هل كنت احلم بانه يقبلني ام انها كانت حقيقة ولكني فعلا وجدت وجهه بقرب وجهي حين استيقظت وشعرت بشئ يلامس شفاهي كلا لابد اني كنت احلم . هذا ماكانت تفكر به ميار بعد ذهابه لاحضار الفطور , وحين عودته كان يتصرف وكأن شيئا لم يكن وجدها ترتب الملابس فقال لها : ارتاحي انت لازلت مريضة سوف ارتبها انا بعد قليل اجلسي لتتناولي شيئا فانت لم تاكلي شيئا منذ البارحة وسحبها لتجلس على المقعد ووضع اناء الطعام امامها وذهب ليكمل ترتيب الملابس وبعد قليل طرق الطبيب الباب ليطمئن عليها وقد فرح حين رأى انها تحسنت بسرعة فاجابه هشام بغروره المعتاد : لولا عنايتك وعنايتي بها الليلة الماضية لكانت الان في عداد الاموات . ونظر اليها نظرة جانبية بطرف عينيه كالثعلب فقالت بصوت خافت ومكسور : شكرا جزيلا لكلاكما وانا اسفه على ازعاجكما . مماجعل كلاهما ينظران لوجه الاخر بصمت . وبعد رحيل الطبيب سألته : من غير ملابسي ؟ فتظاهر بعدم الاهتمام وهو يرتب الملابس وقال لها : انا بعد ان بللتك بالماء لكي تنخفض حرارتك . فلم تجبه بشئ نهضت نحوه ووقفت امامه ووجهته باتجاهها ثم احتضنته وقالت :شكرا لانك اعتنيت بي . فابتسم ووضع يديه على كتفها وابعدها عنه وقال : كنت سافعل هذا حتى لشخص غريب انه ليس بالامر الكبير . ابتعدت عنه فورا وبادرت بترتيب الملابس معه فقال لها : اتركيها لم يبقى الكثير ارتاحي لست بحاجة لمساعدتك . شعرت بالتوتر لم تعلم ماذا تفعل لماذا يواكب باستمرار احراجها وتحطيمها كلما حاولت الاقتراب منه فرمت الملابس بالدولاب ولم تستطع تمالك نفسها فخرجت من الغرفة بسرعة وتفاجأ هشام لتصرفها هذا وخرج خلفها يناديها ويقول لها : ميار .... انت مريضة لاتخرجي هكذا .... تعالي ارجوك ولكنها ركضت نحو المصعد وكاد ان يلحق بها لكن ابوابه اغلقت فاستخدم السلالم ليلحق بها وحين وصل للطابق الارضي كان المصعد مفتوحا ولم يجدها فخرج الى الخارج وكانت السماء تمطر وشاهدها تمشي بسرعة تحت المطر ناداها مجددا وركض خلفها وحين وصل اليها وامسك بها فحاولت ان تسحب نفسها وكانت تخفي وجهها فسحبها بقوة باتجاهه مما جعلها ترتطم بجسده وكانت تخفي وجهها بيدها ابعد يدها وامسك وجهها واختلطت الدموع بقطرات المطر ولكن كان واضحا انها تبكي من صوتها الاجش وعيناها المغرقتان بالدموع فقال لها : ماالذي تفعلينه ايتها المجنونه؟ هل تريدين ان تموتي بخروجك بهذا الطقس وانت بالكاد تحسنتي! . فحاولت ان تتملص من قبضته وصارت تضربه بذراعيها على صدره وهي تقول : دعني ايها الحقير ... دعني ... ياعديم الاحساس .... انا اكرهك بشده . شد قبضته عليها وقال لها بعصبيه : وانا ايضا اكرهك ولكنك مسؤوليتي الان واين ستذهبين وحدك هنا ؟!غدا سنعود الى بلادنا وبامكانك وقتها فعل ماتشائين .وسحبها خلفه بشدة مماجلعها تقع على الارض والناس من حولهم تنظر اليهم بانزعاج ودهشة اما هي فقد انهارت تماما وتأوهت واجهشت بالبكاء بشدة وكان يحاول ان يجعلها تقف ويصرخ بها : قفي الان ... قفي انت تحرجيني وتجعليني اظهر كالهمجي . فصرخت به : انت همجي فعلا .... انت وحش . فحملها فورا رغم مقاومتها ولكن لالحجمها ولالقوتها قدرة امام جسده وقوته خدشت رقبته باظافرها فصرخ بها : ايها المجنونة وماان دخل استعلامات الفندق انزلها وسحبها للمصعد وهي تبكي وكان الحضور لايعلمون اذا كان يجب ان يوقفوهما او يساعدونها ولكن اثر الجميع عدم التدخل بين زوج وزوجته وماان وصلا الى الغرفة حتى دفعها على السرير وقال لها بعصبية : اذا كنت لاتطيقين البقاء معي فانا من ساخرج من هنا . وتركها وخرج واغلق الباب خلفه بقوة اما هي فاستمرت بالبكاء مصدومة في مكانها .
ذهب الى مقهى قريب وهو يفكر بمدى الكارثة التي فعلها للتو وكيف وصلت الامور الى هنا وسهر حتى الصباح خارجا ثم ذهب اليها ليلحقا موعد الطائرة وجدها ممدة على الارض وحولها الكثير من الدماء ذعر وتوجه نحوها ليجد انها قد قطعت اوردة معصميها للانتحار فجس نبضها وفرح لكون قلبها لازال ينبض وان كانت النبضات ضعيفة يبدو انها لم تفعلها قبل وقت طويل قام بوقف النزيف مؤقتا بقطع من الملابس ورفع يديها عاليا واتصل بالاسعاف فورا .
لم يعلم ماالذي يجب ان يخبر به اهلها واهله الذين اصابهم القلق لغيابهما عن موعدهما المحدد فقال لهم فقط انهما يريدان قضاء المزيد من الوقت في تركيا لانها اعجبتهما وحين كانو يطلبون الحديث مع ميار كان يقول لهم انها نائمة او في الحمام او خرجت لتوها اما عن ميار فبعد ان استيقظت في المستشفى وجدته جالسا بجانبها فامسك يدها وقال لها : انا اسف لم اكن اقصد ان تصل بيننا الامور الى هذه الدرجة وكم انت حمقاء بصراحة لتقتلي نفسك لاجل شخص حقير مثلي انا لااريد ان يصيبك شئ ارجوك يكفي ماانا فيه فقط تحسني لنعود الى وطننا وبعدها بامكان كل منا ان يذهب بطريق .
كانت تجلس صامتة ولاتنظر اليه وعلامات الحزن والاسى تملأ وجهها وحين يأس من ان ترد عليه قال لها : حسنا سوف اتركك لترتاحي .