رسائــــــــل تهديـــــــــــد

32 13 0
                                    

رسائــــــــل تهديـــــــــــد                                                     

من الناس من يغلق بابه في وجه رمضان ، ويطرده شرّ طردة، ولايكتفي بهذا بل يرفع شعار: أحكموا الاقفال، ليتأكد من عدم تسرب الهدايا غلي قلبه والنور إلي بيته، وقد يتسلل إلي قلبك أنت أيضا شيطان مريد، فيجعل عليه أحد هذه الاقفال دون أن تشعر ؛ لذا وجب التنبيـــــــه.

وقبل التعرض لهذه الأقفال ، أُرسل إليك ثلاث رسائل تهديد شديدة اللهجة ؛لتبعث في قلبك الوجل، وفي عقلك الرشد، وفي قلب شيطانك الرعب، فيهرب منك فورَ أن يــــراك.

=1-التهديد الأول:قانون الاصطفاء والاجتهاد

اصطفي الله تعال واجتبي نبيه محمداً -صلي الله عليه وسلم-، وكان هذا الاصطفاء سبباً في مضاعفة حسناته، كذلك اخبره سبحانه أن ما يمون منه من خطأ ..فعقوبته مضاعفة وحاشاه ذلك، لكنه بند من بنود قانون أهل الاصطفاء والاجتباء ، وهو نفس القانون الذي يسري علي أمهات المؤمنين:

[يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك علي الله يسيراً*ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نُؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريماً]

فلأن الله اصطفاهن لنبيه-صلي الله عليه وسلم-فصار لهن من الظوة والنعمة والشرف ما ليس لغيرهن، ولتقديمهن علي سائر نساء المسلمين كان جزاء عصيانهن مضاعفاً، كما أن ثواب طاعتهن مضاعف..فزيادة الفضل يتبعها ولابد زيادة فداحة الذنب، وبالتالي مضاعفة العقوبة.

والقانون نفسه معمول به في الأماكن المختصة بالشرف والحرمة مثل مكة،فثواب الأعمال فيها أعظم من غيرها، فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فيما سواه، وكذلك الذنب مضاعف .قـــــــــال عزّ َ وجل:

[ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نُذقه من عذاب أليم]

والحكم نفسه صار في الأزمنة الفاضلة كشهر رمضان، ودليل حرمته النصوص الدالة علي عظمة الشهر، وبيان عظيم الأجرفيه ،واختصاصه بليلة القدر، فالحسنات فيه مضاعفة، وكذلك السيئات؛لأن التضعيف في حال الاصطفاء والاجتباء كما تبيّن يكون في الحسنات والسيئات.

ويدلعلي ذلك أيضاً عظم الذنب في رمضان، فإن النبي-صلي الله عليه وسلم-رأي قوماً معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم ، تسيل دماؤهم،فسأل عنهم؟فقيــل له:"الذين يُفطرون قبل تحشلّـَة صومهم"

وقد أمر النبي-صلي اللهعليه وسلم- الرجل الذي أتي امرأته نهار رمضان بأعظم الكفارات ، وهي كفارة القتل الخطأ والظهار: عتق رقبة، فمن لم يجد،فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وغلظ الكفارة من غلظ الذنب، وقد استوجبها من واقع زوجته في نهار رمضان فأكد هذا علي أن الذنب في رمضان ليس كغيره.

معا نحو الافضل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن