الفصل الثاني عشر والأخير

6.5K 103 41
                                    


" لا أكاد أصدق ما تفعله فهمي ".

همس بالقرب من آذنها حتى لا يوقظ الصغير الذي استبد به التعب فنام بالسيارة :" هل معنى هذا أني فشلت في إسعادكما؟! ".

سددت له نظرة محملقة بعد أن دارت على عقبيها فتتوقف أمامه.. هامسة بحنين وصل لروحه فمسها بحنان :" أنت.. أنت.. فشلت.. أي فشل يا فهمي.. أنت أكبر من أي شعور أشعر به.. نجحت في يوم واحد أن تمحو كل حزن شعرت به يوماً أنا ومازن.. ابني".

وكأنما تذكره أنه قبل بها هي وملحقاتها.. أشار لها برأسه لتدلف للمصعد الذي وصل بالفعل لتوه.. تحركت أمامه ترفل في ثوب حنطي موشى بخيوط نحاسية يلائم بشرتها.. لمرة جديدة فاجأها.. بل للمرة المائة في هذا اليوم المليء بالسعادة.. جعلها تسبح فيها هي ومازن لدرجة تسأل نفسها أين الحزن مخبأ لي ؟!!، ومتى سيأخذ مني المقابل؟!!.. مع هذا الرجل الذي رفض كلياً مكوثهم في منزل كان يقطن فيه مع زوجة سابقة حتى يمنع عنها مجرد ألم الاستفسار أو التخيل لكيفية حياته مع غريمة سابقة.. اتصل على شركته ليعلمهم أنه يريد منزل غير هذا.. ليتضح لها أن مكان إقامته الفاره على حساب الشركة لتميزه في عمله كان أول شيء جعلها تشعر بالفخر كونها زوجة فهمي ناصف.. تركها بالفندق المتاخم للمطار نصف ساعة ليجلب سيارته ووعدها بسيارة جديدة لها بعدما يستقرا بشكل نهائي فالعرض مغري جداً كما أكد لها سينقلهم لمكان جديد ودرجة عالية.. عاد ومعه برنامج خاص لهم ليكون يومهم الأول هنا مشهوداً.. عندما مال عليها هامساً:" هل ذهبت لمدينة الملاهي من قبل زوجتي الجميلة ؟!!.. ما رأيك يا وجه السعد.. بدأت أؤمن بأن هناك امرأة قدمها تمنح حظ للزوج وأخرى تجلب النحس ". .

سددت له نظراتها الشاردة داخل بحار عينيه القريبة منها

وتكاد تعانق عينيها :" لا.. لم أذهب لأي مكان سوى المتاجر لشراء ملابس أو بعض المطاعم ".

جعل كفيه في كتفيها ليديرها :" هيا بدلي ملابس السفر وأرتدي شيئاً مريحاً لنخرج من هذه الغرفة فهي توحي بأشياء كثيرة.. لا أريد التعجل فيها ".

تلونت حدود بشرتها باحمرار تعمق لدرجة الاحتراق.. كما فعلت الآن تماماً داخل المصعد الذي تجتر فيه الذكرى الصباحية ..

همس فوق رأسها بنعومة :" أنه ابني كما قلت لك من قبل.. ثم الآن أعرف فيما تفكرين ؟!".

نظرت له مجفلة هاتفة بنفي شديد :" لا فهمي.. أقسم لا أفكر بشيـ..".

وضع سبابته على شفتيها هاتفاً :" كاذبة.. فبشرتك تحمر.. كما تفعل كلما حادثتك عنا نحن ".

فرت عيناها من مواجهته ليستمر في إحراجها :" وعيناك تهربان كما الآن.. أنظري لي شروق ".

هل حقاً يتوسلها صوته جاهدت لتنظر إليه بينما صوته يصلها بكل سخاء :" كنت أريد ترك لك مساحة كبيرة من الوقت.. لكن أنا رجل ومعي أجمل امرأة رأتها عيناي.. امرأة تحمر كلما نظرت إليها وتلك الحمرة تمثل تحدي داخلي.. إنها تهتف خذني.. ماذا أفعل شروق ؟!!".

🎉 لقد انتهيت من قراءة عجباً لغزال[الجزء الرابع من سلسلة حد العشق]! 🎉
عجباً   لغزال[الجزء الرابع من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن