CHAPTER 1

45 5 1
                                    

-
📜 أنا لا أبحثُ عَنكَ في أيّة شيء .. لِأَنكَ في كُلّ شَيء .. حيثُ أكون ، تكون .. في كُلِ نَفَس ، في كُلِ أبتِسامة .. حَتى في لَحظات الألم حُضورَكَ مُقيم .. أنا مُتّشِحة بِروحك .. مُنغَمِسة بِأكملي فيك .. ( سامانثا كينج ) 📜



- || RUSSIA || -
- || SIX YEARS AGO || -
- || 6:13 A.M || -
صَدَحَ صُوتُها بِعُلوٍ وأرتَسم على ثَغرِها أبتِسامة كَبيرة يُعبران عَن طاقة وحيوية ذاتَ السابِعة عَشر مِن عُمرِها وهِيَ تُلقي تَحيتِها الصَباحية على عائِلتِها حَول مائدة الفَطور : صَباحًا جَميلًا لكُم
بَعثَرت خُصيلات شَعر أخاها الصَغير بينَما تُقَبِلُهُ بِقوة أزعَجته لِيزُمجر بِصَوتِهِ الطفولي : آفا توقفي هذا مُزعج
- || قَهقَهت لِتَتَخِذ مقعدًا بِجانِبهُم هِيَ الأُخرى .. عَلى يَسارِها كانَت شَقيقَتُها ذاتَ الثانية عَشر .. بينَما على يَمنيها وعلى رأس الطاوِلة كانَ والِدُها .. أمامَها كانَت والِدَتُها وبِجانِبِها الأيسر شَقيقُها الصغير ذو الخامسة .. وأبتِسامة سَعيدة كانَت تُزين أوجه الجَميع .. دومًا ما كانَت تُزين أوجهُهم تِلكَ الأبتِسامة .. عائلة صغيرة .. دافئة .. سعيدة .. مَليئة بالحُب .. والكَثير مِنَ الحُب ..  || -
أردَفت تُخاطِب والِدُها : لوي هَل سَتُقلنّي إلى المَدرسة اليوم أيضًا ؟
أردَفت الأُم : أسمُهُ أبي ولَيس لوي
غَمزت لَها الأُخرى بِأبتِسامة لعوبة : هَل تغارين ؟
هَزت الوالِدة رأسُها بِـ أستسلام من أبنَتُها العنيدة : مُزعجة
قَهقَه الأب لِيُجيب سؤال أبنَتِهِ  : هَل تُريدين أُقلك ؟
أومأت أيجابًا : نَعم
أستَقام : هَيا أذًا
تَذمرت الصغيرة بِعُبوس : لِما لا تأخذنا نحنُ أيضًا
اجابَ صغيرتُهُ بينَما يُقبلُها  : لِأن لَديكُما باص المُدرسة بِالفعل ، بينما آفا تَذهب سيرًا ، والآن قُبلة الوَداع ؟
- || قَبّلتهُ الصغيرة وكذلِك الصغير لِيَخرُج مَع أبنَتِهِ الكَبيرة مُتجهين نَحو السيارة قَديمة الطراز نوعًا ما ، بينَما الصغيران أتجها لِلـ الباص الخاص بِمَدرستُهُما .. أما الأُم فَـ ذَهَبت إلى عَملِها وهُوَ الخياطة في أحد المَعامِل || -
- || كانَ الطريق إلى مَدرسة الكَبيرة  يستغرِقُ دَقائق قليلة ، لِذا ما أن تَحركت السيارة حَتى بدأت بِمُقدِمات لِموضوعِها الذي أنفردت بِوالِدُها من أجله || -
أردَفت : لوي ! ألا تعتَقد أن السيارة قديمة الطراز بَعض الشي ، وأَن ثياب الصغيران أصبَحت قديمة .. وثيابي رُبما ..
أبتَسم مُقاطعّا أياها : إلى ما ترمين آفا ؟ دون دوران ومُقدمات
قَهقَهت بِتَوتر ، رَغم أن والِدُها لَطيف وهادئ إلا أنها قلقة مِن رَفضِهِ لِلأمر ، فَـ هُوَ يُفرط في الخوف عليها أحيانًا  : أريد أن أعمل
كانَ هادئًا وبشوشًا : لِما تُريدين العَمل ؟ هَل يَنقُصُكِ شيء ؟
حسنًا طالَما بَدء يتحاور مَعها أذًا رُبما يوافق : لوي ، أنها سنتي الأخيرة وكَما تعرِف بَعدها الجامعة ، والجامعة تحتاج إلى الكَثير مِنَ الأموال .. كثير جدًا ، عدا ذلك إلا تعتَقد أن الوَقت حان لِتَغير السيارة ؟ ، أن نَذهَب في رحلة خارج البِلاد ؟ ، أن يرتدي الصغيران ملابس جديدة ؟ ، أن تُفاجئ والِدتي بـِ حُلي ؟ لوي أعلم أنَ وضعنا جيدًا ونحنُ سعيدون معًا وهذا شيء رائع ، لكِن فَقط ما المانِع مِن أن نَرتقي ماليًا قليلًا ؟ أعني حالتُنا مُتوسطة ، وتَميل نحو الأدنى لا الأعلى ، وهذا سيء بعض الشي
تَوقفت السيارة أمامَ المَدرسة ، لِينظُر أليها مُبتسِمًا : وهَل عَملُكِ مَن سَـ يُنقذنا ماليًا ؟
تَذمرت عابِسة : هَل تسخَر ؟؟؟
قَهقَه : كَلا صغيرتي لكِن لا أعلم هَل هِيَ فكرة سديدة ؟
أرتَسم على وجهِها ملامِح راجية : أجل ، عدا هذا يجِب أن أنضَج وأعتمد على نفسي قليلًا ، أمامي طريق طويل والمُستقبل مجهول لا أعلم ماقَد يحصُل فيه
تَنهد : حَسنًا ، لِنرى بِما أَنكِ فكرتِ بِكُل هذا هَل وجدتِّ عملًا أيضًا ؟
أومأت بِسعادة : نينا تَعمل في قَصر عائلة تُدعى بايكال حَسب ما أذكُر ، أخبَرتنّي أنهُم بِحاجة إلى طاهية وكَما ..
قاطَعها بِملامِح تحولت خِلال ثواني مِن بَشوشة إلى مَصدومة وغاضبة : أفروديت لَن تعملي في قصر بايكال
هِيَ الأُخرى أعتَرتها الصَدمة مِن أنقِلابِهِ المُفاجئ ومُناداتِهِ لَها بِأفروديت .. ليست من عادَتِهِ : لكِن لـِما ؟
أرتَفعت نبرة صوتِهِ : أنتهى النِقاش أفروديت أنسي الأمر بِـ رمتِهِ لا يوجد عَمل لدى قصر بايكال
أردَفت بِـ أمل مرةً أُخرى : حسنًا لن أعمل لدى بايكال ، لَن أصل أليهم أبدًا سأجد عملًا أخر أعدُكَ
صَمت الآخر يُحاول أن يهدء لِتُردف بِنبرة راجية : أرجوك لوي أرجوك
تَنهد بِتَعب : حسنًا آفا ، لكِن أن علِمت حتى أنكِ خطوتِّ ناحية تِلكَ المنطقة لَن تعملي مُجددًا ، حَتى نينا لَن تريها
أومأت بِأيجاب وسعادة : حسنًا لا قصر بايكال ولا منطقتهم ولا مُحيطهُم ..
أكمَلت بِتساؤل : لكِن لِما هذا النفير منهُم ؟ هَل تعرِفهُم ؟
أجابَ مُتفاديًا سؤالُها : تأخرتِ عَلى دروسِكِ آفا هَيا وداعًا
لَم يرُن الجَرس حَتى ومازال الطُلاب في الباحة يُمكن رؤيتُهم بِسهولة ، لذا فَهمت أنهُ لا يُريد الرَد ، أقتَربت منهُ قَبّلتُهُ بِقوة : أُحِبُكَ ، نلتقي مساءًا
- || تَرجلت مِن السيارة وَسط نَظرات الآخر التي لاحَقتها حَتى دخلت أسوار المَدرسة ولَوحت لَهُ ، تَنهد لِيقود مُتجهًا نحو عَملِهِ المَكتبي || -
- || بينَما الأخرى توجَهت نحو صديقَتُها الوَحيدة تَحتضِنُها وتُلقي التحية عليها لِيسيران سويًا نَحو الصَف || -
أردَفت نينا : أذا هَل وافَق والِدُكِ على فكرة العَمل ؟
تَنهدت بِحُزن بينَما ترمي حقيبَتِها على الطاوِلة : نَعم لكِن لَيس مَعكِ
حَزنت مَلامح الأُخرى : لِما !!!
أجابَتها : لا أعلم لَقد غَضب كثيرًا ما أن سمع بِأسم بايكال ، وهذا غريب جدًا عَن أبي ، أعني الغَضب ليسَت عادة لَديه ، وخصوصًا هكذا بِشكل مُفاجئ
قَطبت الأُخرى عاجبيها بِأستغراب : هَل تعتقدين أَن بينهُ وبين العائلة شيء ؟
أومأت الأُخرى بِحيرة : لا أعلَم
أكمَلت مُبتَسِمة بِسعادة : المُهم أَنهُ وافَق عَلى فِكرة العَمل وسَأصبح مسؤولة عن نفسي وسَأبحَث عَن عمل بدءًا مِنَ اليوم
- || قَهقَت الأُخرى بِخفة على حَماس رفيقتها المُفرط ناحية العَمل .. لَقد كانَت تُفكر وتُخطط مُنذُ أسبوع وكأنها مُهمة لِأنقاذ أقتصاد العالِم بِأكملِهِ ولَيس نفسُها فَقط || -
- || وتزامُنَناً مَع أنتهاء حَديثَهُما دَخل الأُستاذ لِيُباشر دَرسَهُ ويَليه الدروس المُتبقية حَتى أنتهى اليوم الدِراسي نهاية عادية كَـ سائِر الأيام الماضية .. وَدعت أفروديت رَفيقتها لِتَتجه كُل واحِدة نَحو طريقُها .. نينا إلى قَصر بايكال وأفروديت تَبحث عَن عَمل في الطُرق المُكتضة بِالمتاجر || -
- || وَبعد مُضي أكثر من أربَع ساعات عَلى البَحث باءَت مُحاوَلاتُها بِالفَشل ، لا يوجَد عَمل مُناسب لِطالبة ثانوية في سَنتِها الأخيرة .. ماوَجَدتهُ أما بِحاجة إلى خبرة جامعية أو بِحاجة إلى دوام كامِل .. وهِيَ لا تَستطيع الأثنان .. لِذا قَررت العودة إلى المَنزِل والبَحث غدًا في منطقة أُخرى ، لَعلها تجِد مايُناسِبُها || -
- || أمضَت المَساء بِقضاء الوَقت مَع عائلتها ثُمَ القِيام بِواجِباتِها المُدرسة وبَعض العَبث بِالهاتِف لِيَنتهي يومُها بِنومة هنيئة .. || -
- || AFTER FOUR DAYS || -
تَضع رأسُها عَلى الطاوِلة بَينَما تَصطَنِعُ البُكاء وتَتذمر : أربَعة أيام ، لَم يَبقى سوق أو شارِع أو مركز تسوق لَم أبَحث بِهِ .. حَتى على مواقِع الأنرنت بَحثت .. أيُعقل !! أيُعقل في هذهِ المَدينة الكبيرة لا يوجَد عَمل صغير لي ؟!!! لِما حظي سَيء هكذا
قَهقَهت نينا عَلى تذمرات الأُخرى لِتُردف : أذاً ليس مُقدرًا لَكِ أن تَتولي مسؤولية المنزل المالية
رَفعت رَأسها سريعًا لِتَضرب الطاوِلة بِخفة : مُستحيل .. سَأعمل مهما كَلفني الأمر
نَظرت إلى نينا بِحُزم : هَل مازال القصر بِحاجة إلى طاهية ؟
قَطبت الأخرى حاجِباها بِأستغراب : أجل ، لكِن والِدُكِ ؟ ألن يَغضب ؟
تَنهدت أفروديت : سَأكذب عَليه هذهِ المرة فَقط .. كذبة صغيرة لا تُعد أليس كذلِك ؟
أجابتَها : حَسنًا ، لنَذهب مَعًا بَعد المدرسة إلى قَصر بايكال .. ولو كانَ العملُ متاحًا أعملَّ لكِن بِذات الوَقت أستمرِّ بِالبَحث عَن عَمل آخر وعندِما تَجدين أستَقيلِ مَن القَصر وأعملِ بِمَكان جديد ، حَتى لا تَكذبِ على والِدُكِ طويلًا
أومأت الأُخرى بِأيجاب وحماس : حَسنًا هذا يبدو جيدًا
- || قاطَعهُما دخول الأستاذ مُجددًا لِيَبدء دَرسُهُ || -
- || بَعد مُرور عدة ساعات ، أنتهى يومُهُما الدِراسي لِيَتجِها إلى قَصر بايكال كَما أتفقتا .. أستَغرق الوصول إلى القَصر ساعَتان ، كَونَ موقَعَهُ في أطراف مَدينة سان بطرسبرغ ، في مَنطقة مليئة بِالأراضي الخالية مِن المنازِل ومَليئة بِالنباتات والأشجار الخَضِرة .. و رَغم خلو المَكان مِنَ البَشر إلا أنهُ كانَ مُنعشًا وساحِر الجَمال ..
تَوقَفت سَيارة الأُجرة أمام بوابة كَبيرة لِيَترجلا مِنها بَعد دَفع الأُجرة ، و أول ما لاحَظتهُ أفروديت الحُراس .. كَلا ، الكثير مِنَ الحُراس .. بينَ كُل واحِد وَ واحِد مَسافة مَتر ، مُمتدين على طول السور المُحيط بِالقَصر ..
فُتِحَت بَوابة صغيرة بِجانب البوابة الكَبيرة لِتُمسك نينا يَد أفروديت وتَسير || -
تَحدثت نينا إلى الحارِس الذي أستوقفهُما : أنها رفيقَتي ، أتَت لِمُقابلة عَمل مَع السيدة مين كونُها تبحث عَن طاهية
- || تَفحصَها الحارِس بنظراتِهِ لِيَبتعد ويَسمح لهُما بالمُرور .. لِيَسيران وَسط الأزهار والشُجيرات التي تُزين المَسار مِن كِلا الجِهتان وعلى أيسرِهما بركة كبيرة مِن المياة ..
كانَت عينا أفروديت تَتجول في المَكان وتَعتَلِهُما نظرة الأنبهار والصَدمة || -
أردَفت : نينا ! هَل هذهِ الجنة ! ثُم مَن السيدة مين
قَهقَهت نينا بِقوة عَلى ردة فعل رفيقتِها المُضحكة لِتُردِف : كَلا عزيزتي أنهُ قَصر بايكال ، والسيدة مين هيَ رئيسة العُمال في القَصر والمسؤولة عَن كُل أعمالِهِ وأقدَم عاملة في القَصر
أجابت الأُخرى بِصدمة : ماذا يَعملون هؤلاء واللعنة !
أردَفت : لَديهُم العَديد مِنَ الشَرِكات والفَنادق والمَطاعم ومراكز التَسوق ، نِصف مُمتلكات روسيا لهُم
أومأت أفروديت ومازالت الصدمة لا تُفارِقها مِن جَمال المَكان وتصميم القَصر الخارجي الذي أستَقبلها : هذا أروع شيء أراهُ في حياتي بِحَق السماء !!
- || قَهقَهت نينا مُجددًا لِيَدخُلا القَصر بَعد أن ألتَفا حول القصر ودَخلا مِنَ الباب المُخصص للعاملين || -
ما أن لَمحت نينا السيدة مين لِتَتجه أليها بسُرعة وأفروديت مَعها : سيدة مين كَيف حالُكِ ؟
ألقت السيدة مين أنتباهُها للفتاتان بَعد أن كانَت مشغولة بِتحضير قائمة العَشاء : مَرحبًا نينا ، بخير وأنتِ ؟ ، مَن هذهِ الفتاة ؟
أجابت نينا : بخير سيدتي ، أنها هُنا مِن أجل عَمل الطاهية ، لَقد كُنتِ تَبحثين عَن طاهية أليس كذلِك ؟
أبتَسمت السيدة مين بِأسف : أنا آسفة صغيرتي لكِن مُنذُ ساعات قَليلة جاءَت طاهية وحَصلت عَلى العمل
ذَبلت مَلامِح أفروديت وحزنت كثيرًا لِتُردف : حسنًا سيدتي شُكرًا لكِ
ذَهبت السيدة مين لِأعمالها لِتُردف نينا : آسفة آفا لا تحزنِ سَتجدين عملًا بِالتأكيد
أبتَسمت أفروديت : لا عليكِ ، أنتِ مُحقة رُبما لَيس مُقدرًا لي أن أعمل الآن .. عَلى أية حال سأذهب فَـ أنتِ لَديكِ عَمل
أومأت نينا : حسنًا صغيرتي سَأراسِلُكِ عندما أعود لِلمنزِل
تَذمرت الأُخرى : كُفي عن مناداتي صغيرتي أيتُها المُزعجة
قَهقَهت نينا : حسنًا صغيرتي
- || لَعنتها لِتودعها وتَخرُج مِن نَفس الباب الذي دَخلت مِنهُ .. وكانَت ستَذهب لكِن لَفتها البِناء الذي أمامُها .. كانَ كبيرًا .. رُبما أكبر مِنَ القَصر ذاتِهِ .. لكِن ليس ذو تَصميم مُميز ، بناءًا مُستَطيلًا بِطابُق واحِد رُبما ، ذو طِلاء أسود .. وكانَ سوادُهُ مُلفتًا جِدًا بِالنسبة لَها ..
وبِطبيعة شَخصيتها الفضولية أرادت مَعرفة ماذا يوجَد هُناك ، لَن يَحصُل شيء أن ذَهبت أليس كذلك ؟ ، ما أسوء ماقَد يحصُل ؟ تُطرد ؟ ليس بِالأمر العظيم ..
هذا ماكانت نفسُها تُحفزها بِهِ وهِيَ تَتجه نَحو المبنى ..
تَوقَفت أمام الباب ذو الحَجم المُتوسط تُحاول لَمح مايوجَد في الداخِل لكِن لَم ترى سِوا مَمر طَويل يَسارِهِ ويَمينه تَتفرع مِنهُ الغُرف وفي نهايَتِهِ سُلم يَتجه نَحو الأسفل .. تَقدمت تَسير وأعيُنُها تَتفحَص المَكان وتُحاول التَخمين ما الغَرض مِن هكذا بناء خلف المَنزل .. كانَت جَميع الأبواب مُغلقة وَليست جريئة لِدرجة فتحِها والدخول ..
بدأت بِالنزول درجة تِلوَ الأُخرى لِيَتضح لَها شيئًا فـ شيء هوية المَكان ..
وَسعت عَيناها بِأنبهار مِن حَجم المَكان وَ وسعِه .. ساحة واسِعة جدًا .. جدًا تَمتَد تَحت الأرض ورُبما تَخطت القَصر ومَساحتهُ ، بَل رُبما تَمتَد حَتى الأسوار الخارجة مُغطية مَساحة الأرض بِأكملِها والتي مِنَ المُمكن أن تَصل إلى ثمانية آلاف فَدان !! ..
كانَت الساحة مُقسمة في المُنتصَف إلى خَمس مُربعات كُل مُربع بِداخِلهِ قُرابة الـ مئة رجُل ، يرتَدون زي موحد !! ..
وما تَبقى مِنَ الساحة يَحتوي عَلى أجهزة وأدوات وحواسيب .. تَعرفت عَلى البَعض مِنها كانَ لِغَرض الرياضة وبِناء الأجسام لكِن البَعض مِنهُم كانَ غريب وجديد عليها ..
في جانِب آخر كانَ هُنالِكَ إطارات عَلى الأرض موزعة وحِبال ..
والسؤال الوحيد الذي جالَ في عقلِها ، هَل يَتدرب الجيش الروسي هُنا ؟ وَلم تكُن مُلامة ، جَميع ما تَراهُ يدُل لَها على أن مايوجِد هُنا مَركز لِتدريب الجيش لا رجال عاديين ..
كانَ الرِجال يقومون بِتَمارين الضَغط .. لِتَلمح رجُلاً جَعلها تأخُذُ نَفسًا عميقًا أو رُبما شَهقة ؟ ..
كانَ عاري الصَدر ومَليء بالوشوم .. ذو جَسد لَيس بِعادي .. بَل كان مُميت .. خُصيلاتَهُ الغُرابية تَحمل بَعض الطول .. بَينَما مَلامح وجَههُ شَتَتها لِتنسى نَفسها أين تَقف وماذا تَفعل وماذا تُريد ..
في الواقع أختفى كُل شي ولَم تعُد ترى سِواه .. كانَ يصرُخ بِالرجال بأرقام لّم تعلم ماذا تَعني .. وجَسدُهُ كانَ يصرُخ بِالقوة والأثارة .. بينَما هالة مِنَ الخطورة كانَت تُحيط بِهِ تُحاول تَحذيرها مِنَ القادم ..
أستَمرَت بِالبَحلقة بِهِ وحفظ أدق تَفاصيلِهِ حَتى لَمحها الآخر لِيُقطب حاجِباه بِغَضب وأستغراب مِن وجودِها .. || -
صَرخ كَي تَسمعَهُ أو رُبما غَضبًا : ماذا تَفعلين هُنا ؟
- || وصوتُهُ قَد أيقَظها مِن دوامة التشتُت لتَكتسي الحُمرة وَجنَتيها كَونَها كانَت بِمَنظر المُختَلِسة أمامَهُ وأيضًا لألتفات مايُقارب الخمسُمائة رجُل أليها .. ألتَفت سريعًا لِتُهرول مُحاولة الهَرب والخُروج إلا أنّها أرتَطمت بِأحد الحُراس الذي رآها عَبر كاميرات المُراقبة ..
أمسك بِها بقوة لينظُر إلى رئيسَهُ منتظرًا أمَرهُ || -
ليَهتُف لَهُ الرئيس : خُذها إلى مَكتبي
- || أضطَربت نبضاتُ قَلبّها وبدأت الأفكار السيئة تُراودُها .. وحينها تَذَكرت أن والِدُها المُعارِض لفكرة وجودِها في هذهِ المَنطقة ..
أصطَحبها الحارِس إلى المَكتب والذي كانَ أحد الحُجرات التي رأتها عِندما دَخلت .. تَركها في الداخِل لِيخرُج ويحرُس الباب مِن هروبِها ..
مَرت الدقائق وكانَ خوف الأُخرى يزداد وتخيُلاتِها تُضخُم لها الأمور .. لَم تَتحرك فَقط توقَفت أمام مِنضدة المَكتب تنتظِر حُكم الأعدام الذي تخيلَتهُ ..
وحينها دَخل الآخر مُرتَديًا قميصًا بِاللون الأسود تارِكًا بَعض الأزرار العلوية مفتوحة لتَتنفس وشومَهُ .. وتَنقطع أنفاس الأُخرى ما أن أستدارَت لِتَعتذر ولكِنها صَمتت نتيجةً لِلنظرة التي رَمقها بِها .. || -
أتَجه لِلكُرسي خَلف منضَدَتِهِ لِيَجلس واضِعًا ساقًا فوق الأُخرى كَما لو أنهُ مَلكًا لمَملكة ما ونظراتُهُ الحادة لَم تُفارقها لِينطُق أخيرًا : مَن أنتِ ؟
بَذلت الأُخرى كُل مالَديها مِن قوة لِتَستَجمع شُتات نفسها وتُجيب بنبرة واثقة عَكس ماينطوي داخِلها مِن خوف : صديقة لِـ نينا ، جئتُ مِن أجل عَمل طَلبتهُ السيدة مين ولكِن شَغلهُ أحدهُم قَبلي
رَفع أحدى حاجِباه : حَسنًا لا أرى أي شيء يدعو لِتواجدُكِ في ساحة التَدريب
أجابَت : كُنتُ قَد خَرجت لأرحَل ولكِن تَغلب علي فضولي لِمَعرفة ماذا يوجَد داخِل مَبنى بِهذا السواد ، أعتَذر لَم أعلم أنهُ شيء مَمنوع
أرتَفعت زاوية ثَغره بِأبتِسامة جانبية : كانَ يجِب أن تَعلمِ أنَهُ مَمنوع التَدخُل في خصوصيات منزل ليس منزُلكِ أو حَتى مكان عملُكِ
- || أنحنى رأسُها خجلًا ولَم تعرِف ماذا تَرُد  ليَعُّم الصَمت بينهُما .. || -
كانَ الآخر يَتفحصها بنَظراتِهِ مَما زاد تَوتُرها أضعافًا لِتُردف : هَل يُمكِنُني الذَهاب ؟
تَحدث مُميلًا رأسهُ : هَل تُريدين عَملًا ؟
نَظرت لَهُ بِشَك : أجل
أستَقام لِيَتقدم ولِيَقِف أمامَها ويَستِند عَلى منضَدَتِهِ : ما رأيُكِ أن أُدربُكِ لِـ تُصبحِ مُساعدتي ؟
أعتَلت الصَدمة مَلامِحُها لِتُجيب : كَيف مُساعدتُك ؟ .. أ ~ أنا مُجرد طالبة
أردف : لا تَهمُنّي شهادَتُكِ .. فَقط نَفذِ أوامري ولكِ ثَلاثة آلاف دولار شهريًا
شَهقت بِخفة بَعدما سَمعت المَبلغ .. أنهُ يُساوي مُرتب والِدُها وَالِدَتُها معًا لمدة ثلاثة أشهر ، أجابت سريعًا : سأكون غبية إن رَفضت
أبتَسم جانبيًا مرةً أُخرى ليُردف : حسنًا أذًا غدًا السابعة صباحًا أنتِ هُنا
أجابت : لكِن .. لدي مَدرسة ..
صَمت قليلًا يُفكر بِأمرٍ ما ليُردف بَعدها : عَندما يَنتهي دوامُكِ المَدرسي تأتين  إلى هُنا ويَستمر تدريبُكِ حَتى العاشرة مساءًا
تَرددت قليلًا كون وَقت العودة مُتأخِرًا وأيضًا الطريق يأخُذ ساعتان .. صمتُها جَعل الآخر يُردف : هُنالِكَ مُشكلة ؟
أجابَت سريعًا : كَلا موافقة حسنًا
أومئ بِرضى لِيَعود إلى كُرسيه : جيد يُمكِنُكِ الذَهاب
أردَفت بِأبتِسامة : شُكرًا لَكَ سيد ...
أجابَها مُكملًا : أيروس .. فَقط أيروس ، وأنتِ ؟
أجابت : أفروديت
- || وَدعتهُ وخَرجت وهِيَ تَحمل مشاعِرًا عديدة .. سعيدة لِعَملِها ومُرتَبِها ، مُتحيرة بِالكذبة التي ستُلقيها على والِدُها ، خائفة مِنَ أن تُخفق في الكَذب ، ومُشتتة بِسَبب المَدعو أيروس .. لَقد أستَحوذ على عقلِها وتركيزها بِشكل سيء ، يَجِب أن تَتعلم السيطرة عَلى نفسها في الأيام القادمة .. كَي لا تَنهار أمامَهُ بِسهولة .. وأيضًا كانَت تَحمل عِدة أنطباعات لَهُ وتساؤلات عديدة هادئ ، صارِم ، بارِد ، يُحب اللون الأسود ؟ رُبما ، مُدرب أم أحد أفراد عائلة بايكال ؟ ، مُتزوج ؟ ..
وَبخت نفسُها داخليًا لِتفكيرها بِهذا السؤال وبِهِ تحديدًا .. || -
- || وَصلت خارِج القَصر لِتَسير قليلًا حَتى وجدت سيارة أُجرى تُقلُها إلى مَنزِلِها || -



" أنتهى "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 ↝ • Aphrodite Eros || J.JK • ↚ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن