراستك و لا حتى تكاليف الأكل و أنا لا أستطيع تحمل كل هذه الأعباء وحدي و شغل البيت بالإظافة إلى إخوتك الصغار يتطلب ذلك عناية خاصة ... ..."
تغلغلت عيني (حميدة) بالدموع ففكرت للحظة ثم هزت رأسها أي نعم
... أصبحت (حميدة) كشغالة و مربة لإخوتها في نفس الوقت و بعد سنة أنجبت الأم 9 إبن لها و كانت بنتا...
الفصل الثاني:قدوم وردة و تعارفي بها
يئس الوالد و قرر إرسال ابنتة الثانية (وردة) إلى بيت والده -جدها- قبلت البنت فقد كانت في ال7 من العمر أي السنة 2 من التعليم الإبتدائي الجزائري... ... جاءت وردة إلى بيت جدها الموجود بالبليدة فسجلها جدها في المدرسة التي كنت أدرس فيها أنا -إبتدائية الشهيد محمد بلاش- حيث تعارفنا فأنا أذكر ذلك اليوم بالتفصيل حيث دخلت فتاة جميلة من الباب : عينيها البنيتين البراقتين و شعرها الطويل الرطب البني المنسدل على كتفيها... ... ...
طلبت منها الأستاذة (هجيرة) أن تختار مكانا لتجلس فيه فأشارت بأصبعها الصغير نحوي ... ثم جلست قربي طوال الحصة و حين خرجنا للفسحة مسكتها من يدها و أخذتها الى الفتيات الأخريات و عرفتها بأسمائهم ثم عدنا مجددا إلى القسم حتى دق جرس الخروج و الذهاب إلى البيت فذهبنا في طريق واحد دخلت إلى منزل جدها ثم اتبعت سيري إلى أن وصلت إلى البيت فحكيت لوالدتي كل ماحدث لي ذلك اليوم و حكيت لها عن صديقتي الجديدة وردة... ... ...درسنا معا جميع سنوات الإبتدائية و امتحنا معا في شهادة الإبتدائية نجحنا معا و إنتقلنا إلى المتوسطة في قسم واحد فكان كل يوم يزيد في حبنا لبعضنا بعض بدأ مستواها الدراسي في التراجع وبدأت تحكي لي عن حياتها الشخصية لأنها لم تكن تجد من تفرغ له قلبها سواي كنت أستمع لها و لم أخرج سرا واحدا من أسرارها فزادت ثقتها بي كانت المسكينة دائما تشتكي من سوء عاملة جدتها و جدها لها و كانت تقول بأنهما يعتبرانها كخادمة و كانا يكثران من ضربها لم أكن أصدقا في بعض الأحيان و كنت أضن أنها تخترق أكاذيب لتبرر اهمالها لدراستها.
لكن في يوم الخميس في المساء كان لدينا حصة رياضة دخلنا إلى غرف التبديل لنغير ملابسنا ولكن حين بدأت (وردة) في تبديل ملابسها رأيت شيئا غريبا فقد كانت ساقيها مزرقتين و ملتهبتين إنتظرتها حتى إنتهت من التبديل و أخذتها جانبا و سألتها عما أصابها فقالت "أعلم انك لن تصدقيني و لكن جدي ضربني بخرطوم المياه"
قلت"لماذا ماذا فعلتي له؟"
قالت"جدتي يا صديقتي جدتي"
قلت"و ما بها جدتك؟"
قالت"تتسبب لي في المشاكل مع جدي و توبخي أمامه لتدفعه إلى ضربي"
قلت"لماذا؟"
قالت"وجدت مشحن الهاتف في المطبخ فأخذت تصرخ علي"
قلت"ومن وضعه هناك؟"
قالت"لاأدري و الله لست أنا"
رجعت إلى نفسي و فكرت في كل ماكانت تحكي لي من مشاكل لم أكن أصدقها و قلت في نفسي: يا إلاهي هذا يعني أن كل تلك المشاكل التي كانت تحكيها لي صحيحة،أحسست تلك اللحظة بأنني ظلمتها كثيرا و قصرت من حقها فضممتها إلي و عانقتها بقوة و بكينا معا بلهفة و قالت لي "أتعلمين ماذا؟"قلت لها"ماذا؟"قالت"لقد عوضتني حنان أمي و أبي و كل إخوتي" زادتني تلك الكلمات بكاءا فبكيت طوال الحصة بحرقة و قررت أن أتخذها أختا لي و ألا أتخلى عنها مهما كانت الظروف ... ... ...إنتقلنا معا الى السنة الثانية متوسط ثم الى الثالثة و أمضينا معا أمتع الأوقات حيث كنت أزورها في بيت جدها و كنا نذهب معا و نرجع معا ولا نتفارق أبدا
وفي تلك السنة أهملت (وردة) دراستها بشكل كلي بسبب ضغط من جدتها التي كانت دائما تقول لها "عليكي أن تعلمي بأنك لن تكملي دراستك حتى لو فزت بالبكالوريا فلن نسمح لك بالذهاب الى الجامعة لأنه لم يسبق أن دخلت فتاة من عائلتنا الجامعة لذلك فلا تطمعي و حين أأمرك بأداء شيء لا تقولي لي -عندي واجب- لأنك لن تفعلي شيئا بدراستك انت تضيعين وقتك و حياتك"
لدرجة أنها وضعت لها قوانين وهي أن تنظف أٍضية المنزل و الأواني قبل خروجها صباحا و تغسل اواني الفطور عندما تخرج في منتصف النهار من المدرسة و في المساء تغسل أواني فطور المساء ثم تحضر العشاء و بعدها تغسل أواني العشاء ثم تنام و كانت دائما تستيقظ في 5 صباحا و تأتي متأخرة لأن منزل جدها كبير ... ...
نجحت في تلك السنة و هي رسبت و قالت لي بأنها لن تستطيع إكمال الدراسة ... ... ...
ترجيتها و لكنها رفضت و قالت "لا تطلبي مني شيء لا أستطيع تحمله"
و منذ ذلك اليوم لم تعد إلى المتوسطة كنت أزورها مرارا محاولة إقناعها بالعودة و لكنني لم أنجح ... ... ...
و الآن هي ماكثة في بيت جدها كخادمة مازلت أزورها لكنها أصبحت هزيلة جدا ذبلت و لم تعد كما كانت مرحة و مليئة بالحيوية ..
أما في جيجل جاء شاب ثري يخطب (حميدة) قبل الوالدان مع العلم أنا مازالت صغيرة في 17 من العمر ... ... وكان السبب الوحيد الذي دفع بالأم الى القبول هو ثرائه و قالت بأنه سيخرجهم من أزمتهم المادية لذلك اتصل الأب ب(وردة) و طلب منها الرجوع الى جيجل لتحل مكان أختها التي ستتزوج الصيف المقبل و تساعد أمها
نصحتها و قلت لها من الأفضل أن تعودي الى بيت والديك على الأقل تظلين بين إخوتك و والديك أفضل من البقاء هنا مع جدتك و جدك رغم أنني أرغب أن تبقى معي فأنا أحبها و لذلك قررت أن أدعها ترحل لأن هذا في مصلحتهاأم أنا مخطئة ؟ ما رأيككم😍😍😍