لعنة الماضي

بارت 1

اسبانيا/مدريد
13يناير
.
.
.
.
.

كان الثلج يتساقط  عندما صحت إيفا في السابعة صباحاً
فتحت عيناها الخضراوان حركت يدها ببطء نحو وجهها لتبعد خصال شعرها خلف أذنها نهضت  بكسل لتزيل الغطاء من جسدها فقشعر بدنها من شدةالبرد نظرت من خلال النافذة "آوه الثلج يغطي ارجاء المدينة يا للروعة"
ذهبت مسرعة الى الحمام ولم تستغرق وقت طويل حتى عادت الى الغرفة..
ـ ماذا سأرتدي اليوم!
حسناً،أن هذا البنطال الاسود مناسب لأرتديه مع القميص الزهري مع المعطف الاسود
ارتدت قميصها الزهري الذي كان قصير من الامام وطويل من الخلف وتركت شعرها الحرير منسدل ع ظهرها
ايفا: "لقد نسيت امر الحذاء،حسناً الابيض لا بأس به"

"صباح الخير ايفا"
التفتت ايفا لتنظر الى جانب الباب لتجد والدها ينظر اليها ويتأملها
ـ صباح الخير ابي الجميل هل اعد لك الفطور؟
ـ لا فأنا لا ارغب في تناول الإفطار
ـ لكن موعد الدواء بعد الافطار ابي!يجب ان تتناول الافطار حالاً..
ـ سأعتني بنفسي اذهبي انتِ لقد تاخرتِ
ـ فعلاً لقد تأخرت كثيراًعلى الموعد ارجووك تناول افطارك وخذ بعده الدواء.. وانا سأخبر كارلا بأن تعتني بك

نظر أليها بحزن بعيناه الحمراوان لأنه لم ينم منذ ليلتين بسبب تلك المكالمة كانت ملامح وجهه الشاحبة والشيب يكثر ع راسهُ تشير الى التعب وقال "حسناً سأحاول"

أخذت ايفا حقيبتها التي كانت باللون الابيض صغيرةالحجم ونزلت درج السلم بسرعة لانها تأخرت
ولم تتناول الفطور كالعادة..لتذهب الى الاذاعة لتقدم برنامجها الصباحي

في ذلك البيت الكبير رن جرس الباب..
ـ كارلا...افتحي الباب
ـ حاضر سيد ديفيد..
ذهبت كارلا لتفتح الباب متفاجئة ارتبكت كارلا وعقدت حاجبيها باستغراب متحدثة الى نفسها "لقد جاء كغير عادتهِ"
ـ اهلاً سيد بيدرو...
ـ  اهلاً كارلا، اخبري سيدك ان بيدرو يريد رؤيته
ـ حسناً
صرخ سيد ديفيد بصوت عالِ وملامح الغضب ترتسم ع وجههُ "كارلا من في الباب"
ـ بيدرو يريد رؤيتك سيدي هل اخبره بالدخول!
ـ  اخبريه ان سيد ديفيد لايزال نائم...
ذهبت كارلا لكي تخبر بيدرو، نادى سيد ديفيد مسرعاً
ـ "توقفي" انا سأخرج له، اذهبي انتِ لإكمال واجباتك المنزلية..
(بيدرو /هو حبيب ايفا،طويل القامة وسيم برونزي البشرة،ذو عينين عسلية ،يعمل مع اخيه في شركة والدهما المتوفي..
يحب قراءة الكتب والجرائد كل صباح،يستمع كل صباح لبرنامج ايفا الصباحي..)

بيدرو:كيف حالك سيد ديفيد!
نظر له سيد ديفيد  وقال: اهلاً، ماذا تريد يا بيدرو !؟
ـ ..دعنا نجلس وسأخبرك ماذا اريد سيد ديفيد...
فكر سيد ديفيد هدأ وقال:حسناً لنجلس في حديقه المنزل الخلفية..
ذهبا للجلوس في حديقة المنزل وكانت كارلا تراقب ما يفعلانه،ذهبت مسرعة لتتصل بأيفا
ـ مرحباً عزيزتي ايفاا لقد جاء بيدرو ليتحدث مع والدك.. ارتبكت ايفا وقالت: اين هم الان؟
ـ انهم في حديقة المنزل الخلفية يتحدثان..
ـ حسناً كارلا شكراً لكِ انا في طريقي للمنزل...

قال سيد ديفيد تفضل وقل ما عندك بيدرو.. فأجاب بيدرو: سيد ديفيد لقد اخبرتك اني اريد ان اتزوج ايفا ورفضت ذلك اخبرني ما سبب ذلك.. هدأ سيد ديفيد واخذ ينظر الى بيدرو بحزن ذهبت ملامح الغضب منه

وقال:بعد وفاة والدتها بمرض السكري لم يبق لي سوى ايفا ولا اريد مفارقتها ثم انها لا تزال صغيرة فهي ابنتي الوحيدة انهى كلامه سيد ديفيد ليرد بيدرو عليه مسرعاً:لكنها في ٢٤من العمر وانا ٢٦وهي تحبني كثيراً، صمت قليلاً
ثم نظر الى سيد ديفيد نظرة توسل وقال:ارجوك سيد ديفيد..لتقاطع أيفا حديثهما..لتقول: الجميلان مجتمعان في حديقة المنزل المليئة بالثلج، كيف حالكما..نظر والدها لها بأستفهام وقال:لماذا جئتِ مبكراًماذا عن الإذاعة؟
ـ ارتبكت ونظرت لبيدرو ثم قالت:اوه، لو تعلم يا أبي لقدنسيت ال....ليقاطعهما بيدرو والحزن بين عينيه

وقال: الجو بارد جداً انا سأذهب الى منزلي لم يودعهما بطريقة لائقة ليبعد الكرسي بقوة .. شعرت ايفا ان بيدرو حزين وغاضب..قالت ولكن انتظر يا بيدرو..لم يهتم لكلامها واستمر حتى خرج من المنزل..

نظرت ايفا لوالدها وقالت:لماذا لم تدخله الى المنزل فالجو بارد جداً يا ابي! نهض سيد ديفيد من الكرسي
ولم يستطيع ان يعدل ظهره لتساعدهُ ايفا ليستند عليها كي يدخل المنزل لان موجة البرد ازدادت، دخلا المنزل..
قالت ايفا:أبي ادخل الى غرفتك وانا وكارلا سنعد لك الحساء حاول ان يُعدل ضهرهُ وقال: اريد ان اذهب الى مكتبي اريد تكملة بطاقات الدعوة..لأقامة حفل بمناسبة إفتتاح الشركة الجديدة
فرحت ايفا وقالت: حسناًابي سيكوون اكبر حفل تشهده مدريد..
دخل سيد ديفيد للمكتب ونظر نظرة خاطفة لبطاقات الدعوة ليرن الهاتف،
ـ اللعنة انه الاتصال نفسه أجاب سيد ديفيد ويداه ترتجفان وقال من انت!!!
من انت!!
ـ  ضحك المتصل بصوت بارد ليزيد ذلك من توتر سيد ديفيد..توقفت ضحكته ليقول:هل انا مدعو في حفل الافتتاح يا ديفيد؟
اثار ذلك غضب سيد ديفيد ليقوم بغلق الاتصال..