الحلقة الرابعة

28 8 0
                                    

قصة: الأرشيف [كشف السر]
نبدأ.........

وبعد أن قراءت السجل الثاني لم أتمالك نفسي، فما هذه البشاعة ومن أين لهم بهذه القسوة، ترى ماذا يستفيدون من كل هذا، لم يعد بإمكاني تحمل السكوت لفترة أطول،....

وبالفعل قررت أن أذهب وأجمع المعلومات حول هذا المشفى، فأنا أريد أن أعلم من هم المُلّاك، ولماذا قاموا ببناءها، وماذا يفعل هؤلاء الأطباء ولماذا يقومون بذلك،.....

تغيبت عن العمل في المحل وعن المشفى بحجة أنه لدي حالة وفاة وعليَ الذهاب لأداء الواجب، وبعد ذلك ذهبت لبيت رجل قريب من هذا المشفى وهو قديم جداً، أظن أن هذا الرجل هنا منذ أكثر من خمسين عاماً ولذلك أظن أنه هو من سيفيدني في بحثي،.....

ذهبت معه وطلبت مقابلته وفتح ليَ الباب،...

=مرحبًا سيدي
- أهلا بني، كيف حالك؟
=في أفضل حال والحمد لله.
- بماذا يمكنني مساعدتك بني؟
=صراحةً أود منك أن تخبرني كل ما تعرفه عن تاريخ مشفى (م. ن) الخاص القريب من منزلك
- ماذا.. لماذا هذا المشفى، ماذا يجري، هل أنت ضابط شرطة؟
=لا يا جدي لكن ما يحدث يفوق الحكي بكثير، لذلك أرجوك أن تخبرني كل المعلومات حول هذا المشفى، لعل هذا ينقذ حياة الكثيرين.
- ماذا تقصد بينقذ حياة الكثيرين؟
=سوف أخبرك يا جدي لكن كل هذا الكلام سر بيننا وتذكر أنه حقيقي 100%

<اخبرته بكل ما وجدته في السجلات>
ولكن الغريب في الأمر أنه لم يكن متفاجئ أو متعجب، وكأنه كان يتوقع كل ذلك أو ما هو أشد سوءًا منه،...

- بني سوف أقص عليك قصتي مع ذلك المشفى وأظن أنني بهذا سوف أساعدك كثيرًا
=شكراً لك يا جد، وآسف على إزعاجك.
- لا بأس ولكن اسمع كلامي جيدًا،....

--------------->قصة الجد مع المشفى<---------------

كنت أسكن هنا منذ حوالي 54 عامًا، وكنت أسكن مع ابني الوحيد وزوجتي، وكان ابني (علاء السيد) يدرس في كلية الطب، وكان علاء من أنجب الطلاب في كليته وكان دوماً هو الأول، فكم كنت فخورًا به،....

=وماذا حدث له أيها الجد
- صبرًا بني سوف أقول لك كل شيء..

في العام الرابع له في الكلية كان مكان هذا المشفى يوجد ڤلة فخمة تابعة لأحد الأثرياء في المنطقة، وكان ابن هذا الثري في كلية الصيدلة في الجامعة مع ابني، وتعرفا على بعضهما، ومن بعدها أصبح هذا الفتى الثري يدعو أبني علاء ليذهب معه للڤلة ليجلسا مع بعضهما ومع بعض الأصدقاء من كليات الطب والصيدلة،....

ولكن منذ هذه الفترة وأنا لاحظت العديد من التغيرات التي حلت بابني علاء، فلم يعد يذاكر مثل ذي قبل وأصبح يتغيب عن الكلية، ويذهب إليهم ليسهروا ويتسامروا طوال الليل، ويعود لي بعد أذان الفجر، ولكنه لم يكن يشرب أي مخدِرات أو كحوليات، فلا أعلم ما سبب كل هذا التَغَيُّر،......

وفي أحد الأيام وبعد أن ضاق صدري منه ومن أفعاله قررت أن أذهب خلفه وأعلم ماذا يفعلون، وكان باب الڤلة مفتوحًا دون حرّاس، وهذا سهل عليَ الأمر، وبالفعل دخلت وبدأت أراقبهم من النافذة بالدور الأول، رأيت أشياءً عجيبة يا بني هناك، كانت الأرض ممتلئة بالدماء، نعم الدماء،....

ورأيت قططًا مقطعة لأشلاء وكلابًا كذلك، وأجزائهم ملقاة في كل مكان وبكل ركن وزاوية من زواية الڤلة، وليس هذا فقط بل كان يوجد على الجدران رسوماتٍ غريبةٍ جداً، وكان هنالك أيضاً حروف مقطعة لا معنى لها،.....

ومن ثم رأيتهم يقرأون من كتابٍ قديمٍ جداً، ودققت جيدًا رغم نظري الضعيف الذي أوجب عليَ ارتداء النظارات إلا أنني تمكنت من قراءة عنوان الكتاب، وكان يدعى [شمس المعارف]،.....

لم تكن معلوماتي عن هذا الكتاب كثيرة لكنني أعلم جيداً أنه كتاب سحر أسود وتحضير جن وشياطين وما إلى ذلك،.......

<كانت صدمة كبيرة، إنهم عبدة الشيطان>

فزعت من هول ما رأيت، وقررت العودة مسرعًا للمنزل وأنا أضرب كفًا على كف، فلا أعلم ماذا أفعل وكيف أتصرف مع ابني،... وبعد أن وصلت المنزل لم أطل من التفكير فقد شل تفكيري صوت هتاف من الناس في الحي وهم يقولون "أقضوا على هذا الوباء" وخرجت من منزلي بسرعة فرأيت هذه الڤلة التي كان ابني وزملاؤه بها وهي تحترق والنار تلتهم كل جزء فيها و سمعت صوت صرخات عالية وكل هذا وأنا مشلول التفكير، هل أذهب وأنادي وانقذ ابني أم أتركه يلقى جدفه، نعم كان يقوم هو وأصحابه بطقوس تعبد الشيطان، لكنه يظل انبي،.....

لا سوف أتركه يموت، فأنا لن أتمكن من إنقاذه من أهل الحي بسبب ما فعله مع أصدقائه، ربما يكون هذا أفضل له ولي أنا وأمه، وبعد هول ما حدث مرضت زوجتي وذهبت للعناية المركزة وماتت بعد ثلاثة أيام متأثرة بهذه الحادثة وحزينة على ابننا، والجريمة هذه قُيدت على أنها قضية رأي عام ولم يحاكم أي شخص بها، ولم أرى الرجل الثري صاحب الڤلة المحترقة أو أقاربه من بعد ما حدث،.....

ورضيت أنا بالعيش وحدي منكسرًا بين الناس، وبعد مضي أكثر من عشرة أعوام نسي أهل الحي ما فعله ابني وبدأت أتعامل معهم بصورة طبيعية تمامًا، وبعد حوالي أثني عشرة عامًا جاء مُلاك المشفى الحالي وقاموا ببناءه، وكان كل شيء عادي تمامًا، حتى أكتمل البناء.....

وبعد أن أكتمل البناء وبدأ العمل في المشفى كدت أتجمد مكاني عندما رأيت ابني يعمل كطبيب هناك.

يتبع ----------> الحلقة الأخيرة

الأرشيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن