● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
*طفلي الشيطان*
● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
الحياة قد تكون قاسية أحيانا.. تهشمك بجبالها تارة، و تخنقك بهوائها تارة أخرى، تدهسك بعجلاتها طورا، وطورا آخر تقتلك بسلاحها!!
تحت وطأة الحزن الشديد.. خرج الشاب خالد من حجرة الطبيب..لو أعلن الطبيب أن خالد يعاني من السرطان لما حزن هذا الحزن!
ألم حل به.. لم يستطع المرور من جسر الأمل الذي يقع فوق بحيرة الألم، الفرق بين الألم والأمل حرف، ولكن المسافة بينهما طويلة، ما سمعه من الطبيب كانت ضربة صاعقة على رأسه ((لن تنجب ياخالد)) تمنى لو أن الطبيب قال له "ستموت ياخالد.
غيوم الكآبة حجبت أشعة السعادة، خرج.. بثقل.. لم يبك، الصدمة أفقدته القدرة على الشعور، اصطدم بزوجته التي كانت تنتظره خارج الحجرة، سقطت.. لم يحس بها أبدا، أخذت تحدثه :
-خالد.. ما الذي يجري؟!
لم يكن وعيه في محله.. لم يسمع ما تنطقه الزوجة، ماكان يدري أين هو، ولا إلى أين سيذهب..
صعد إلى سيارته.. لحقته زوجته سارة بكل خوف.
أقفل باب السيارة.. وما أن لامس الباب السيارة.. وأغلق خالد أبواب الحياة الخارجية.. حتى بكى.. وبالغ بالبكاء، حاولت زوجته أن تعيده إلى وعيه، كان يبكي كالأطفال تماما، سيول من الدموع ملأت السيارة، وصدى البكاء محتجز داخل السيارة، يحاول كسر نوافذها ليسمع العالم بأكمله بكاء الشاب القوي.
-عزيزي.. أرجوك.. اهدأ، لا يليق بخالد القوي أن يكون هكذا، قف بثبات.. وأخبرني ماذا حصل؟قص خالد القصة على زوجته، حزنت، وأخذت تبكي، ولكن بكاءها كان أخف من بكاء خالد.
عادا إلى البيت بوجوه سوداء، انقلبت ألوان البيت الحيوية إلى ألوان مظلمة، ضاعت الحياة في البيت، هدوء تام، وصمت يعم المكان، لا كلام، ولا حتى همس، لم يكسر هذا الجمود سوى الزوجة:
-خالد.. لا تحزن، حتما سنجد طريقة.
-أرجوك يا سارة، تكلمي بعقلانية..عن أي طريقة تتحدثين؟!استمر النقاش طويلا.. تجاوز الوقت منتصف الليل، سقط الزوجان.. وغطا في نوم عميق، لم يستيقظا إلا على صوت التلفاز.. صوت مفاجئ.. كانا متأكدين من أنه مغلق، بل لم يفتح التلفاز أحد منذ أيام!
ظهر على شاشة التلفاز شخص مخيف.. يغطي وجهه برقعة بالية، تغطيها الدماء وكأنها غمست فيه قال بصوت خشن مرعب :
-رجال يبكون، ونساء يضحكون، من أراد زيادة الأولاد، فعليه بسيد السواد، لا مجال للعناد، الأولاد في ازدياد!!شعر خالد وسارة برجفة عمت بدنيهما، ما الذي يحدث، ماهذا الكلام الغريب؟!
كلام غير مفهوم.. ولكنهم شعروا بأنهم المقصودون.
تخلصت الزوجة من موجة الخوف وقالت بحماس:
-ألم أقل لك ياخالد... حتما سنجد طريقة.. ووجدناها(قالتها بفرح)
-يا امرأة، أتسمعين ما الذي تقولينه؟ متى أصبحتي حمقاء هكذا؟
أستصدقين كلام رجل لا يعرفنا ولا نعرفه، أستصدقين كلام شاشة تلفازية؟! ألا ترين أنه يقول طلاسم غير مفهومة حتى؟
-ولكن ياخالد...
-اصمتي!!(قاطعها بغضب)انطلق خالد إلى عمله كالمعتاد.. كان غاضبا على غير عادته، يصرخ في وجه هذا ووجه ذاك، غضب عارم يعتريه، حتى أنه نشر غضبه بين العمال، لحسن الحظ أن مديره لديه بعض الإنسانية فقال:
-خالد لا أدري ماذا حصل لك.. لكن بالتأكيد مررت بموقف صعب،لهذا اذهب إلى بيتك وخذ إجازة أسبوع مني.وفي تلك الأثناء.. كانت سارة تحاول حل الطلاسم التي سمعتها وزوجها في التلفاز!
-رجال يبكون ونساء يضحكون.. بالتأكيد كان يقصد خالد.. صحيح أني لم أضحك، ولكني أصبحت سعيدة بعد سماعي لكلامه...
لكن ماذا قصد بمن أراد زيادة الأولاد.. فعليه بسيد السواد، لماذا يتكلم الشباب في هذا العصر بالكلام الغريب؟!!
وفجأة قطع تفكيرها رنين هاتفها المحمول
-رقم غريب... من سيتصل علي في هذا الوقت المبكر من الصباح؟!خافت وترددت لم تعرف أترد، أم تتركه وشأنه؟!
قررت أخيرا.. حركت إصبعها إلي اليمين لترد
-أهلا.. من معي؟
-من أراد زيادة الأولاد فعليه بسيد السواد!!يتبع...
أنت تقرأ
طفلي الشيطان!
Hororخالد، زوج فقد مشاعره بعد كلمة :( لن تنجب)، وفي ليلة من الليالي تقرر الزوجة التعامل مع قوى الظلام لترجع المشاعر الرقيقة لزوجها الحبيب، ولكن الشياطين لم يتركوهم وشأنهم!!