لغة العيون

28 1 0
                                    

#كتابات #تصوير *الصورة لصاحب العدسة  Abdo Bakeer#يومياتي#حدث_في_مثل_هذا_اليوم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


#كتابات
#تصوير *الصورة لصاحب العدسة  Abdo Bakeer
#يومياتي
#حدث_في_مثل_هذا_اليوم

كانت 8:17 تماما عند ترجلي من السيارة ؛
تحية الصباح الأولى كانت من نصيب عاملة النظافة العجوز ،و إبتسامتها الصادقة كصدق إبتسامة رضيع .
المكان شبه فارغ ؛ حضوري المبكر كان سابقة ؛ متجاهلة رغبة شديدة في كوب قهوة و قطعة معجنات ساخنة ، تسد جوع خروج مبكر من المنزل ، إتجهت حيث ما يعرف ب 'مربع الصيدلة' .
و كم هي عادة مقيتة عندي البحث في التفاصيل و إطالة النظر في ما لا يحق لي النظر فيه .
عيناي لم تفارق منذ جلوسي اثنتين تقابلانني؛  صديقتان ربما !
ملاحظتهما لتحديقي لم توقفني؛ و بعض الإبتسامات المتكلفة لم تصلح كذلك .
تسمرت عيناي دون رمش بين عيني الفتاتين ؛ إحداهما لم تهتم ؛ الأخرى كان لها رأي آخر حين إستقامت من مكانها تحث الخطى إلي؛ عيناها كانتا غاضبتين كغضب أعاصير فلوريدا ، و زلازل اليابان .
و ربما إدراكها لفارق العمر -غير الكبير- بيننا منع قبضتها أن تستقر على وجهي ، و أتوقع أنها أمسكت لسانها عن التلفظ بالشتائم كذلك.
-هي ليست كالمعتاد اليوم ، أليست كذلك ؟
سؤالي كان تأكيد أكثر من كونه إستفهام.
أعادت نظرها لصديقتها ثم إلي متعجبة من ما نطقته كأول جملة مني لها .
-هي لربما تبتسم ، لكن عينيها تحمل عتب ثقيل و خيبة كبيرة ناحيتك .
لا تنظري أبدا لإرتفاع زوايا شفتيها ؛ ترقبي دائما نظراتها .
كانت محادثة من طرف واحد ؛ إنتهت بإستقامتي مذ أنني لمحت طيف صديقتي يلوح لي من بعيد .
لم أبالي حقا إن اهتمت الفتاة بما قلت ؛ كان حديث يقف على أعتاب لساني ، يرفض الإستقرار داخل قلبي الممتلئ سلفا لذا كان علي إخراجه ؛ و كعادة أحبها في ، أي حديث لا أرغب في الإحتفاظ به أقوم بوضعه في مكانه تماما دون الإكتراث بالعقبات؛ و لحسن الحظ ربما ؛ أن الأحاديث التي لا أحفظها داخلي لا تضر أحدا .
عند 1:47 دقيقة تماما ؛ في إنتظار من سيقلني إلى المنزل ؛اقتربت إحداهن مني ، ليست بتلك الصديقة ، لكن لا بأس بها حقا .

-منذ أن أخبرتني تلك الفتاة أن من تبحث عنها تكتسي السواد علمت أنها أنت ، إحداهن تبحث عنك أميرة .
لم أحتج للتفكير كثيرا ، فمن لا يعرف إسمي هن الطالبات الجدد فقط ، و من أتوقع بحثها عني هي الفتاة من صباح اليوم .
--تبحث لتستفسر تصرفا قد تراه غريبا ،أو صدقا سطرته كلماتي .
-و هل لك معرفة بصديقتها؟ أخبرتني أنك قرأت سوء فهم كان ليتطور بينهما .
كان من السهل إستنتاج أن المشكلة التي كانت على وشك الحدوث بين الصديقتين قد حلت ، و هذا لوهلة جعل قلبي يرفرف.
-لا أعرفهما حقا ؛ لا أذكر وجهيهما و لا تفاصيل لباسهما؛ كل ما اذكره عينين بنيتين متحمسة ؛ و اخرتان رماديتان مع الكثير من العتب الصامت و الخيبة الساكنة .

و كوني مشهورة بين صديقاتي بقراءتي لغة العيون ، أدركت من بجانبي الأمر فورا ؛ لذا قطعت عليها حديثها أجيب مئات الأسئلة بإختصار إجابة واحدة .
-لغة العيون هي أهم لغة يمكن تعلمها ؛ ليس من السهل فعل ذلك ، فقط أولئك الذين يتدربون على الإبتسام كل يوم أمام المرآة؛ يدركون أسرار مشاعر الآخرين بالنظر لأعينهم دون الحاجة للحديث .
لا يمكنك النظر لإبتسامة شخص ، ثم تستنتجي أن هذا الشخص سعيد ؛ إصعدي بنظراتك لعينيه دائما ، فهناك تكمن جل الحقيقة .
العيون دائما ترفض الكذب ؛ هي أصدق ما نحمله في أجسادنا .

نظرة الفتاة كانت متفاجئة؛ و برغم أن الحديث في مثل هذه المواضيع يطول ؛ إلا أن ولي أمري لا يطيق الإنتظار ، لذا رميت لها قطعة البسكويت و إستقمت مودعة ايها :
-عيناك تشتهي البسكويت الذي أحمله ؛ بالهناء و أراك غدا .

من الطبيعي ان يفاجأ معظم من يتعرفون علي تصرفات تجعل عقولهم تقفز على كفوفهم ؛ لكنهم يعتادون الأمر بعد مدة .

إتقاني للغة العيون أنقذني كثيرا كما أنقذ غيري .
العيون أصدق أجزائنا؛ ثقوا و تأكدوا أنها لن تكذب مهما حاولتم تزييف الوقائع .
#من_الأرشيف
13/4/2017

صورة و خاطرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن