وبعد ان غير ملابسه طلب منها ان تجهز نفسها في حال جاء بعض الضيوف حيث كانت تلبس ثوب نوم قصير شبه شفاف خاص بالعرائس وفوقه ردائه الخاص الذي لم يكن يخفي الثوب تحته وحين كادت تمر بجانبه امسك بها من معصمها وقال لها: كما لااحبذ ان تلبسي ملابسا كهذه في البيت حتى اون كنا بمفردنا . نظرت اليه بعينين ضيقتين ثم ابتسمت ابتسامة منتصرة لان موقفه هذا يعني انه نظر اليها نظرة رجل الى انثى وفكت يده منها ودخلت لتغير ملابسها فيما كان ينظر اليها وهي تتركه بامتعاض وهو يفكر بسر ابتسامتها المستفزة تلك . وحين خرجت كانت تلبس طقما ورديا جميلا جدا وقصيرا جدا نظر اليها وقال فورا : هل ستخرجين هكذا امام الضيوف ادخلي والبسي شيئا مستورا اكثر . فقالت له بتعجب : ولكن لن يأتي احد غير اهلي او اهلك باعتقادي وهم ليسو بالاغراب . فاجابها : ومع ذلك انا لااريد ان تلبسي هكذا حتى امامي . بدت علامات الغضب بادية على وجهها ولكنها لم تجيبه بشئ التفت ودخلت لتغير ملابسها مجددا فيما ابتسم هو بمكر هذه المرة وكانه غلب الجولة . وبعد قليل خرجت تلبس سروالا وقميصا فنظر اليها من الاعلى الى الاسفل ثم قال : جيد الان ولكن لماذا تضعين الكثير من المكياج ؟ وكانك مهرج . في حين انها كانت بالحقيقة تبدو في غاية الجمال الا انه يريد الاستمرار بالعبث باعصابها . صكت على اسنانها وقالت له باستنكار : الست عروسا اليس هذا ماتلبسه وتفعله كل العرائس انها صباحيتي ! عقد حاجبيه وضم شفاهه وقال : هذا مااريد ويجب ان تنفذيه انا لااحب المكياج على المرأة . فقالت : حسنا لنرى على ما ستعترض مجددا . وبعد ان ازالت المكياج خرجت ووقفت امامه لترى اذا ماكان عنده تعليق اضافي وكان هو وقتها يتفرج على التلفاز تطلع اليها بتمعن ثم قال بسخرية : حسنا هكذا جيد رغم اني بعد التمعن في وجهك جيدا اجد ان المكياج كان يخفي الكثير من العيوب . وفي الحقيقة كان كاذبا لانها كانت تبدو كملاك تماما الا انه لايريد الاعتراف بهذا . تنهدت وجلست بجانبه للتفرج على التلفزيون ووصل الى انفه عبير عطرها وكان لطيفا جدا فنفخه من صدره وطلب منها ان تحظر له سجائره ففعلت وهي تقول : انا لااحب ان تدخن . فقال لها بانزعاج : ومن سألك رايك انا افعل مااشاء . فسكتت وتظاهرت انها تتابع ماكان بالتلفاز رغم ان كلاهما لم يكونا مهتمين اطلاقا لما يعرض وبعد ان اشعل سيجاره ونفث نفسان التفت لها خلسة ولفت نظره شعرها الحريري وكم ان وجهها جميل جدا حتى بدون مكياج وفكر سريعا بانه لايريد ان يستسلم لها بهذه السرعة انها مجرد امرأة حالها حال غيرها واذا قدم لها قلبه سوف تطعنه كما فعلت لارا لابد ان اختبرها جيدا لابد ان احطمها ولن احبها ابدا تماسك نفسك هشام . فقلب القناة ونظر اليها وقال : الايوجد ماتفعلين سوى التفرج على التلفاز متى ستحظرين الغداء اذا ام اننا سنتناول سلطة فقط مثلا . اغمضت عينيها وتنهدت بحرقة ثم قالت : ماالذي جعلني اتزوجك ؟ ونهضت فابتسم بسخرية وقال : بالتاكيد لم يجبرك احد وانت كنت تعلمين كل شئ ومع هذا تزوجتني ماذا كنت تتوقعين ؟ فلم تجبه ودخلت الى المطبخ فقال بصوت عالي مردفا : اغلقي الباب رجاءا كي لااشم رائحة الطعام وهو يحترق . فاغلقته بقوة مما جعله يضحك عليها لانه نجح باستفزازها .
وبعد وقت قصير دق جرس الباب ونهض ليفتح ليجد اهله واهلها قد قدمو معا فرحب بهم ودعاهم للدخول وبعد ان جلسو سألو عن ميار فقال لهم انها في المطبخ تجهز لكم طعام الغداء فنظر الجميع الى بعضهم وقالت امه : من اليوم الاول مسكينة ولكننا احضرنا لكم الغداء معنا في الحقيقة . ابتسم ابتسامة صفراء وقال: وماادراني انكم ستحضرون الغداء لقد فكرت انه لابد ان يأتينا بعض الضيوف ولابد ان نقدم لهم غداءا لائقا من صنع زوجتي الماهرة .وضحك باستخفاف عندها خرجت ميار من المطبخ لتحيي الجميع وحين فتحت الباب اطلت معها روائح الاطعمة والتي كانت تبدو لذيذة جدا من رائحتها مما اثار شهية هشام لتناوله ولكنه استمر بتذكير نفسه بانه يجب ان لايستسلم , وكانت هي قد سمعت كلامهم قبل قليل وقالت لاباس سنجمع طعامنا ونتناوله معا . وهي تبتسم فاحتضنتها والدة هشام وقالت تعالي واجلسي بجانبي لقد حضرت لكم مفاجأة . نظر اليها هشام بسرعة مستفهما كما توجهت اليها انظار الجميع ثم اخرجت والدته تذكرتا سفر وقالت : سوف تسافران هذه الليلة الى تركيا لتنعما باسبوع عسلكم وكان بودي ان اجعله شهرا لكني اعرف ان هشام يجب ان يعود الى عمله فهل لابأس بذلك صغيرتي؟ . وهي تنظر الى ميار التي ابتسمت بخجل وقالت : اشكرك خالتي بالطبع لاباس بذلك . ورفع هشام حاجبه وقال بابتسامة مصطنعة: شكرا امي لم يكن عليك ان تكلفي نفسك هكذا . نظرت اليه والدته وهي تحاول ان تقرأ مابداخله ثم طلبت منه ان ياتي معها لانها تريد ان تكلمه ونهض والده معهما وتركوا ميار مع اهلها وحين دخلوا غرفة النوم قالت له : انا متيقنة انك لم تفعل معها شيئا الليلة الماضية فازاح هشام وجهه عنا وقال طبعا عليها ان تكسب قلبي اولا . فقالت له امه بعد ان سحبت اذنه : واعلم انك لاتريد ان تسلم قلبك لها بسهولة اليس كذلك , انها فتاة جيده ياهشام لاتخسرها . سحب هشام نفسه من قبضة امه وقال لها : ارجوك لاتتدخلي فماعدت صغيرا وانا لم اجبرها على الزواج بي اطلاقا فاذا كانت قبلت بشرطي فلتتحمل ماياتيها . ضربته على راسه بيدها وقالت : انت سوف تبقى صغيرا بنظري حتى اراك مسؤولا ولاتنسى انك ايضا يجب ان تكسب قلبها فهي ليست دمية امتلكتها . زم شفتيه وقال : حسنا ياامي حسنا هذا ليس وقت محاظراتك بصراحة هيا لنخرج . في ذلك الوقت كان اهل ميار يسألونها عن حالها وعن سبب لبسها العادي هذا وعدم وضعها لاي مكياج رغم انها عروسة فابتسمت وقالت: هذا مايريده هو ماذا افعل! فقبلتها امها وقالت :لاباس انت جميلة بكل احوالك حبيبتي .