CHAPTER 4

34 7 1
                                    

🖋💭 إن الإنسانَ مِثلُهُ مثلَ الشجرة .. كُلما رَنا إلى الأَعالي وَ إلى النور إلا وَ نَحَتَ جُذورَه إلى التَوغلِ في الأرض ، في الأسفَل ، في
العتُمة و بِعُمق في الشر . || فريدريك نيتشه 💭🖋



" الساعة الثانية عَشر بَعد مُنتَصف الليل ، في قصرٌ مِن قُصورِ روسيا العَديدة كانَ قد أمتلئ بِالضيوف مِنَ الطبقة الذَهبية .. رِجالُ مافيات وتُجارٌ بِمَكانّة لا يُستهان بِها .. يتَساورون الحَديث عَن أنجازاتِهِم الـ لاأخلاقية و الـ لاقانونية بينَما صوتَ كؤوس النَبيذ المُمتَزج مَع صوت الموسيقى يملئ المَكان .. يَتفاخرون بِأنفُسِهِم وبِثَرَواتِهِم .. كُل منهُم لَديه ثروةً بِميزانية دولة مُعاصِرة .. لكِن لا أحد مِنهُم بِـ مَكانَتِها ، لا أحد يملُك ثَروتِها ، بِمُجَرد رؤيَتُها سَـ تَتساقط ثِقتَهُم ويُصبِحون كَالفئران أمامَها .. وعلى ذِكرِها .. هاهِيَ ذا تَدخُل وكُلُ جُزء مِنها يَصرُخ بالجَمال وَالقوة والعَظمة .. بِرِداء أحمَر طَويل .. عاري الذِراعين والأكتاف .. زينَتهُ بِسلسالٍ ألماسي يُساوي ثَمن هذا القَصر .. و وَجهِها الأخاذ الذي تَعتَليه نظرة الأستصغار وَ الدونية لِمَن حَولها .. سارَت بِخُطواتِها بينَ الذين أرتَجفت قلوبَهُم بِمجُرد رؤيتِها .. فَقد أنتشَر خبر مافَعلتهُ قَبل أسبوعان ليَزداد صيتُ قوَتِها عُنفوانِها .. تَقدَم صاحِب القَصرِ مُرحِبًا بِها إلا أنّها تَجاهَلتُ لِتُكمِلَ سَيرَها .. أعتَلت المَسرح الذي يَعُج بِالموسيقيين مُتَجهِةً نَحو البيانو .. وما إن رآها العازِف تَقترب حَتى أفسَح المَجال لَها .. لِتَبدء بِعَزف السمفونية الشَهيرة لِـ موزارت ، قُداس المَوت .. تَراقَصت أنامِلُها بِسلاسة عَلى مفاتيح البيانو بينَما أعيُنها مُغلَقة .. كانَت بارِعة بِما تَقوم بِهِ وكأنَها موزارت نَفسَهُ .. ثواني لِيَمتَزِج صَوت عَزفِها بِأصوات الرَصاص والصُراخ .. وهُنا أرتَفعت زاوية فَمِها وهي تَستَمتِع لِلتو بِالسمفونية المُفضلة لَديها .. التَعذيب مَع قُداس المَوت .. أنها تَعيش النَعيم الآن .. تَصاعَد الأدرنالين داخِلها لتَعزِف بِحماس مُفرط .. حَتى صَمتت أصوات الصُراخ والرَصاص لِتَتوقَف هِيَ أيضًا وتَفتح أعيُنها .. قابَلها أكثَر المَشاهد روعة في حَياتُها .. المَكان مُمتلئ بِالجُثث و لَونٍ كَـ لونِ رِدائِها .. أبتَسمَت لِجَمال ماتَراه .. مَجزرةٌ بشرية بِحَق .. تَقدم جاك بينَما يسَحب صاحِب القَصر لِيَرميه تَحت أقدامِها .. كانَ مُصابً بِساقِهِ وذِراعِهِ ومَعَدَتِهِ "
أنَحنَت لتُمسِكَ فكّه بِقَوة بينَما الآخر يبكي ألمًا ويتوسلُها : سيدتي ، أنقذيني أرجوكِ .. ألم يكُن بيننا أتِفاق
أردَفت : جورج ، سؤال واحِد لا غير ، إن أجَبتَهُ ستُنقِذ حَياتك إن لَم تُجِب وَدع حياتك ، مَن يقِف ورائكُما ؟
أجاب بِألم : ماذا تَعنين ؟
أردَفت : أعنّي أنهُ لَيس من طبيعة جُرذان مِثلَكُما أن تُحاولا قَتلي وأنتُما تَعلمان أنهُ لأمرٌ مُستحيل .. إذًا مَن دفعُكُما ؟ مَن قَدم الدَعم لكُما ؟ مَن أقنعكُما بِأنهُ سَيحميكُما منّي ؟
صَمت ولَم يجُب فَقط أستَمر بِالأرتِجاف ألمًا .. تنهدت بِضَجر لِتَدفَعهُ وتأخُذ سِلاح جاك موجهةً فوهَتُهُ نَحو المُصاب : وداعًا جورج
صَرخ الأخر فورًا : توقفِ توقفِ حسنًا .. لَقد كانَ ألكساندر فيودور
قَطبت حاجِبَيهما بِعَدم أستيعاب : مَن !!
أردَف مُتَألمًا : نَعم نَعم أعلَم أنا أيضًا صُدِمت لكِن ..
" لَم يَستَطِع أنهاء جُملَتِهِ لِأنها أنهَت حَياتَهُ بِرَصاصة أختَرقت دِماغَهُ ، أستَدارت مُغادرةً لِلمَكان بينَما تُفكر بِالأسم الذي ظَهر فجأة .. لَقد كانَ يحكُم روسيا ثَلاث عائِلات .. آرمان ، فيودور ، وبايكال ، آرمان وبايكال كانا أعداء ، لكِن بَينهُما أتفاقية تَنصُ عَلى عدم تَعدي أحدَهُما عَلى مُمتَلكات الآخر .. أما فيودر فَكانوا مُتَعاونين مَع العائِلَتان .. إلا أن العائِلَتان بايكال وفيودور أتفقا بينَهُما لأسقاط آرمان وتقاسُم الحُكم بينَهُما .. وَصل الخَبر لِعائِلة آرمان لِيَغضبوا ويجمعوا جيشًا .. مُقتحمين قصور العائِلَتان قاتِلين كُل فردٍ مَنها .. مِن أصغَرهُم حَتى أكبَرهُم ، لَم يتبقى فردًا أو خادِمًا أو حارِسًا إلا ومات مِن العائِلَتان .. إذًا مَن ألكساندر الآن !! وإن كانَ هُناك فيودور أذًا حتمًا بِلا شَك هُناك بايكال .. عدا أنهُما يُحاوِلان قَتلها أيضًا ، وكانَت  سَتنجح لَولا قدوم جورج قَبل أسبوع وأخبَارِها بالخُطة التي كانَ فردًا منها لكِنهُ بات خائنًا لَهُم عِندما سَمِع بِما فَعلتهُ لِجونغكوك .. "
أبتَسمت بِسُخرية بينَما تقود : رائع أثارة جديدة قادِمة
" وَصلت إلى قَصرها بِغضون دقائق لِتُغير ثيابها بِثياب سَوداء وتعود إلى مَكتَبِها تبحث عَلى المُقتحم الجديد لِحَياتِها لكِن قَبل أن تبدء تَذكرت المُحتَجز مُنذُ أسبوعان لِتفتح حاسوبها وتَتجه نَحو تسجيلات الكاميرا الي تُبث لَها مُباشر .. لكِنها قَطبت حاجبيها لظهور شاشة سوداء وحَسب .. ضَغطت عَلى بعض الأزرار لِمعرفة مايحصُل ، لكِن لَم تُفلح لِتَلتَقط هاتِفها مُتصلة بِالحُراس هُناك ، إلا أن صوتً أوقفها "
نَظرت إلى الحاسوب لِترى رجُلٌ يبدو بِمثل عُمرها : مَرحبًا ، أنا ألكساندر ، سُررت بِمَعرفتك .. لابُد أنكِ سَمعتِ عَنّي مًسبقًا .. تَتسائلين كيفية وجودي وهويتي وماذا يَحصُل وماذا أُريد ، جميعها سأُجيب عَنها عندَما تَتفضلين بِزيارتي .. بِالمُناسبة مافَعلتِهِ قَبل أسبوعان كانَ رائِعًا ، لَقد أنتشر أسرع مِنَ الضوء ، فقط مُجرد التفكير بِالأمر يُقشعِر بدني .. لا أستَطيع التخيل حتى
قَهقه مُبتعدًا لِترى جونغكوك المُقيد والهادئ جدًا كَما كان طوال الأسبوعان : أُنظري لَهُ حَتى الآن مازال بِنَفس الهيئة منذُ تِلكَ اللحظة .. أي شيطان أنتِ ؟
أكمَل : عَلى أي حال ، أنا في قَصر فيودور نَفسَهُ ، تذكرينَهُ صحيح ؟
أردَف بِنَبرة لَعوبة بينما يغمز لَها : لا أَظُنُكِ نَسيت تِلكَ الليلة
لوح مودِعًا : سأنتظرُكِ لا تتأخري
" عادت الشاشة السوداء بينَما الأُخرى أشتَعلت غضبًا لِوَقاحَتِهِ بالحديث ولِأعتِدائِهِ على مُمتَلكاتِها .. ألتَقطت سِلاحَها واضِعةً أياه بِجانب خُصرها لِتَسير بِخُطى مُتَسارِعة نَحو سيارتِها بينَما تَلعن تحت أنفاسِها وتُفكر بِأكثَر الطُرق جحيمًا لِتَعذيبِهِ "
" أستَغرَقت خمسة عشر دقيقة لِتَصل إلى قَصر فيودور بينَما تَتبَعُها سيارات حُراسِها .. أقتَحمتهُ وأخذت ذكريات تِلكَ الليلة الدامية تَعود لها .. تَوقفت بِالباحة لِتترجل مِن سيارتها رافعةً سِلاحها بوجه الذي يستقبلها بِأبتِسامة مُستفزة حد اللعنة "
أردَفت بِغَضب : مَن تظُن نفسك !
رفع كِلتا يداهُ تعبيرًا عن سلمية موقِفِه : سيدة آرمان لا تنسي أنَنّي بِنفس مكانَتُكِ .. كُنا نحكُم روسيا سويًا في الماضي ، إلا تذكرين
سخِرت : وإن كُنتَ تذكُر فَقد قُمت بِخيانَتِنا وخيانة الأتفاقية لينتهي بِكُم الأمر بِالموت واللعنة
أجاب يُمثل التألم : أوه أرجوكِ لا تُذكريني ، أنها ذكرى مُؤلمة جدًا بالنسبة لي ، لَقد عانيت منها طويلًا
ضحكت بِسُخرية غاضبة لتُردف : ما المَعتوهين الذين أستمر بِمُقابَلَتِهِم هاؤلاء ، هَل تخرجون لي باليانَصيب أم ماذا !!
قَهقَه بطريقة مستفزة : أنتِ مُضحكة هَل تعـ ...
" قاطع كَلامُهُ الرَصاصة التي خَرجت مِن سِلاحها و أختَرقت رأسَهُ ليُمسي جُثة هامِدة .. وقَبل أن يُفكر حُراسه بِأطلاق النار أصبحوا هُم أيضًا جُثث مِن رصاصات حُراس ماڤي "
" أمرتُهم بِالبَحث عن جونغكوك وإحضارِهِ إلى القَصر ، بينَما هِيَ أستَقلت سيارَتُها عائدةً إلى القَصر قَبلهُم .. ما إن وَصلت حَتى رَمت بنَفسُها على السرير بِأهمال ، فَقد عاشَت ليلة شاقّة مليئة بِالأحداث المُزعجة بِالنسبة لَها .. عدة دقائق لِتَغرق بِنومٍ عميق .. "
" مَر الوَقت وهِيَ نائِمة  لـ تَشعُر بِشيء يعبث بِوَجنَتِها بَعد عدة ساعات .. تَحركت بِأنزعاج .. بَينَما أستَمر بِالعَبث لِتُقطِب حاجِباها وتفتح أعيُنُها بِبُطئ .. نَظرت بِهدوء لِـ جونغكوك الذي يَعتَليها ، والذي لم يكُن بالهيئة المَظهرية لجونغكوك الذي تَعرِفُهُ"
وما أن أستَوعبت الأمر حَتى أبتَسمت أبتِسامة ماكِرة : على ما أعتقد أنت آندرو ؟
رَفع الآخر أحدى حاجِباه لِيَنظُر لَها بِأنبِهار : وأنتِ التي حَررتنّي ؟
مازالت ذات الأبتِسامة تعتلي وجهُها : لا شُكر على واجِب
أبتَعد عَنها لِيَقف أمامَها بينما يدهُ مُدَّت نحوها : مرحبًا أنا آندرو شريك جونغكوك بالجسد
أستقامت بِجذعِها لتُصافِحه بِأبتِسامتها الخبيثة : وأنا ماڤي ، سيدة روسيا ومَلِكَتِها



" أنتهى "

 ↝ • Aphrodite Eros || J.JK • ↚ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن