في ذلك الظلام الحالك كانت تمشي بخطوات تائهة و نظراتها زائغة لا يشق ذالك الصمت سوى شهقاتها المرتفعة وإرتجاف جسدها ، دهنها شارد في ذلك اليوم الذي تحولت فيه حياتها الوردية البسيطة إلى اللون الأسود تماما. فيي تلك الأحلام التي لم تكتمل، في تلك السعادة التي تحولت إلى حزن، في ذلك الحب الذي تحول إلى كره وحقد لم تعد تشعر سوى بألم بشع يفترس فؤادها .
لم يأتي في مخيلتها ان ذلك الحبيب الخائن الذي لم تعرف يوما حبيبا غيره قد يسبب لها كل ذلك الوجع كيف كان يستطيع النظر إلى عينيها والكذب بكل وقاحة مخبرا اياها عن حبه الكبير لها كيف كان يشاركها أحلامها عن مستقبلهم معا بكل حالمية كيف كانت تمنحه ثقتها الكاملة بينما هو لا ، جال في ذهنها كلام خالتها الحبيبة :
" يوما ما حينما تنزاح تلك الغشاوة عن عينيك يا صغيرتي ستعرفين ان تلك الثقة العمياء التي تمنحينها إلى عاصم ستجلب لك المتاعب. فالرجل الذي لا يباذلك بالمثل لا يستحقها..."
الآن فقط عرفت لما كانوا يحدرونها منه،الآن وضحت الرؤيا، لا تصدق كم كانت سادجة و غبية كيف كانت تصدق كلامه، كيف كانت تصدق عينيه فقد كانت تحمل تلك اللمعة اللعينة التي لطالما أخبرتها مدي الحب العميق الساكن بهما، كيف كان بتلك البراعة، بينما كانت هي تحضر لخطبتهما كان هو يخونها بكل بجاحه ليأتي بعدها ويتمم الخطبة كأن شيئا لم يكن دون أي شعور بالذنب،أتى أمام عينيها مواقف كتيرة جمعتهم أثناء فسحهما معا ،فإزدادت وتيرة بكائها وإرتجاف جسدها وهي تهمس :
" آه..... يا ربي لم أعد أستحمل هذاالألم..... إنه يقتلني....... لا أستطيع....ال...تنفس
مع إنخفاض الهواء من رأتيها احست بالإختناق وتلاشت الرؤيا من أمامها لتهمس ب
" أحتاجك............رائف" .
ليتهاوى جسدها لكن قبل أن ترتطم بالأرض الصلبة سمعت صراخا بإسمها شق سكون الليل نعم إنه هنا ذلك الجار، صديق الطفولة لتغمض عينيها وتستلم لتلك السحابة السوداء فهي تحتاجها الآن وبشدة.
أنت تقرأ
🌹أوتار حائرة🌹
عاطفية🌹صراعات بين القلب و العقل🌹 =كل مايطلبه القلب هو أن تمنحه الحب، الأمان، القرب من الشخص الذي جعل دقاته تتسارع في جنون، الإنطلاق نحو السعادة. =اما العقل فيطلب برهة من الوقت لكي يتخد القرار المناسب للحاضر و المستقبل يتشبث بالواقع غير آبه بالمشاعر،...