متماسكة

16 1 0
                                    

لم أكن لأتوقع ما حدث ؛ عندما عدت الى المنزل و إبتسامة لطيفة ترتسم على وجهي 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم أكن لأتوقع ما حدث ؛ عندما عدت الى المنزل و إبتسامة لطيفة ترتسم على وجهي  ... فجأة .. ودون سابق إنذار .. كان شيء بارد حاد يخترق جلدي و يكمل عميقا  ... فتحت عيني على وسعهما. .. نظرت خلفي .. كم تمنيت أن لا أرى ذلك الشخص الذي لطالما قدرته ... يداه ملطختان بدم. .. دمي... أجل .. إنه دمي..
نفظهما دون إهتمام . .. و إختفى كل الدم .. ثم غادر .. تلاشى . كالسراب. ..
و على ركبتي بقيت وحدي؛  أبكي بصمت و أجاهد لكي ابقى يقظة ؛ أصرخ بقوة أستنجد ؛و لكن ما من مجيب ... ربما لأن صرخاتي رفضت ان تخرج .. تزيد عذابي.
.... حاولت جاهدة  الوصل لتلك السكين ... لكن بلا جدوى .. فكلما تحركت .. تحركت أكثر و أكثر ... زادت عمقا أكثر ..
إستسلمت  .. تركتها و خلدت للنوم ...
أنام  لأصحُو . . و أصحُو  لأنام
.... أدرك  جسدي ان السكين مسمومة ... لكن بعد فوات الاوان.. فالسم قد تسرب إلى جسدي كله ... جمد الدم في عروقي... من أخمص قدمي.. إلى أعلى رأسي .. تسلل إلى قلبي  ... و جعله يتوقف عند آخر نبضة ... نبضة قوية.. أشبه بالقنبلة .. جعلتني أستيقظ فزعة . .. أشعر بمرارة في حلقي. .. ادخلت أصابعي  في فمي حتى وصلت إلى بلعومي ... وتقيأت مادة صفراء أكثر مرارا زادت الأمر سوءا
... ملأت حوض الاستحمام بالماء البارد .. أضفت  إليه الثلج .. جلست بداخله .. بملابسي ... ولكن لم أشعر بالبرودة
لأنني لم أعد أشعر بشيء ..
نظرت للسكين في ظهري  .. وجدتها التأمت مع جسدي ...
جعلت مني إنسانة  ..باردة .. بجرح لا ينزف .. ولا يتركني و شأني .
أقوم بأعمالي كما هي يوميا ؛ السكين باتت جزءا مني ؛ لازلت واقفة ؛ لازلت أقاوم بإبتسامة -بغض النظر عن صدقها- لا زلت أقاوم ؛ و برغم إهتراء أجزائي بسبب السم ، لكنها بقيت متماسكة .
''متماسكة ، كبقايا كتاب خرقت صفحاته مجتمعة ''

الصورة للمبدع  Islam Alastal 

صورة و خاطرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن