حنياتك

366 18 8
                                    

قصيدة : حنانيك
للشاعر : علي عسيلي العاملي
الزمان: ليلة 13 جمادي الاولى 1441هـ

حنانيكِ...بِنا دهرُ الأَسى مَرَّا
حنانيكِ...جرَعنا بعدَكِ المُرّا
ومنذُ البابِ حتّى الغيبةِ الكُبرى
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
*************************
أيا زهراء ندعوكِ...بيا زهراءُ نرجوكِ
فأنتِ العالَمُ المحجوبُ في أنتِ
مِنَ الأُمِّ الرساليّهْ...إلى البنتِ الإماميَّهْ
جمعتِ السرَّ بينَ الأمّ والبنتِ
لِأنَّ القبرَ قدْ أُخفِي...وأنتِ الكهفُ للكهفِ
على الأرواحِ نأتي أينما كنتِ
لهُمْ دينٌ ، ويا زهرا لنا دينُ
مجانينٌ بمعناكِ مجانينُ
أمانَيْكِ...ألا يا سِدْرةَ العَلْيا
أمانَيْكِ...لنا في الدينِ والدُّنيا
بسطنا عِندَكِ اليُمنى مع اليُسرى
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
******************************
بتولَ اللهِ يا فاطمْ...قَصَدْنا إسْمَكِ الراحِمْ
سجَدْنا ثُمَّ قُلنا عِنْدَهُ :حِطَّهْ !
هوَ الإسمُ الإلٰهيُّ...هوَ اللغزُ السَّماويُّ
كـ"بسمِ اللهِ" فينا ربُّنا خطَّهْ
وهذي نُقْطةُ "الباءِ"...تُوازِي نُقْطَةَ "الفاءِ"
وغيرُ المرتضى مَنْ يعرفُ النُّقْطهْ ؟!
أيا زهرا عليٌّ كفْؤُكِ الأوْحَدْ
فَمِثلَكِ لمْ تلِدْ كلاَّ ولمْ تُولَدْ
بعينيكِ...حفظتِ صاحِبَ البيْعهْ
بعينيكِ...لهذا كانتِ الصفْعَهْ
تُرى أينَ المداوي عيْنَكِ الحمرا ؟!
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
**************************
لنا وعدٌ معَ الدَّمعهْ...على المظلومةِ البضْعهْ
وكانَ الوعدُ للزهراءِ مفعولا !
جثونا نسألُ الدَّارَ...نرى في البابِ مِسْمارا
فكيفَ الشَّوكُ أدمى الزهْرةَ الأولى؟
هيَ القدِّيسةُ العُظمى...أمِنْها كَسَّرَ العظْمَا
ظلاميٌّ غدا بالكُفْرِ مجبولا ؟!
أحقاً أقْبَلَ الحطّابُ بِالفأْسِ؟
وما بالى بمعنى آيةِ الكُرسي!
بجنبَيْكِ...سماءٌ تحضنُ الأرضَا
بجنبَيْكِ...عمودُ الكونِ قدْ رُضَّا
وبالمأساةِ جبّارُ السما أدرى..
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
**************************
بلغنا قابَ "ضلْعيكِ"...بكيْنا نزْفَ متْنَيْكِ
فإبليسٌ عليكِ أنزَلَ السَّوطَا
شَهِدنا "سورةَ العصرِ"...هوتْ منْ شدِّةِ العصرِ
عرفنا أنَّهُ لمْ يرحَمِ السُّقْطَا
سَمِعنا لطَمةً رَنَّتْ...بأسماعِ السَّما طنَّتْ
فهبَّتْ زينبٌ كيْ تَجْمَعَ القُرْطَا
جرعْتِ الموتَ أحقاداً "سقيفيَّهْ"
وكانَ الذنْبُ أنْ كُنتِ "غديريَّهْ"
بِزَنديكِ...سياطٌ لِلمدى تشهدْ
بِزنديكِ...كَمِثلِ الدُّملُجِ الأَسوَدْ
ونفسُ السوطِ يُلوى فوقَنا جهرا
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
**************************
ونادَيْنا أيا فِضَّهْ...أقيمي للعَزا فرْضَهْ
لنبكي ضلعَ أمِّ الكَونِ مكسورا
فهذا الدمعُ مطلوبُ...وعندَ اللهِ محبوبُ
خذي يا فضةٌ منهُ قواريرا
بلِ الأجفانَ فُتِّيها...وفوقَ الجُرحِ رُشِّيها
مع المسمومِ والظامي بعاشورا
أمامَ البابِ جئنا .. نُخلِصُ النيَّهْ
نظمنا باسمِكِ الأضلاعَ : لطْميَّهْ
كطفليكِ...يتامى هذه الليلهْ
كطفليكِ...أسلنا لِلبُكا سيْلَهْ
لنا قد عظمَ الباري بِكِ الأجرا
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
*******************************
هَبِينا يا بْنَةَ المُرْسَلْ...حروفَ الصَّبرِ كيْ نسْأَلْ
عنِ الماضي بماضي الموتِ في الهيجا
أظلَّ السيفُ في الغِمْدِ؟...يرى مولاهُ في القيدِ
فما أقوى ! وما أتقى ! وما أحجى !
هوُ المعروفُ : كرارُ...وذاكَ الرجسُ : فرَّارُ
بيومِ الحربِ لا لمْ يمتطِ السَّرْجا
سلوا بدراً، سلوا أُحْداً، سلوا خيبرْ
فهلْ تدري لها ربَّاً سوى حيْدرْ ؟!
لضلْعيكِ...حنَى الكرارُ أضلاعَهْ
لضلْعيكِ...تمنَّى موتَهُ الساعَهْ
وبتْنا مِثْلَهُ بالأكبُدِ الحرَّى
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
**************************
مصابُ البابِ يمتدُّ...بنارٍ ما لها حدُّ
ظُلاماتٍ إلى أرضِ الميامينِ
"عراقُ" الجُرحِ ناداكِ...أيا زهراءُ رُحْماكِ
على حُبِّ الحُسينِ اليومَ نجِّيني
برغمِ الكسرِ والضعْفِ...أديري راحَةَ الكفِّ
دُعاءٌ واحدٌ يا أمُّ يكْفيني
أعيدي بابْنِكِ المهديِّ أنفاسي
عليكِ اليومَ أقسْمتُ بِعباسي
بكفّيكِ...ألا يا رحمَةَ الرَّبِّ
بكفّيكِ...خُذيني وامسحي قلبي
أنا والنخلُ والنهرانِ كالأسرى
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيكِ
**************************
فَراشاً هائماً صِرنا...بقنديلِ الضيا دُرْنا
بهِ نحيا إذا ما ازدادَ إحراقا
فأنتِ دوْحةُ الخُلْدِ...مِنَ الهادي إلى المهدي
لديكِ قدْ فتَحنا اليومَ ميثاقا
عقدناهُ مِنَ الذَّرِّ...ووقَّعناهُ لِلْحشرِ
سيبقى القلبُ بالزهراءِ خفّاقا
رفعناكِ شعاراً عالياً فينا
لإنّا قدْ خُلِقنا فاطميّينا
ولبَّيْكِ...هتافُ الكلِّ يا فاطِمْ
ولبَّيْكِ...إلى أنْ يثأَرَ القائمْ
فمَنْ إلّاكِ في الأولى وفي الأُخرى
نناديكِ أغيثينا أيا زهرا
حنانيك

««««««««««««««««««««««

قصائد باسم الكربلائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن