شبح الرصاصة-6

35 5 1
                                    

كان منظر ذلك المنزل مرعبا ومقشعرا للأبدان، وفور اقترابهم من السور المحاوط للمنزل، اشتد البرق والرعد وأصبحت المياة غزيرة، وعندما لامس راشد السور، فتحت أبواب المنزل كلها، وخرجت الرياح من داخل المنزل، وصيحة قوية أجبرتهم على التراجع.

أية: " رانيا، هذا المنزل مخيف جدا، كما أن الشبح قد لا يتركنا أحياء بعد ذلك"
رانيا: "لا تخافى منه، وأيضا روح ابنته ستساعدنا كلما احتجنا لها"
راشد: "كيف سندخل الآن؟"
سامى: "لم لا نحاول دفع الباب، ومقاومة تلك الرياح العاتية"

أية: "سنجرب هذا"
حاولوا الدخول مرة أخرى ومع ذلك تدفعهم تلك الرياح بقوة، ولكنهم نجحوا ووصلوا إلى الباب الرئيسى للمنزل، وحدث ما لم يتوقعوه، لقد كان هناك لغز يحتاج إلى حل حتى يدخلوا.
"أنا موجود فى كل جيل، وكل يوم أزور الكثير، أتى بلا دعوة وأذهب بتعجيل، لا يستطيع أحد الهرب منى، ولكن لكل شخص هدية بقربي"

رانيا: "نعتمد عليك يا آية"
راشد: "فكروا جيدا بهذا الكلام"
آية: "ما هو الموجود فى كل الأجيال؟ ومن يزور الناس كل يوم؟ ومن يأتى إلينا دون دعوة؟ ولماذا يذهب بسرعة؟ كما لا أحد يستطيع الهرب منه!! وما هى الهدية التى معه؟"
سامى: "ربما لا يقصد شيئا دنيويا"

أية: "وجدتها"
رانيا: "ماذا؟"
أية: "إنه الموت، يوجد فى كل جيل، لأن الجميع مهدد بالموت سواء صغيرا أو كبيرا، كما أن الكثير يموتون فى اليوم الواحد، ويأتى بدون أن يدعوه أحد، لأن لا أحد يتمنى موت نفسه، ويذهب ذلك الشخص بسرعة فيرحل هو معه، لا أحد يستطيع أن يهرب من الموت، وهدية الأشخاص هى معرفتهم بطريقهم فى الآخرة، سواء الجنة أو النار"

سامى: "معك حق يا آية"
راشد: "الإجابة إذا هى الموت"
وفور نطق تلك الجملة فتح الباب من تلقاء نفسه، وأخذتهم الدهشة بمنظر المكان من الداخل، إنه الجحيم بحد ذاته، لا تتخيلون الماء المغلى فى كل مكان، وجثث قديمة فى الأرجاء، وهياكل عظمية من مئات السنين، وثرية ضخمة تنتصف سقفها ملونة بالأسود والرمادى الداكن، ودماء متناثرة على السلالم ولوحات لأشخاص بمناظر مرعبة ينظرون لهم وخفافيش سوداء تسكن السقف اعلاهم

هذا هو أبشع منظر قد تراه طيلة حياتك الفانية، ولكن ما هو أسوأ قادم إليهم وهو محمل بالعذاب، محمل بالهزيمة والندم والافتراق والخوف.

رانيا: "من سيدخل أولا؟"
أية: "بالتأكيد ليست أنا"
راشد: "ولا انا حتى"
سامى: "أنا سأدخل"
أية: "هيا يا صاحب العضلات القوية"

حاول سامى الدخول وتفادى المياة المغلية الموجودة فى كل مكان، ولكن فور دخوله ارتفعت المياة المغلية بقوة، وتناثرت بقوة فى المكان،وتلامست مع إحدى خصلات شعره العسلى واحترقت نتيجة ذلك، أغلق سامى عينيه بشدة لتوقعه أنها لامست جبينه، ولكن لحظات لم يحدث فيها شئ سوى هدوء ذلك الماء.

رصاصہ خاليہ(مگتملہ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن