الحجره الثالثة

159 9 2
                                    

دخولي الى المصحة كان يعني شيئاً واحداً ، والداي فقدا الامل بي ، و لم يكن لديهما خيار غير التخلي عني
قد تقول انني احاول تبرير فعلتيهما ، لكن في عقلي الباطن هذا الواقع المرير لا مفر منه .
"لقد وصلنا الى غرفتك ، سأساعدك في الإستقرار " قالتها تلك الممرضة و كأنني نزيل في فندق ، تلك الابتسامة اللعينة احرقت كل ذرة شفقة شعرتها لذاتي
هل هي تحاول ان تكون لطيفة ؟ ام انها تستمتع برؤيتي تعيسة ؟ .. اكرهها ! اكره تلك الضحكة و الابتسامة !
مهلاً ، بماذا افكر ؟ لابد انني اهذي ! هذه السيدة لم تفعل شيئاً ! اذا لماذا اعاتبها بداخلي ؟
افكار خلف افكار ، هل احدث نفسي ! هل نسيت نفسي ! ما قصتي ؟
"اهلا بك في مستشفى امنيجيا " ما هذا الصوت ؟ التفت لأجد نفسي انظر الى شاب يبدو صغيراً في السن ، لكنه يرتدي رداء طبيب .
"من انت ؟" و ها هو هذا السؤال يتكرر .
اجابة بإبتسامة هادئة " انا الدكتور جونز ، المشرف على حالتك ، لابد انك متعبه بعد تلك الرحلة الطويلة "
حالة من السكون سقطت على جسدي و عقلي ، كلماته البسيطة ، ابتسامته الدافئة ، احلت على قلبي الطمأنينة .
" انت طبيب ؟ لكنك تبدوا صغيرا في السن "
جملة خرجت من فمي بطريقة ما .
" اهه هذا لانني صغير في السن ، فأنا ابلغ التاسعة عشر من العمر ، قد تسمى حالتي بالعبقرية لانني دخلت الجامعة في عمر الخامسة عشر "
اذا هو كما ظننت ، لما عقلي مشوش ؟ لما جسدي يرتعش .
ربما لان حجرة قلبي قد فُتحت ؟

حجر مغلقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن