الحجره الثانية

219 11 4
                                    


ادركت ان رحيل والدي قد كان اشبه بإغلاق باب كان مفتوح لسنوات عديدة .. لم يكن بإمكاني سوا عيش حياتي و كأنهما لم يكونا موجدين من الاساس ..
انا لم اقل اسمي و لن اقول اسمي ، لا اريد ان أُعرف بهوية او يكون لي بصمة ، اريدك ان تعيش معي تلك اللحظات المؤلمة و كأنها حصلت لك .
راقبت والداي و هما يقودان بعيداً ، وقفت بلا حراك ، جسدي و عقلي كانا يرفضان واقع ما حدث تواً
"انستي ؟ " صوت دافئ كان يخترق مسمعي ، التفت لأجد سيدة كبيرة في السن بزي مستشفى
"من انتِ ؟ " سألت بلا مبالاة و لم اكن مهتمه لمعرفة هويتها .
"انا الممرضة ساندرا ، المسؤولة عن حالتك ، لقد وصلتي مبكراً ،لم نكن نتوقع حضورك في هذه الساعة "
حضوري ؟ ممرضة ؟ حالتي ؟ علقت في دوامة لا ارى لها نهاية .
" لا داعي للحديث مطولاً بما انك وصلتي ، دعينا نأخذك الي الداخل"
كان هنالك سؤال في عقلي ، سؤال خفت ان اطرحه ! لانني اعرف اجابته ، لكن كان يجب ان اتأكد .
قلت بصوت متردد " ما هذا المكان ؟"
" اووه والداك لم يخبراك ؟ هذه مصحة امنيجيا للامراض العقلية ، حالتك العقلية غير متزنه و سلوكك اصبح عدواني خلال السنة الماضية ، لذلك والداك قررا ان تتلقي العلاج هنا "
هل تعرفون شعور الصدمة ؟ شعور اللاعودة ؟ مررت بتلك الاحاسيس خلال ثوان معدودة
ما خطبي ؟ و لماذا انا هنا ؟ اين كان عقل والداي ليخفيا عني شيئاً كهذا ؟
" هنالك خطب بي ؟" بينما سألت رأيت نظرة الممرضة سنادرا تتحول الى نظرة شفقة ..
" لما لا ندخل الى الداخل لكي تستقري في غرفتك و تقابلي الطبيب ، سيخبرك بما يحصل "
حملت الممرضة ساندرا اغراضي و رافقتني الى الداخل
و بينما كنت اشاهد الابواب تغلق !
ادركت ان حجرة حريتي قد أُغلقت ..

حجر مغلقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن