𝙿𝚊𝚛𝚝 7 : جُزْءٌ مَفْقُوْدٌ

324 24 101
                                    

" أم..م..أأ..أمم...أمي ؟
أمي ما بكِ ؟!
ل..م..لما لا تستيقظين ؟
أنا هنا لق..قد أتيت إليك أخيرًا
ألمَ تشتاقي إلي ؟!
هذا ليس عدلاً فأنا كنت أفكر بكِ طوال الوقت
لما تفعلين بي هكذا؟! "

كان صاحب الجسد الهزيل يتمتم بهذه الكلمات من بين شفتيه التي بدأت أسنانه تَجُرها بقوة لداخل فمه تُحاول لا بل تُرغم نفسها على كِتمان بُكائِها لفترة من الوقت

إلى أن إختارت شفتيه بأن تتقرح و تتشقق رافضةً و مُنافيةً لتلك الفكرة مُحَبِذةً الإنفجار بالبكاء و الإنهيار في شلالات الدموع عَلَّها حلٌ أو ربما تخفيف له عن أثقاله التي صُبَّت على كاهله ،

مُتَصَنِّماً بِمكانه لا يَجرُؤ على الحراك ، قَلبهُ ينبض بشدة خائِفاً ، متردداً يتخبطُ بين ملايين الأبواب غاية إحتوائِهِ ، إنقاذهِ من ذاك الذُعر الذي انتشر كالسم بشتى أجزاء جسده بسرعة فتاكة مُكوناً كومة من الحطام التي تقبع بداخله جاعلاً من زهوره تَذبل و تموت مُلطخة بذاك الدهان الأحمر القاتم ،

و نست أنفاسه كيف تُطلق من رئتيه بِأريحية و إسترخاء و إتخذت ذلك المَجرى الضيق كمخرج لها من جسده مُحدثةً آلاماً جسيمة به عند طلوعِها ،

عَينُهُ مَا عَادَت سِوى صُنبورِ مِياهٍ قَد صَدِأَ هَيكَلُهُ وَ تَآكَلت أَجزاؤُه فَلم يَعد أحدٌ قَادِرٌ عَلى إِيقافِه مِن هَدرِ المَاءِ ، مَاءٌ رَأفت بِحَالِه فَراحَت تَندَفِعُ بِلا تَوقُّفٍ تُواسِي نَزفَ قَلبَهِ الجَريح

مُوجِهاً يديه الصغيرة شديدة الرجفة نحو تلك الجثة المُلقاةِ على الأرض يَهُزها غاية إيقاظيها بكل يأسٍ لا يدري بِنفسه لما يقوم بذلك جزءٌ منه كان لا يرغب بتلقي الحقيقية أو تقبلها.

وَسطَ عُتمة عقله و أفكاره بُزُوغٌ لِسربٍ من الصورِ المشوشة ، مشاهد تتسابق لتُطِلَّ عليه و تختفي فَتأتي وَرائَها أُخرى ، جَميعها حُشِرت بِما يشبه الشريط المُسجل و ها هي تُعُرضُ عليه كَالفِلم

سلسلة أبدية من اللقطات ، المُقتطفاتِ و الأحداث
بعضها كانت مُؤلمةً تأسر فؤاده و الأخرى غامضة غريبة حيَّرت ذاته

تدور جَمِيعُها بِحَلقةٍ تُعِيِدُهُ لِنُقّطة البداية
صُندوق الذكريات المَدفُون بِأَترِبَةِ عَقلِه وَ الذِيُ مُحِيَّ كُلِّيًا عَن الوُجود ها هو يُفتح من جديد ...

.

.

.

صَرير أَحدثَهُ البَاب المدفُوع
يَدخُل بِه ذُو الهَيئَةِ الضَّئِيلةِ بِطَلَائِعِه الضَّاحِكَة
يَرمِي بِحقِيبَتِه الصَّغِيرةِ أَينَمَا إِلتَقطَتْ عَينَاهُ الوَاسِعَتانُ مَكَانًا شَاغِرًا لَهَا دُونَ إِكتِراثٍ وَ بَينَمَا يَركُضُ فِي المَمَرِّ بِكُلِّ حَمَاسٍ يَنحنِي لِيَحُلَّ العُقدَةَ بِرَبَاطِ حِذَائِهِ الرِّياضٍيّ وَ بِإِهمَالٍ يُلقِي بِهِ هو الآخَر حَيثُمَا كَان

𝐑𝐄𝐃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن