طَور ذاتك 27

2.5K 29 3
                                    

. كان الشاب جون يبيع عصير الليمون البارد في الكابيتول هيل بواشنطن دي سي، في الصيف.

يراقب باهتمام الحشود الذين يتقاطرون على المعالم السياحية في الحي الشهير.

يحاول أن يخطف انتباههم بابتسامته، وعبارة يرددها عشرات المرات:

“عصير طازج. سيمنحك طاقة لمتابعة رحلتك”.

كان يصطاد بعض الزبائن بسنارة ابتسامته.
ينال القليل من نقودهم والكثير من أحاديثهم.
تتركز مجمل نقاشاتهم على رداءة الغرف في الفنادق المجاورة.
ملاءات قذرة، وخدمة غرف تعيسة، وطعام بارد.

ظل يستمع إلى هذه الانتقادات ويدخرها في صدره.
يجمعها مع النقود، التي يجنيها من عصيره الطازج وابتسامته.

بعد سنوات قليلة افتتح مشاريع صغيرة جعلته يمتلك مالا كافيا؛
لتقديم طعام ساخن بنكهة شهية.
نجاح مطعمه جعله يفتتح آخر.
كان يتقاسم أرباح المطعم مع العاملين فيه.

يؤمن جون أن سعادة موظفيه ستسعد زبائنه.
حرص على إرضاء مرؤوسيه قدر المستطاع.
أسلوبه الملهم جعل العمل معه حلما لكبار الطهاة في واشنطن ونيويورك ويوتاه.

الكل يود أن يظفر بالوظيفة والشراكة المنتظرة.
حققت مطاعمه نجاحا باهرا بعد أن استقطب أفضل الطهاة والنادلين والمحاسبين في المطاعم الأميركية.

كان يظن البعض أن جون يخسر؛
لأنه يوزع أسهمه على موظفيه بإسراف لكنه كان يكسب.

كسب اسما لامعا وموظفين لافتين قادوه إلى نجاح هائل.

هذا النجاح دفعه للإيمان أنه حان موعد افتتاح أول فندق باسمه.

فندق بملاءات عطرة نظيفة، وخدمة مميزة، وطعام ساخن.

ثقته بفريقه جعله يقدم على هذه الخطوة أو القفزة.

قبل افتتاح الفندق كان يستحضر في منامه على شكل كوابيس عربته التي كان يجرها وفوقها عصير الليمون الطازج وبمحاذاتها انتقادات الزبائن للنزل المجاورة.

كان يخشى أن تتوفر عربة لبيع العصائر أمام فندقه الصغير يجتمع حولها الغاضبون من مستوى فندقه.

طرد جون هذه الكوابيس عبر افتتاح تجريبي لثلاثة أشهر،
دعا إليه أقاربه وأصحابه بمبالغ زهيدة.

... قصص تحفيزية 💫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن