الحجره الأولى

571 22 15
                                    

في لحظات الصمت ، تشعر احياناً انك محاصر ، انه لا يوجد امل لك ، كيفما تنظر للأمر ! لابد من جانب معتم يطغى على الجانب المشرق ، عندما تشعر ان كل نافذة تفتح لك يكسوها الظلام و الغبار و الألم .
كنت في الثامن عشر من عمري عندما اخبرني والداي انهما سيأخذاني الى مكان جميل ، مكان لطيف ، مكان يعرف كيفية التعامل معي .
"كيفية التعامل معي ؟ ما معنى ذلك" سؤال اتجه الى والدي بينما كان يقود السيارة ..
عم الصمت .. لم تكن هنالك اجابة تخرج من افواه والداي ، و كأن شخص قد وجهه مسدس الى رأسيهما و هدد بعدم البوح ..
"لم كل اغراضي معي" سؤال اخر توجهه الى والدتي
لكن .. ما من اجابة ..
طوال الطريق و رأسي يدور ، اريد اجابة ، حرف ، اي شيء يخبرني بأن والداي لن يفعلا ما افكر به ..
كل الاحتمالات التي وضعتها ، لم تكن كافية بالنسبة لي
كل عذر قدمته للدفاع عنهما لم يبرر شيئاً لي ..
الرحلة لم تأخذ منا وقت طويل ، رحلة يكسوها البرود
لم ينطق بحرف خلالها ..
"لقد وصلنا" كلمتان قالها والدي بينما كان يركن السيارة
خرجنا من السيارة .. وقوفهما امامي كان مقلقا و تلك النظرات تعلوا وجهيهما ، نظرة كرهتها و لم ارد رؤيتها ... نظرة الوداع ..
"كوني فتاة مطيعة ، حسناً ؟" قالتها والدتي بينما كانت تحتضنني و الدموع تنهمر من عينيها ..
قلت و انا ارتجف : ماذا يحدث ؟ ماذا فعلت ؟ هل فعلت شيئاً سيئاً ؟ .. و خلال اسئلتي هذه دموع والدتي توقفت ، و كأنها انتقلت الي بسرعة ، بدأت بالبكاء و بصوت يرتجف قلت "امي اقسم انني سأكون مطيعة ، لن يتكرر ذلك ، ارجوك اخبريني ماذا يحدث"
قلتها في حالة تبرير لشيء لا اعرف ما هو ..
اخرج والدي جميع الاغراض من السيارة و امسك يد والدتي و قال : لنذهب .. انتهى عملنا هنا ..
بعد رحيلهما بعيدا ادركت انها .. اول حجرة تغلق في وجهي .

حجر مغلقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن