CHAPTER 3

30 5 0
                                    

🍂 الجَحيم فارِغ .. كُل الشَياطين هُنا .. ( وِليام شكسبير ) 🍂



" طُرِقَ الباب لِتَسمَح لِلطارِق بِالدُخول ، والذي لَم يكُن سِوا أحد حُراسِها "
أنحنى أحترامًا لَها لِيُردف : سَيدتي لَقد عادَ لِلقَصر قَبلَ قليل ، ونَحن بِالفِعل حَدَدنا المَوقع الجديد
أبتَسمت بِمَكر : ماذا تنتظِرون إذًا ؟ أحضِروهُم
أردف : حسنًا سيدتي
" أنحنى مَرةً أُخرى لِيُغادِر المَكتب مُنَفِذًا لِأوامِرِها .. أما هِيَ فَقد واصَلت العَمَل عَلى حاسوبِها بينَما جَسدُها لا يستَطيع التوقف عَن أفراز الأدرينالين عِندَما تَتخيل كَم الأستمتاع بِما ستَفعَلُهُ "
" أستَغرق الأمر خَمس ساعات منذُ تَحليق الطائرة الخاصة مِن سَطح منزِلِها والتوجُه نَحو مَدريد - أسبانيا لِأختِطاف العائلة وقَتل الحُراس الذين يحرصون عَلى حمايتُهم ، ومِن ثُمَ العودة إلى القَصر المُتأهب لِأستقبالِهِم .. "
" أما الآخر ، فَـ مُنذُ وصول خَبر خَطف أبنَتِهِ التي تَركَها قَبل ساعات معدودة ، تَطايرت شياطِنُهُ و جُنَّ جُنونَهُ بالكامِل وأضطَرَبَ قَلبُهُ مِنَ الخوف والغَضب ، أمتزجَت بِداخِلِه العَديد مِنَ المَشاعر التي تُفقد عَقل صاحِبِها وتَعدِم تَفكيرَهُ .. وأول ما فَعَلَهُ هُوَ الأتِجاه إلى قَصرِها بِسُرعة كادَت أن تُفَجِر أطارات السَيارة وتؤدي بِحياتِهِ ، لكِنَهَ حافَظ على حَياتِهِ مِن أجلِ أبنَتِهِ .. "
" ما إن وَصَل حَتى وَجد أبواب القَصر مَفتوحة وكأنها تَنتَظِرُهُ .. قَطع مسافة المئة مَترٍ مِنَ الحديقة لِيَصل إلى باحة القَصر .. أينَما تَقِفُ هِيَ بأبتِسامة لعينة وكأنَّها تُجسد الشَر بِكُل مَعانيه "
" وما إن تَرجَل مِن سَيارَتِهِ حَتى هاجَمت عُنُقَهُ حُنقة أفقَدتُهُ الوعي ، وآخر مافَعلُه هُوَ رمقِها بِنَظرة لو كانت تقتُل لَدفنَتها بِسابِع أرض "



" خَمسٌ وأربعون دَقيقة كانَت كافية لِيَزول مَفعول المُخدر ويعود لِوَعيه بِرؤية مشوشة لا تميز ما أمامَهُ ، فَقَط شَعَرَ بِقيود تُحيط بِهِ أثناء مُحاوَلَتِهِ لِلحَركة .. واصَل أغلاق وَفتح عيناهُ حَتى عادَت رؤيتُهُ طبيعية .. لِيَراها أماَمَهُ .. بِنَفس الأبتِسامة التي أغنض عيناهُ عليها ، فَتحها عليها أيضًا .. نَظر في الأرجاء لِيَرى غُرفة أسمَنتية تَحوي على ضوء بِمُنتَصَفِها ، بينَما حارِسان بِجانِب الباب ، وفي الجانِب الآخر كانَت ... أبنَتَهُ ، ذاتَ الثالثة مِن العُمر ، مُستَلقية على الأرض ، تبكي بِصَمت تام ، تَنظُر إلى والِدها المُقيد بِخَوف ورُعب .. أستَرجع ذاكِرَتهُ ليعود غَضبَهُ وخوفَهُ فورًا "
صَرخ بِنَبرة أجفَلت أبنَتَهُ : ماڤي أُقسِم إن تأذت شَعرة مِنها ، أُقسِم لَكِ ، أُنظُري أُقسِم لَكِ بِكُل شَيء في هذهِ الحياة أنَكِ سَتندَمين .. سترين الموت بِأبشَع صورَهِ .. لُذا حَررّي قيودي الآن ودعيني أذهَب مَع أبنَتي ، سأسامِحُكِ فَقط دَعيني أذهب مع أبنتي
أرتَفع صوت ضَحِكَتُها في أرجاء المَكان .. أزالت دُموعها التي تَساقَطت مِن شدّة ضَحِكِها لِتُردِف : لا أُصدِق ، حرفيًا لا أُصدِق ، مُقيد بِسَلاسل وحياة أبنَتُكَ وحياتُكَ بين يداي ومازِلتَ تُهدد ، يارجُل أظهِر بَعض الأحترام لِموقِفَكَ هذا ، توسل لعلي أنا مَن يغفُر لَك أيُها الغَبي
أكمَلت بِقهقهة ساخِرة : لكِنَنّي بِالطَبع لَن أفعل ، دعنّي أسرُد لَكِ كيف وَجدتُها ، أولاً عِندَما أخبَرتُكَ قبل أسبوع عَنها وأنتَ ظَنَنت أنَنّي وَجدتُها بِالفعل ، لكِن أنا لَم أجدّها .. أنا فَقط خَمنت وجودها لِأفعَل شيئان .. الأول التأكُد مِنَ وجودها والثاني دفعك لِلذهاب ونقلِها لِمَكان آخر .. ثانيًا بالطَبع لَم أكُن سَأتَتبعُك بالَطريقة العادية فأنا أعلم أنَكَ أفعى لعينة ستعمل دون أَن أشعُر بِها ، وكَما خَمنت لقد خَرجت مِن قَصر الرئيس عَبر المَمر السري وسافرت بِهوية مُزورة ودخلت مَنزل طفلَتِكِ عَبر مَمر سري أيضًا وأخرجتُهُم عَبرهُ وسافرت بِهِم بهويات مزورة لتَجِد لَهُم مكانًا جديدًا في مدريد ، مع حماية حُراس فقط لِيطمأن قَلبُك على صغيرتِكَ وثُم عُدت دون أَن يراك أَيُ أحدٍ ..
لكِنَكَ نسيتَ تفصيلًا صغيرًا ، مهلًا ليس صغيرًا ، بَل عظيمًا .. نسيتَ أنَكَ تعيش على أرض كُل مَن فيها يعمَلون تحت أمرٍ منّي .. حتى حُراس القَصر الذي تعيش وتأكل وتنام بِهِ .. أستَغَرَق الأمر ثواني كَي أزرع بِداخِل كَتِفَك رُقاقة تَعقُب وأخرج تَحت أنظار الجميع ، بينَما أنتَ مستغرِقًا بِنوم عميق نتيجة المُخدر الذي وُضِعَ في طعامُك مُسبقًا .. وهكذا أصبَحت جميع تَحرُكاتِكَ مكشوفة لي ، ما أن وَصلت القصر ، وصل رجالي لمنزل طفلتِكَ وأحضروها مع أبويها المزيفين .. أوه بالمُناسبة لَقد ماتا نتيجة مُقاوَمتَهُما المُزعجة ، لَم أتحمل عُذرًا لِأنَنّي لَم أجعلك تشهد موتَهُما
" أنهَت كَلامُها بِأبتِسامة بريئة مُصطَنعة بينَما تنظُر لَهُ .. أما الآخر فَقد كانَ بِعالَم آخر ، كانَ غارُقًا داخِل عينا صَغيرتِهِ الي تعُج بالخوف والألم ، تَتوسَلَهُ بِعَيناها أن يأخذها سريعًا مِن هُنا .. أن يُنقذِها .. أن يُخبِرها بِأَنَهُ كابوس لا غير .. تَساقطت دموعَهُ بِينَما يُحاول هُوَ الآخر أَن يَبث الأمان لَها مِن عَيناهُ الي لا تَعكس شيء سِوا الألم .. "
أردف بِصوت مُهتز : لِما لا تَتحرك ؟
أجابَت بِتعابير مُتأسفة مُصطنعة : أوه ألم أُخبِرك ؟ لَقد كانَت هيَ الأُخرى مُزعجة كَالشيطان ، مثلُكَ تمامًا .. لذا حُقنة صغيرة مَملوئة بِمحلول مُخدر مِن أحدى الأزهار السامة كافيًا ليشُل جسدُها ورُبما ، يقتُلها
" وَسَع عيناهُ المُحمرة وبَدء بِالتحرُك بِكُل الأتجاهات العشوائية ، يُحاول التَحرُر مِنَ القيود الحديدية لِيَحتَضِن صغيرتهُ ويُنقذها مِن العَذاب الي تَعيشِه .. لكِن ليس كُل مانَتمناه نحصُل عليه .. "
" أخَرجت الأخرى سِلاحُها لِتَوجِهَهُ نحو الطفلة التي أُغمى عليها مِن شدّة خوفِها ، أو رُبما ماتت مِن تأثير المُخدُر .. بينَما الآخر فَقد بَدأ صِراخَهُ يصدَح في جميع أنحاء القَصر ، وقد أزدادَت وتيرة تحركاتَهُ ، أصبَح كالمَجنون ، عروقه كانَت على بُعد سنتيمترات قليلة مِن تمزيق جلدهُ والخروج ، بينَما عيناه هَرب لونها الأبيض وباتَت حمراء كالدَم الذي يخرُج مِن يدِهِ وقدَميه نتيجة أحتِكاكَهُ بالسلاسل "
أبتَسمت أبتِسامة لعينة : قُل وداعًا
" ضغَطت على الزِناد لتَهرُب الطلقة وتستَقِر بِقلب الصَغيرة .. ثواني معدودة لِتغرق بِدمائها .. "
" أما الآخر .. لَم يتَحرك .. لَم يَرمش .. فَقد شعوره .. صَمت عقلُهُ .. لا يرى سِوا بريئَتهُ الي تسبح بِاللون الأحمر .. تجمد وكأن روحَهُ خَرجت مِن جَسدِه وسارعت لِتَحتَضِن جسَد صغيرتَهُ .. تَوقف الزَمن بالنسبة لَهُ .. أصبَح لا يعي شيئًا .. "
فَقط سمِع صوتُها بِجانِبه : أنا لا أجيد التعذيب الجسدي فَقط عزيزي جونغكوك .. أنا أحرق روح الأنسان .. أنا أمزق القلب وأنهي حياة الأنسان دون أن ألمسهُ ودون أن يموت .. ومازلت لَم أنتهي مِنكَ .. سَتتمنى الموت ولن تراه .. لن تصل .. لن تحصُل عليه .. ستعيش وتَتعذب مع عقلِك وأفكارك حتى ينتهي بِكَ الأمر تُحاول قَتل نفسك ، لكِن لَن أسمح لك ، سأنتَشِلُكَ مُجددًا لِتعيش مع العذاب مرةً أُخرى .. أجعل خيطًا فاصل بين حياتُك وموتك ولَن يُقطع هذا الخيط حتى أأمُر أنا .. حياتُك بين يدي .. وعذابك بين يدي .. وموتك بين يدي ..
فكر الآن .. هل كان يستحق ؟ هل كان أنتقادك يستحق أن تمري حياة أبنتِكَ ؟ هَل كانَت بعض الكلِمات تستحق ؟ .. تخيل ماذا كان سَيحدث لو صمت في ذلك اليوم ، رُبما كُنتَ تُداعب أبنتك الآن .. لكِن أنتَ من أختَرت هذا وسَيدوم حتى أُنهيهِ في الوَقت المُناسب ..
سخِرت : لكِن هَل تَعلم ما المُضحك بِالأمر ؟ ، كونَك سخِرت من قوتّي وسلطتي وذكائي ، وعندما أخبَرتُكَ عن أبنتك وبِالرغم من أنك تعلم أنني لا أستطيع أيجادَها كونَك أخفيتها جيدًا ، لكِنَك ناقضت نفسُك وخُفت منّي وأعتَرفت بقوتي وذكائي عِندما سافرت بِها وغيرت مَكانها ، والآن فكِر ، هل أستحق ؟
أردَفت إلى الحارِسان : خُذاها وأدفناها ثُمَ عودا وخُذاه ، وأياكُما أن تسمحا لَهُ بِلمسِها أو الأقتراب مِنها .. أن عَلمت أنهُ أقتَرب مِنها ستكون نهايتكُما أسوء منهُ
" الحارِسان كانا خارج الوعي .. ينظُران إلى الطفلة بِصدمة ، بِأعين متوسعة .. حسنًا يعلمان مَن تكون سيدَتهُما ، لكِن أن تَصِل إلى هذا الحد ؟ قتِل طفلة بِعُمر ثلاث سنوات ؟ .. كانَ مُبالغًا بِهِ جدًا .. مُجرد رؤيتها هكذا لأول مرة ، هزّهُما ، فَـ كيف بِوالِدِها ؟ "
" أستَفاقا عَلى صوتها الآمر لِيَتقدم أحدَهُما ويحملِها .. وكَم كان شعورًا مؤلمًا بِالنسبة لَهُ وهُوَ يرى طفلة أخف مِن الريح تَغرق بِالدماء وتموت قَبل أن تبدأ حَياتُها .. حاوَل التماسك وعَدم الأنهزام أمام مشاعِرِه "
" أما والِد الطفلة .. جونغكوك .. فَما زال عَلى حالِهِ .. لَم يُحرك ساكِن .. ينظُر إلى نَفس المَكان .. إلى بُقعة الدِماء .. عقلُه تَوقف عَن العَمل .. صَمت وصَمت فقط "
" أما الشيطانة فَقد خَرجت بِالفعل قبل الحارِسان "
-
-
-
" أنتهى "

 ↝ • Aphrodite Eros || J.JK • ↚ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن