هو وهي.

5

(٥)

الآن، عصر الرسائل الإلكترونية الطويلة، الممزوجة بالحب النقي والسعادة الأصيلة،تخيّل معي ذلك، تستقيظ على كلمة لطيفة من شخص يهتم بك، وتنام في نهاية مكالمة قد استحوذت عبارتها على قلبك الضعيف، ولكن ذلك العصر لم يدم معهم سوى أسبوعين...
كانت الحياة تلعب بهما حيناً، وتتعاطف معهما حيناً، وكان ذلك أول منعطف داخل تلك العلاقة..كان قاسياً بالنسبة لها.

ليلة الخميس،إحدى الليالي الباردة في شهر نوفمبر، ولكنها كانت دافئة قليلاً حينما جمع الأب الأسرة؛ للسمر قليلاً..
على الرغم من أن عادة أي نقاش عائلي يقسي على عقول الشباب، لكنها كانت تنتظر هذا الشمل من الحين للآخر،ولكنه هذه المرة كان مشوباً بالغموض قليلاً..

"وأنا صغير ، من قبل ما أتجوز أمكم ، كنت بحب أتخيل اللحظة دي وأنا قاعد مع مراتي وعيالي وعيال عيالي، وبالفعل ، ربنا رزقني بده، بل رزقني بأحسن بنتين في مصر ،مصر؟! أحسن بنتين في العالم: واحدة ماشاء الله ربنا رزقها من الجمال والصبر وقدرة التحمل ، يمكن مارزقش أمها بكده.."
"الراجل كِبر وبدأ يخرّف ياعيال متصدقهوش"
يضحك ثم يستأنف كلامه"وجابت لينا أحسن سيف في الدنيا، هو ولد شقي حبتين بس ربنا بيحبه،وعشان كده عليه ابتسامة تخطف قلوب الناس، ولا يا سيف، أوعى تسمع كلام أمك وتطلع دكتور ياولا! إنت قولتلي إنك هتبقى مهندس ولاعب كورة، متعملش غير ده ماشي؟"
"أنا بحبك يا جدو"
يجري مسرعاً نحو جده ويلتهمه أعناقاً،نعم هو ضئيل بالنسبة لجده ولكن هذا لا يمنعه من التعبير عن حبه لجده
"هههه وأنا كمان بحبك يا حبيبي..."
" بعديها بكام سنة، ربنا كرمني بطفلة..آه طفلة ، قدامها سنتين وتخلص الجامعة أه ، ولكنها هتفضل طفلة بالنسبالي، آية من الهدوء والجمالة والرِقة، متعباني كتير،ولكني هحب التعب ده طالما منها"
"ولكن ده مكنش رزقي بس من عند ربنا، ربنا بدأ رزقي ده بالولية اللي قاعدة جنبكم، لو زودت الملح بس ،هتبقى قمر والله...
بس بجد، ليها فضل كبير في حياتي ، من غيرها يمكن معيشتش، يمكن هي مراتي وحبيبتي وبنتي وأمي وكل شئ، ربنا يديمنا لبعض جميعاً"

ثم علم أن الموضوع قاسي قليلاً، فحب أن يضيف النكات والمرح إلى أن نسوا قليلاً هذه الجدية..

رغم أن الكل ذهب على سريره راسماً الضحكة بذلك الصوت الذي يدل على إنها نابعة من القلب، كان تضحك ولكن بتصنع،تدري أنه يوجد أمراً ما، تشعر ببعض الغرابة،ترمي جسدها على السرير وهي تشغر بأن غداً سوف يكون ضدها، ماذا يُخبئ؟