لكل مصور ، رسام ، نحات طريقته الخاصة في إظهار قصة لكل صورة ، مجسم ، او لوحة يرسمها .
بعض الصور تنطق دون لسان ، فتمنعنا نحن الكتاب من مقاومة التعبير عن هذه الفنون بالكلمات .
صورة و خاطرة
أدخلوا و استمتعوا 😊
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
#كتابات #تصوير #إقتباس *لإبن الصمت Islam Alastal *أسأل الله لك التوفيق و السداد أينما كنت *
سئلت يوما : كيف لتلك العجوز أن تبتسم ، و هول أحداث ماضيها و حاضرها ، فاق أهوال العالم مجتمعة ؟
حقيقة ،كان سؤالا مفاجئ. ليس لكونه أتى غفلة ؛ بل لكونه لم يخطر ببالي ، انا التي لا يغيب -عادة-عن ذهنها سؤال كهذا .
وضعت كوب قهوتي جانبا ،أقلب داخل فقاعات ذاكرتي ، تلك القصص التي سمعتها بإستمرار ، حول العجوز باسمة الوجه . و بإختلاف تفاصيل القصص من زيادة أو نقصان ، إلى أنها كانت صحيحة ؛ و آثار هولها كان واضحا على كفها ناقص الأصابع ، و قدمها المبتورة . ربما لم أعطي الأمر مثقال ذرة إهتمام ، لذا لم يخطر تساؤل كهذا ببالي ؛ و السبب يعود إلى أن عينا تلك السيدة المسنة ، كانت تشع أملا، تملؤها الطمأنينة ، روحها لم تكن مطفأة، لذا ربما ، فقط ربما ، لم أحتج لتأمل في حياتها .
إلتفت للسائل بجانبي بعد صمت دام من الوقت ما دام ؛ أرتب بضع كلمات و أركنها على طرف لساني حتى أوصلها إليه .
- هذا لأنها لا تملك في هذه الحياة شيء عدا إبتسامتها ؛ لم يكن ثغرها المبتسم الوحيد يوما ؛ عيناها تبتسم ،خديها المنقوشين بأقلام الحياة يبتسمان ،حتى روحها تبتسم ؛ هذا لأنها لم تكن ظالمة يوما ، لأنها تعلم أن جزاء عظيما قادما لما إحتملته سنواتها التسعين . لأنها و كما قال أحدهم : ''تبدو كشجرة قطعت أطرافها ، و نال الهواء من جمالها ؛ جذورها راسخة و أوراقها سقطت تنتظر زيارة الربيع لها '' هكذا تماما تبدو تلك العجوز المبتسمة . تبتسم لأنها تعلم أن عليها فقط ، الإبتسام .
