الحلقة الأولى

94 11 2
                                    

قصة : الأرشيف (الحلقة الأولى)

نبدأ.......
هذه وصيتي، كتبتها لأنني أشعر بهم، مؤكد أنهم يعلمون أنني السبب، وأعلم أنني مهما اختبأتُ فمن السهل أن يصلون إليَّ، بل هم بالفعل وصلوا، فأنا أسمع أصواتهم ليلًا، وأشعر بحركاتهم، وأرى خيالاتٍ تحوم حولي، وكأنهم ينتظرون فقط الفرصة المناسبة لقتلي أو أنهم يرغبون في تعذيبي أولًا،......

ولهذا أوصيك عزيزي القارئ، فأنا في الغالب ميت أثناء قراءتك لهذه الأوراق، أن تنشر كل هذه الأوراق، فهذا لن يُرجع الناس الذين ماتوا لكنه يمكن أن يوقف موت المزيد......

هل أنت خائف من نشرها؟
هل تريد أن تعلم ما هذه الأوراق التي راح ثمنًا لها عمري؟
هل يعتريك الفضول؟
لكن أحذر بمجرد قرارك بفتح هذه الأوراق وبداية القراءة فأنت ملزم بإكمال الطريق بدلًا مني، فإن انتابك الخوف فلا تقرأها.... وإن كنت موافقًا فأكمل القراءة..... القرار في يدك، أختر طريقك بحكمة، فمن الممكن بل المؤكد أن حياتك ستتغير كثيرًا مهما كان القرار.............

إليك قصتي لتعلم ما حدث معي ثم اقرأ السجلات..

أنا علي إسماعيل، تخرجت من كلية التجارة منذ فترة طويلة، سني الآن هو 35، مات أبي وأمي في حادثة منذ خمس سنوات وأنا أعول أختي البالغة من العمر 25 عامًا، وكنت أعمل في أحد المتاجر (كاشير) لمدة 6 ساعات، لكن هذا العمل لم يعد مفيدًا، فلن أتمكن من أن أزوج أختي وفتح بيت والزواج هكذا، وكما نصحني أصدقائي بحثت عن عملٍ آخر، وكانت فرصة لا تعوض أنني وجدت عملًا توسط لي فيه عمي، فهو كان يعمل في هذا المشفى قديمًا ولايزال على إتصال بمن يعملون هناك، (وهو مشفى أعد خصيصاً للفقراء وهو مجاني مع أنه خاص وليس حكومي) وهكذا تمكنت من العمل في أرشيف المشفى لمدة 6 ساعات أخرى من الثانية عشر مساءً وحتى السادسة صباحاً، وكان هذا مناسب جداً لعملي الأول فهو من الساعة السابعة صباحاً وحتى الواحدة ظهرًا وبعدها يمكنني النوم قليلًا قبل الذهاب للمشفى،.....

بدأت العمل فوراً، كان العمل سهل، فأنا المسئول عن ترتيب الملفات الخاصة بالمرضى القدامى في الأرشيف وترتيبهم بالترتيب الأبجدي، كان العمل سهل ولا يتطلب جهدًا كبيرًا ولا عناء، وكان أول يوم عادي جداً وتعلمت فيه كيفية القيام بالعمل، وكيفية ترتيب الملفات، ولكن لفت إنتباهي وجود بعض الملفات التي يمنع عليَّ الإقتراب منها، وهي عن مرضى ماتوا في المشفى، وكانوا مرتبين بحسب الحروف بداية من حرف الألف وأيضاً كانت صدفة غريبة أن يكونوا رجل ثم امرأة فرجل ثم امرأة وكلهم لم يسأل عنهم أحد.. أليس هذا غريبًا، نعم أظنه كذلك، وبما أنني فضولي وأريد المعرفة أكثر حول المكان الذي أعمل به، قررت أخذ السجلات والقراءة قليلًا، وسوف أعيدها مكانها بعد القراءة، ولن يحدث مكروه، نعم أرجو ذلك إن شاء الله......

بعد رجوعي إلى البيت، بدأت بقراءة أول سجل

وكان السجل لمريض يدعى أحمد عامر، وعمره 25 عامًا، ولكن ما وجدته صدمني حول ما فعلوه في هذا الرجل، لم يكن يعاني من أي مرض خطير وكانت صحته جيدة، ومع ذلك قاموا بإجراء أكثر من عملية له تسببوا في موته فما هذه الوحشية (يتبع)

الحلقة القادمة (الأرشيف السجل الأول)

الأرشيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن