" هل أفاقت باسم ".
ربت باسم على كتف أخيه الذي وقف أمام باب غرفته كغريب عنها رافضاً الدلوف إليها.. يحمل طفله الذي صمت مطمئناً تناول زجاجة الحليب الخاص به الذي أعدتها له سمراء ..وصمت مطمئناً بعدها ..
ليأخذه صوت باسم حيث يريد الإطمئنان :" نعم أفاقت وتنتظرك بالداخل ".
طرق الباب بخفة حتى لا يزعجها ثم دفع الباب ليفتحه.. كل شيء تم بلمحات قليلة.. كم كان يود عدم ترك هؤلاء خلفه اكتفى بضربهم بعقب السلاح على رأس أحدهما والآخر كان مصيره باب السيارة ألتصق برأسه هو الآخر.. جعلهم يترنحون ولكنه لم ينتزع أرواحهم من قلوبهم ..
كان جل همه نزعها من بين يدي الرجلين الذي حملاها.. وكذلك لم ينسى وجود سمر في السيارة خلفهما.. شيء بشع للنفس شعور العجز.. لو كان حدث لأي فرد من عائلته شيئاً كان حتماً سيموت.
واقف ينظر إليها جالسة في فراشه القديم.. يشملها بكل رعاية بينما تحركت سمر تحت مجال رؤيته ليراها أخيراً وهي تغادر قائلة :" حمداً لله على سلامة عائلتك أخي.. كفانا لف ودوران.. أنا وباسم نرى أن تعودا لبعضكما.. اليوم لم يقدر هذا الرجل على خطفك في الغد من يعلم.. ضم عائلتك تحت جناحك سنمار ".
كانت تلقي بوعظ غير قابل للمفاوضة.. جعلت كل منهما يحدق بالآخر بشكل متواصل.. كل منهما فكر بذات الوضع.. خطت للخارج تاركة خلفها عائلة لا تحتاج سوى رد وإيجاب فقط.. أخيراً فك عنه التيبس الذي إمتلك عضلة لسانه :" هل أنت هنا حقاً؟!!.. أقصد بخير معافاة ".
صوته درب هدايا.. صوته ترنيمة سلام.. معزوفة رجل خاف حد الموت.. ابتسمت فهي الأخرى تعرف أين هي ذات الغرفة التي سكناها معاً ذات ليلة بالماضي عندما كان مريضاً حضرا دعوة دينار من هنا ..
تورد بشرتها شيء جعله يرى الضوء كاشفاً له الطريق ليسهل مهمته ولكنه لا يريد هذا بالذات.. لكنها شفافة كبشرتها كل شيء مرسوم عليها.. هتفت بخفوت :" كنت سأضيع لولاك.. لولا عناية الله الذي قدر لنا اللقاء بذات الوقت.. شعرت بمرارة مرت مع العصير الذي دائماً أشربه بعد االتدريب.. طقس عادي جداً تحول لكارثة.. الكون بدأ يدور داخل عيني.. أخرجت هاتفي كلمتك وبعدها لم أعد أسمع شيئاً.. حتى افقت لأجد باسم يطمئنني.. الغالي بكى كثيراً". كانت تمد كفيها لتأخذ الصغير منه ..
كان صامت كمتعبد في محرابه متعمق بصلاته.. أخيراً استطاع منح إجابة بسيطة :" هو من دلنا على الطريق إليك وخاصة عندما صمت الهاتف عن إخراج أي صوت ".
صمت يلتقطت أنفاسه ويضع الغالي جوارها :" كان بطل قصتنا كعادته ".
هتفت بهمستها الناعمة :" بل كنت أنت سنمار.. القدر يؤكد لي كل مرة أن قرار العودة حتمي ".
كان مازال يميل أمامها فلم يترك الغالي بعد لترتجف أوصاله فجأة.. من عمق المشاعر التي يحملها.. ثقل تنفسه أما نبض العرق الغليظ برقبته فهو قصة أخرى للتقافز تحت عينيها.. شيء جعلها تريد الربت عليه.. انتفض جسده وهو يجلس أمامها متحدثاً:" اليوم.. كم أحب أن اتصل بعمي وأقول له لم يحسن حمايتك وأضع عليه اللوم حتى أجبر الجميع لتعودي لي.. لكن لا.. أنت تستحقين تهيئة الأرض جميعها من أجلك.. زمان قصت لي أمي عن حرب كانت بين قبيلتين عربيتان.. ظلا أكثر من مائة عام في حرب.. وذات يوم حضر لأميرة إحدى القبائل المجاورة أمير إحدى القبائل الأخرى كخاطب فكان شرط أميرتنا لتوافق عليه أن ينهي الحرب الدائرة بين قبلتين جرحهما سيؤلم كل قلب عربي.. وفعل لينال هذا الشرف.. هل تراني أقل منه؟!!.. أو أنت لا تستحقين أمان فوق الأرض التي ستدوسين عليها ".
أنت تقرأ
عجباً لغزال[الجزء الرابع من سلسلة حد العشق]!
Romance"الثأرُ ثأرٌ، عزيزي... وأنتَ تدين لي باثنين!" بالرابعة كنتُ، والعاشرة أنتَ... حين جلستُ أتلاعب بجدائل غزالي، أتذكر ذراعه الخشبي المفقود؟ أظنني تشبثتُ حينها بعود الخشب المكسور.... والتساؤل يغمرني: أتُرى ذاك الفتى صاحب الظل الطويل يعرفني؟ أتُراه يأتي؟...