دماء بشرية-1

73 6 4
                                    

تك تك تك تك
ما هذا الصوت يا ترى؟ إنه صوت صنبور المياه الذى تسقط منه بضع قطرات من المياه العكرة..
ولكن هل يوجد بالأصل ماء بذلك المنزل القديم؟
كيف؟ لقد هجره سكانه منذ زمن طويل، وليس هذا وحسب، ذلك العجوز الخرف مات مقتولا هناك.

هل يعقل أن هناك شبح فى ذلك المنزل؟ بالطبع لا فلا وجود للأشباح من الأساس، فلا تنسي نحن هنا فى الواقع، لا يوجد مثل هذه التخاريف والتراهات،
لابد أن هناك من يلعب بعقولنا حتى نصدق وجود الأشباح، ولكن انا من سيكشف حقيقة إن كان شبحا
بحق ام لا.

سيد: "ما تاريخ اليوم يا زهرة؟"
زهرة: "إنه الثامن عشر من شهر سبتمبر يا والدى"
سيد: "إذا الغد هو اليوم الموعود"
زهرة بخوف: "نعم يا والدى"
سيد: "كم أصبح عمرك الان؟"
زهرة: "تسعة عشر يا والدى"
سيد: "إذا استعدى"

فى نفس اليوم  اجتمع أهل القرية مع بناتهم الذى عمرهن تسعة عشر للأسف، وقفت الفتيات في وسط الساحة، أستعد الجميع وشكلوا دائرة حول الفتيات التسع عشرة، بينما امهاتهن تبكى بحرقة على بناتهن،
اللاتى ستختار إحداهن لتكون فريسة ذلك الشبح اللعين، الذى يسكن بالقرب من الغابة الحمراء.

وقف الجميع بتأهب لينتظروا ظهور الصقر الذى يدعونه اليد اليمنى للشبح، أتى اخيرا وبقدومه قفزت القلوب من أماكنها، وكأنها خلعت من الصدور، بينما الفتيات تبكى بحرقة وخائفات، يا ترى من سيختار هذا الصقر ليكون وجبة لذلك الشبح الذى ينتظره الآن كى يأتى بصاحبة الحظ الاسوء لاختيارها.

والآن الصقر يستعد لينزل على كتف الفتاة المختارة،
وبالفعل نزل ومع نزوله تسمع شهقات النساء وصرخاتهن وترى الدموع فى اعينهن، لقد نزل على كتف الفتاة المدعوة زهرة ليغمى عليها، بينما ركضت باقى الفتيات إلى أحضان والدتهن،وفى اليوم التالى اتى الصقر وحملها إلى عرين سيده كى يتناولوا عشائهم.

حمل ذلك الصقر الفتاة فوق الغابة الحمراء، ولكن انا اتسائل لما سميت تلك الغابة بالغابة الحمراء؟
الإجابة هى: لأنه بداخل تلك الغابة الملعونة نهر التيفو الأحمر، أجل وليس أحمر لأنه وجد احمرا
بل لأنه تتدفق الدماء الحمراء منه بدلا من المياة.

ذلك المنظر من الأعلى مرعب كثيرا، هذا كل ما فكرت فيه تلك الفتاة فور استيقاظها، لتقابل نسمات بل عواصف الرياح وجهها،وينجرح كتفها بشدة من مخالب ذلك الصقر، لكن هى استسلمت للأمر الواقع
هذا هو آخر أيام حياتها البائسة.

أدخلها الصقر إلى ذلك المنزل لتشهق وتصرخ من كمية الرعب التى تلاقيها، لوحات بشعة على جدران المنزل وليس هذا ما يخيفها فقط، بل أن الرجال الذين باللوحات ينظرون لها نظرات شيطانية ومخيفة، كأنهم سيلتهمونها وايضا من أين أتت تلك الخفافيش المرعبة؟ولما لونها أسود قاتم بينما فمها يحيطه اللون الأحمر؟.

رصاصہ خاليہ(مگتملہ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن