12 🎰🎱

5.2K 53 4
                                    

. قصة حدثت منذ أكثر من ألفي عام ، وذلك عندما اجتمع بعض الصينيين ، وقرروا أن ينحتوا تمثالا من الذهب يزيد وزنه عن خمسة أطنان ، وكان الهدف من بنائه أن يكون من أهم الآثار الصينية التي يتكلم عنها التاريخ ، ويشاهدها السياح والمهتمون من كافة أنحاء العالم ، وبالفعل استطاعوا أن يبنوا ذلك التمثال . وبعد الانتهاء من بناء ذلك التمثال الضخم مباشرة ، هجم جيش يدعی " البرمود " على الصين ، وكان ذلك الجيش معروفا بالشراسة لأبعد الحدود - ، وكان عندما يهاجم أي قرية أو بلد فهو يهدم ويحرق كل شيء ، ولا يترك أي شيء حیا ، فخاف كهنة الصين على التمثال ، وقرروا أن يغطوه بالطين السميك ، حتى لا يكتشف جيش البرمود أمره ، وبالفعل قاموا بتغطية التمثال بالطين ، ثم بعد الانتهاء من ذلك حدث ما توقعه الكهنة ، وهجم جيش " البرمود " على قريتهم ، وحطم كل شيء فيها ، وقتل أهلها ، ومنهم هؤلاء الكهنة ، ووجدوا التمثال الضخم أمامهم ، ولم يكن بالنسبة لهم ذا أهمية أو قيمة ، فهو فقط مجرد تمثال ضخم من الطين ، فتركوه وشأنه . وتمر الأيام ، والتمثال موجود في مكانه لم يتحرك ، ومنذ حوالي مائة وخمسين سنة قررت السلطات الصينية نقل التمثال من مكانه ووضعه في بكين ( عاصمة الصين ) ، على أنه من الآثار الصينية ، دون علمهم بما بداخله
فأحضروا المعدات القوية المتوفرة لديهم لرفع التمثال ووضعه في ناقلة ضخمة | كي ينقلوه إلى بكين ، وكانت تجربة صعبة للغاية ، فلقد كان الطقس شديد البرودة ، والمطر غزير جدا ، فحدث شرخ في التمثال ، فصرخ کاهنهما فيهم بأن يتوقفوا عن رفعه ، وأن يتركوه على الأرض حتى اليوم التالي ، حتی يهدأ الطقس وتتوقف الأمطار ، ففعلوا وتركوا التمثال الأرض . كان هذا الكاهن العجوز شديد الذكاء ، وكان عنده فضول وحب استطلاع .1 فأحضر بطارية ، وركز أشعتها على ذلك الشرخ الذي في التمثال ، فوجد انعکاسا ضوئيا لضوء البطارية ، ولم يصدق الكاهن نفسه حينها ، فمن المعلوم أن الطين لا يعطي انعكاسا ضوئيا ، فأحضر مطرقة ومسامير وأخذ في توسيع ذلك الشرخ ، وكان الانعكاس الضوئي يزداد قوة ، مما زاد من همة ذلك الكاهن أن يستمر في عمله ، ثم طلب المساعدة من باقي الكهنة ، فأخذوا جميعا في تكسير الطين من فوق التمثال ، وبعد عشر ساعات من العمل المتواصل وقفوا | جميعا مذهولين حين وجدوا أمامهم تمثالا من الذهب الخالص ، قيمته غير محدودة ، ولم يروا مثل روعته أبدا في عصرهم .. لقد وجدوا تمثالا ذهبيا بداخل غطاء الطين ، وجدوا بداخل الطين حقيقة التمثال وقيمته اللامحدودة ، وأعلنوا الخبر وهم في سعادة غامرة ، وتدخلت السلطات الصينية ، ونقلوا التمثال الذهبي بحرص شديد إلى العاصمة لكي يكون مصدرا لجذب المهتمين والسياح ، وهذا التمثال موجود الآن في الصين ، |مستقبل وقصته مكتوبة عليه ، ومكتوب عليه أيضا حكمة صينية ، وهي : " بداخل الطين كنز " وأنا أقول للناس : إن بداخل كل فرد من البشركنا من القدرات التي وضعها الله لا بداخلنا . ولقد قال لنا المولى ولا في كتابه الكريم : ( وفي أنفسكم فلا تبصرون ) 14 ولكن معظم الناس لا يبحثون بداخلهم كي يكتشفوا قدراتهم الحقيقية لأن عالمهم المحيط بقدراتهم مليء بالبرمجة السابقة والاعتقادات والأحاسيس السلبية التي تبرمج بها الماضي من العالم الخارجي ، فكانت بداية هذه البرمجة من الوالدين ، ثم من المحيط العائلي ، ثم من المحيط الاجتماعي ، ثم من محيط الدراسة ، ثم من الأصدقاء ، ثم من وسائل الإعلام ، بالإضافة إلى القيم التاريخية والدينية والجغرافية ، أي أن أكثر من 90 % من قيمنا العاطفية مكتسبة من العالم الخارجي ، لذلك فهي ة تبرمجنا سلبيا ، وقد قام بعض الباحثين بكلية الطب في سان فرانسيسكو " بالبحث عن نوعية برمجة الإنسان ، فوجدوا أن أغلبها سلبي ويعمل ضدنا ، وما هذه البرمجة إلا دفن لقدراتنا اللامحدودة بداخلنا ، المغطاة بالاعتقادات والأحاسيس والإدراك السلبي عن قيمتنا الحقيقية .. تماما مثل ذلك التمثال الصيني المغطى بالطين ، والذي كان بداخله قيمة غير محدودة .

💫

هذه قصة أخرى عن سر السعادة وفائدة التوازن في الحياة؛

حيث يحكى أنه كان هناك واحدٌ من التجار الأثرياء سمع عن حكيم عظيم يسكن في قصر بعيد، فأرسل إليه ابنه الذي كان يشكو دائمًا من التعاسىة؛ كي يتعلم منه الحكمة ويعرف سر السعادة، فمشى الشاب لمدة 40 يومًا وقطع جبال ووديان حتى وصل إلى قصر الحكيم.

ولما دخل عليه وقص قصته..

قال له الحكيم: ماذا تريد؟

قال الفتى: أريد أن أعرف ما هو سر السعادة؟

فقال له الحكيم: ليس لدي الوقت الآن كي أعلمك، خذ جولة بين جنبات هذا القصر وتعالى بعد ساعتين، ولكن عليك أن تمسك هذه المعلقة جيدًا وتحافظ على الزيت الموجود بها، حتى تأتيني ثانيةً.

وبالفعل عاد الشاب بعد ساعتين ومعه ملعقة الزيت كما هي.

فقال له الحكيم: هل رأيت الورود المزهرة في حديقة القصر؟

فقال الفتى: لا.

فسأله الحكيم: وماذا عن مكتبة القصر والكتب القيمة الموجودة بها؟

فقال الفتى: لم أرها أيضًا.

فسأله الحكيم: هل رأيت التحف واللوحات المعلقة في كل أرجاء القصر؟

فأجاب الصبي بالنفي.

فسأله الحكيم عن السبب الذي جعله لا يشاهد كل هذا الجمال من حوله؟

فقال الفتى: لقد انشغلت بالنظر إلى ملعقة الزيت حتى لا تسقط منى، ولم أنظر لكلما حولي.

فقال له الحكيم: إذن اذهب مرة أخرى وشاهد كل ما أخبرتك عنه، وعد إليّ مرة أخرى، فذهب الفتى ولما عاد سأله الحكيم عن كل شيء رآه.

فأخذ الفتى يتكلم عن المكتبة القيمة والتحف الرائعة والحديقة المزهرة، ولما انتهى من حديثه نظر الحكيم إلى يده، فوجد الزيت لم يعد موجودًا بالملعقة، فقد سقط منه أثناء تجوله في القصر. هنا نظر الحكيم إلى الملعقة وقال له: هذا هو سر السعادة يا بني، ولكن لم يفهم الفتى قصد الحكيم.

فقال له الحكيم: يا بني الجمال الذي رأيته في القصر هو النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه الحياة، وملعقة الزيت هي الهموم الصغيرة ومشاكل الحياة.

حينما انشغلت بالهموم والمشاكل نسيت الاستمتاع بالنعم والجمال من حولك، وحينما انشغلت بالاستمتاع وأهملت الهموم والمشاكل سقطت منك ولم تستطع السيطرة عليها، السعادة في أن توازن بين الاثنين؛ تستمتع بالحياة ولا تترك همومك ومشكلاتك تتفاقم عليك وتؤثر بك، ومهما كانت الظروف التي تعيش بها عليك أن تكون راضيًا مطمئنًا.



اللهم صل على محمد وآل محمد
اهدي ثوابها إلى روح المرحوم هاشم محمد جاسم

... قصص تحفيزية 💫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن