قطعة من روحي

42 2 0
                                    

● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
        *طفلي الشيطان*
● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
هوى برمحه.. صراخ عم المكان... دماء تغطي أرض الغواصة، صوت دخول الرمح له صدى مزعج...
-لا.. لاااااااااا (خالد وهو يبكي)

سائل أحمر عم المكان، الرائحة الدماء تتسيد الروائح وتطغى عليها، لا صوت إلا صوت خروج الأحشاء..

لم يفتح خالد عينيه، يخاف من رؤية ذلك المشهد... مشهد مريب.. مخيف.. مرعب.. نور عيناك يسقط في وحل الدماء، كيف يمكن أن يتحمل إنسان هذا المشهد..

-خااالد (صوت امرأة)

صعق خالد من الصوت.. فتح عينيه.. فإذا بأخيه أحمد يقف أمام سارة مدافعا عنها والدماء تغطيه، والرمح قد اخترق بطنه، يقف كشجاع يحمي وطنه في حرب لا توازن بين الجيشين فيها.. يضحون بحياتهم، مع أنهم يعلمون أن تضحياتهم لا فائدة منها، ولكن الانتماء يفعل ماهو أعظم من ذلك..

-أحمد... أحمد... أرجوك.. أحمد ، قف.. استعد توازنك.. أحمد لماذا ضحيت بنفسك، أحمد... لااا(صرخ خالد وهو يبكي)
-خ.. خالد.. لقد كفرت عن خطيئتي، أرجوك سامحني على كل مافعلته لك..
-أحمد.. لا ، لا تمت، لقد وعدتك أني سأزور أمي وأبي، أرجوك لا تتركني وحيدا..

ملامح غضب عارم اعتلت وجه خالد، زلزال شديد يضرب نفسه الداخلية، تصدعَ قلبه بشدة..
سحب الرمح من بطن خالد وبسرعة انطلق إلى سيد السواد وكأنه حمم خرجت من بطن بركان، مد يده إلى الخلف وألقى بالرمح إلى الأمام بكل قوة، لو أصابت الغواصة لدمرتها..
دخل الرمح في جبين سيد السواد..بدأ الدم ينزف.. ولكن.. دم أسود!!
-لقد استحقيت هذا أيها اللعين، قتلت أخي، واختطفت زوجتي..

-لا تظن أنها النهاية، فنهاية جثتي؛ لا تعني نهايتي، لنا لقاء قريب ياخالد.

ثم اختفى سيد السواد وترك الغواصة لخالد لكي يعيش ألم فقدان الأخ، وسعادة استعادة الزوجة.. المشاعر متضاربة، لا يدري هل يضحك أم يبكي..
كان يسمع في العمل تلك الأسئلة التي اعتبرها تافهة (من ستنقذ زوجك أم أخوك)
لكنه يتمنى لو عاد به الزمن لكي يعرف الإجابة، لربما كانت أن تنقذ الإثنين..

ذهب إلى حجرة القيادة، ورفع الغواصة من داخل البحر إلى سطحه، حمل أحمد على كتفه، وزوجته المغمى عليها على كتفه الآخر.. وأخذ يتنقل بين الشوارع، والكل يناظره كمجنون قام بطامة.. لا يستطيع أحد أن يكلمه.. لأنهم وببساطة يظنون أن القلم عنه مرفوع..
عاد خالد إلى بيت أبيه... طرق الباب، خرجت الشاشة..
-من أنت
-أنا أخ القتيل أحمد، البطل أحمد.. افتحوا الباب
صرخت الوالدة التي كانت تناظر الشاشة
-أحمد.. (بكت.. حتى صار بكاؤها يُسمع إلى آخر الحي..)
جاء الوالد ونظر أيضا إلى الشاشة لم يصدق ما يحصل...
خرج وفتح الباب بنفسه.. لكنها الحقيقة.. ولا مجال للحقيقة أن تتغير مهما فعلنا ومهما فعل الناس، الحقيقة هي الحقيقة..
بكى الأب دما.. وأخذ يصرخ باسم أحمد.. لم يبق أحد لم يسمع هذا الصراخ.. أحمد ، أنت حي أليس كذلك؟ أحمد.. أين جرحك يا صغيري، تعال لنذهب إلى المشفى
-لقد مات يا أبي... مات
-خالد.. لماذا أحمد معك؟
-لقد قرر أن يعيش آخر عمره كأخ لي، أن يعوضني تلك السنين التي تركتوني أعاني فيها لوحدي..
-هل كان هذا قرار أحمد؟
-أجل
-إذن.. ولدي الحبيب أعتذر منك.. أرجوك سامحني، من بعد اليوم ستعيش في قصرك وزوجتك
-أ.. أبي.. خذ أحمد..
-وأنت؟
-خذ أحمد يا أبي..سأكمل بقية حياتي كما هي..
-خالد.. أرجوك.. أنا مدرك فعلتي الشنيعة، فلا تقتلني أكثر أرجوك..
-خالد.. اسمع كلام أبيك (خرجت الأم من القصر وقالتها بصوت حنون)
-أمي..
-ماذا قلت يا بني؟
-ح.. حسنا.

تبادلا الأحضان.. وعادت علاقة العائلة كما كانت.. وأحمد المرحوم.. كان السبب في ذلك..

تمر الشهور، وخالد وسارة يعيشان أفضل شهور حياتهما، في ذلك القصر الكبير حيث الأكل الفخم، والعيشة الفارهة والنوم المريح..
ولكن ذات ليلة صرخت سارة بقوة.. خااالد.. الطفللل ، خااالد
استيقظ خالد مرعوبا وأخذ سارة بسرعة إلى المشفى..

-أيها الطبيب، ماذا يحصل؟
-حان وقت ولادة ابنك ياخالد.. الآن ابتعد قليلا ودعنا نكمل عملنا..

انتظر خالد تلك الدقائق والساعات وكأنها سنين.. تمر ببطئ كعقارب ساعة تعطلت تروسها..

-أحضر مقصًا (الطبيب لأحد معاونيه)
-هاكَ سيدي
-الحمدلله لقد أخرجناه.. الآن أغلقوا بطنها بلطف، أحضروا الطفل معي..

أخذوا يضربون الطفل ضربة خفيفة لكي يسمعون بكاءه..
-سيدي إنه لا يبكي..
-كيف لا يبكي؟
-انظر..
-مؤشراته الحيوية جيدة، أتمزح معي؟
-سيدي إنه أمامك..
-كيف هذا؟

يتبع..

طفلي الشيطان! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن