6

65 9 25
                                    

بدل أن أفكر بالمأساة التي سأضطر لمواجهتها خلال الأشهر القادمة انتقل تفكيري الى قول كريس لي بأنه أصبح في الثامنة عشر من عمره..

عيناي استمرت بالتنقيب بين واجهات المتاجر التي أراها خلال مسيري..

ما الذي قد يحبه كريستوف كهدية بسيطة..
إنها أول مرة لي في تجربة شراء هدية لأحدهم..
لاعجب في هذا..!!
لم أكن أمتلك في التسعةِ والعشرين سنةٍ التي عشتها أي أحدٍ مقربٍ لأقتني له هدية..

علي المحاولة.. أشعر برغبة غريبة بشراء شيء بسيط له.

بينما تتجول عيناي على واجهات المتاجر فطنت أنني بحاجة لشراء ملابس أفضل من التي أرتديها ..
في النهاية أصبحت موظفة لشركة لست أهتم إن كانت مرموقة أم لا..
لكنها تبقى شركة في عالم مختلف عن عالمي الحالي المليء بالغبار والفقر والكثير من العشوائية.

دلفت إلى أحد المتاجر التي أمامي لأشتري قميصاً بلون اخضر قريبٍ لاخضرار عيناي، مع جينز رخيصٍ ذو لونٍ وخامةٍ أفضل من الذي أرتديه..

دلفت غرفة القياس لأرتدي ما اشتريته.. وقفت أمام المرآة أحدق بنفسي ومن غير إرادة مني تذكرت الماضي....
_______________

15/4/2014

"إيڤا، هيا ألم تنتهي بعد.." وصل لأذني صراخه الذي أصمّ أُذني..
سوف يصطحبني لدرس جديد.. يرد مني دراسة اللغة الصينية هذه المرة.. لن أعارض.. سوف أستمر بالصبر.

رفعت خصلات شعري الكستنائية بربطة سريعة لألقي نظرة اخيرة سريعة على نفسي..
أشعر بلمسة ناقصة.. ذهبت يدي بسرعة لأحمر الشفاه لأضع لمسة خفيفة منه ..

لم أكد انتهي حتى وجدته يدلف الغرفة والشرر يتطاير من عينيه.. علمت عندها أن شيئاً سيئاً سوف يحصل..

تركت أحمر الشفاه من يدي لأقف باستقامة وانا أخبره بجمود شديد بينما عيناي تخترق عينيه بنظرة واثقة " لقد انتهيت لتوي.. لم أستغرق سوى 5دقائق ليس هناك داع لغضبك.."

كالعادة لا يفيد الكلام معه.. أمسك معصمي بقوة شديدة ليرميني أرضاً وقد بدأت شتائمه تنهال عليّ..

أبقيت نظري أرضاً ولم أكن أستمع لكلمة منه..

لكن تلك المرة لم تنتهي ككل مرة...!!
____________

أعاد إيڤا الى واقعها صوت طرق على الباب.. لقد نسيت نفسها هناك، بين ذكرياتها السوداء وواقعها الأسود..

نفضت ذكرياتها بعيداً ونظرت لنفسها بلمحة أخيرة...
"أجل، هذه أنا.. إيڤا .. لاشيء لا أستطيع تجاوزه.. حتى ذلك اليوم استطعت تجاوزه بكل قوة لدرجة أنه لم يمنعني من اعادة ارتداء اللون نفسه.. لم يؤثر عليّ تذكر أي تفصيل مريع.. لا شيء يمكنه إيلامي إلا نفسي.. إن كنت راضية عن شيء في حياتي فهو هذه النقطة فقط!!.. أنني وحدي صاحبة نفسي!!
وحدي من أؤثر عليها واتحكم بها!!
ورغم ذلك.. !! أنا لست لي!!.."

لا زالت!! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن