الخطة الثالثة :عذر شرعي

1.1K 46 0
                                    

     في بعض الأحيان لا ﺑﺄس ان تقسى على احبتك ٬فتلك القسوة ستكون كذرع يحمي قلبك من تلك المحاولات المتكررة في التأثير عليك ٬ لجعلك تنفذ رغباتهم ٬ قد تكره نفسك بسبب ذلك و وقد تمر عليك أيام ثقال ولكنك في الأخير لن تضطر لفعل أي شيء لإرضائهم .

الانانية ليست عيبا في النهاية وليست امرا سيئا ٬ علينا ان نكون انانيين كي نستطيع العيش في هذا العالم ٬ على الأقل ستكرم نفسك ولن ينتهي بك المطاف مع شخص لا تريده .

ولان صفاء لم تكن انانية ولا قاسية ٬ بالأخص اتجاه والدتها وافقت على الزواج بتوفيق في الموعد الذي حددته مريم ٬ فالمترجمة في تلك الليلة كاد يتوقف قلبها وهي تسمع كلمات والدها عن حالة مريم ٬ الحساسة والتي تدهورت بعد ذاك الشجار الذي حدث بينهما .

يوم جديد حلق في الأفق ٬ اليوم الذي تتمناه كل فتاة منذ الصغر وهو اليوم الذي تتزوج فيه ٬وتجتمع فيه بنصفها الثاني كانت قرابة التاسعة مساءا عندما انهى فريق التجميل تزيين صفاء ٬ التي ستزف بعد دقائق لتوفيق ٬ وبينما كانت تجلس على الاريكة وتنتظر في صمت وحزن ثقيل ٬ سمعت الدق على الباب ٬ لتقول مريم بحماس

_لابد من ان توفيق قد وصل ٬ هيا ابنتي

بالنسبة لصفاء كانت تشعر ان توفيق هذا ٬ هو ملاك الموت قد اتى لحصد روحها وليس للزواج بها ٬ في تلك اللحظة وبينما كانت مريم تفتح باب الجناح في ذاك الفندق الضخم ٬ وقفت المترجمة وصارت تعدل البرنوس الأبيض الذي لم يكن يظهر منه أي شيء ٬ الا يديها المزينتين بنقش الحنة ٬ ليعيدها الى الواقع صوت خطوات توفيق ٬ الذي بمجرد ان وقف امامها وزاح البرنوس قليلا عن وجهها ٬صار يسبح بعظمة الله وقدرته على خلق ما يشاء

_مشاء الله ٬ تبدين جميلة للغاية صفاء

امسك توفيق يد صفاء وقبلها مطولا ٬ وكان كما لو انه واقف في حضر اميرة الاميرات ٬ وبالرغم من كل ذاك الكلام الجميل الا ان قلب صفاء كان يعتصر الما ٬ وفي وقتما كانت تحاول ان تكون قوية ٬ فاجأتها مونيا التي ارادت اخذ صورة لهما

_هيا ابتسما قليلا ٬ 1 . 2. 3 شيز

اخذت مونيا الصورة التي يفترض ان تجمعها مع نبيل ٬ بعد ذلك صار الثنائي يتمشيان مع بعض ٬ تحت انغام فرقة الزرنة الذين ارعدوا بهو الفندق بتلك الترنيمات والاغاني ٬ ولحظات مرت حتى دلف العروسين الى قاعة الحفلات ٬ وصار يتوغلان وسط الطاولات المزينة بالوردي والذهبي .

كان توفيق يرقص من شدة الفرح ٬ بالطبع فالله قد استجاب لدعائه أخيرا ٬اما صفاء فقد كانت في عالم اخر فهي بقيت جامدة الملامح حتى وصلا الى كرسيهما .

حينها ازاح توفيق البرنوس من على كتفي صفاء ٬ لتبقى تلك العروس بالشدة المزينة بتلك الإكسسوارات التقليدية ٬ قبل ان تجلس المترجمة تقدمت منها كل من نجاة واسراء وباركن لها ٬ ثم والدها محمد الذي لم يصدق ان ابنته قد كبرت وستتزوج .

الذ قبلة شغف / الكاتبة منال منولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن