طفلي الشيطان

39 2 0
                                    

● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
        *طفلي الشيطان*
● •┈┈┈┈•●●●•┈┈┈┈• ●
أخذوا يضربون الطفل ضربة خفيفة لكي يسمعوا بكاءه..
-سيدي إنه لا يبكي..
-كيف لا يبكي؟
-انظر..
-مؤشراته الحيوية جيدة، أتمزح معي؟
-سيدي إنه أمامك..
-كيف هذا؟
بكى الممرضون على خسارة الطفل.. بكى الطبيب.. طفل لم يذق حتى جمال الحياة ولم ير ألوان الطيف، ولم يشتم رائحة الربيع بعد..

وفي لحظة خاطفة، فتح الطفل فمه.. ورفع رأسه، وعض اصبع الطبيب، عضة قوية، عضة أخرجت العظم من العظم، واللحم من اللحم، خرج اصبع الطبيب، وابتلعه الطفل..

صرخ الطبيب وهو يبكي
-شيطااااااان، آآآآه، يديييييي
الدماء ملأت غرفة الجراحة البيضاء، ذاك البياض الناصع، يقطر الدم فوقه.. أما الطفل.. فهو ملطخ بالدماء، ويضحك.
اجتمع الممرضون جميعا ، حاول قسم منهم إنقاذ الطبيب، وحاول القسم الآخر إخراج الإصبع من فم الطفل.. ولكن بسبب عنفهم.. أغمى على الطفل، فزعوا.. وظنوا أنه مات!

وبعد مرور ساعات
-خالد.. نجحت العملية (إحدى الممرضات نيابة عن الطبيب)
-الحمدلله.. لكن أين الطبيب؟
-الشيطـ.. أقصد ابنك قد أكل اصبع الطبيب!
-دع عنك هذا الهراء.. ما الذي تقولينه، طفل لا يملك أسنانا حتى..
-أقسم لك أن أسنانه أحد من أسنان الذئب، ما الذي فعلته ياخالد؟
-أشكرك أيتها الممرضة، لا أريد تأخيرك، هل يمكنني الدخول إلى زوجتي
-نعم.. ولكن خالد ، عاقبة الأمر قد تكون سيئة!
-أشكرك.. اذهبي لن أأخرك.

دخل خالد عند سارة.. وجدها متعبة مرهقة، ولكن الابتسامة الدافئة لا تفارق وجهها..
-احزري ماذا أحضرت وراء ظهري
-ماذا؟
-يالك من مملة استسلمتي ولم نبدأ حتى..لدي ألوان صفراء وحمراء، إلام ترمز؟
-الأصفر إلى الفرح.. الأحمر إلى الحب..
-خذي هذا القميص، أصفر وأحمر.. البسيه داخل البيت، لينتشي المنزل بالفرح والحب بمناسبة طفلنا
-خالد.. أنا خائفة
-مماذا؟
-سيد السواد قبل أن تطعنه قال أنه سيعود..كيف؟ ألم يخسر جثته؟
-حسبما عرفنا أن سيد السواد هو روح لا جثة، أي أنه يتلبس الجثث، لهذا مادمنا في بيتنا المحمي، فلن يدخل إلا إذا مات أحد فيه!

مرت الأشهر، والسنين، كل الأوضاع كانت هادئة جدا، عم البيت فرح شديد.. السعادة ترقص رقصة بهلوانية مع معزوفة اللطف، للأناقة مكان، كما أن للحب مكان..

ولكن دوام الحال.. من المحال..
عاد خالد من عمله مسرعا.. يريد متابعة مسلسله مع طفله وأمه، مسلسل الأبطال الخارقين.. أحمد ابن خالد- الذي سماه أبوه بهذا الاسم تيمنا بعمه المتوفى- يعشق الأبطال الخارقين، ويحلم أن يصبح واحدا منهم، لكي ينقذ أمه عند المصاعب..
لاحظت سارة تصرفات غريبة جدا من ابنها.. فهو يميل لها بشكل مريب، ويعرف أشياء من المستحيل أن يعرفها طفل بعمره وهو لم يقابل أحد قط غير من يقطن هذا البيت، يميل إلى أمه كرجل في الثلاثين من عمره..
ذات ليلة.. استيقظت سارة مرعوبة..
-خالد.. خااالد
-ماذا؟
-أحمد... أحمد اختفى..
-ما الذي يحصل يا امرأة.. متى؟
-لقد استيقظت الآن ولم أجده..
-يالك من موسوسة.. اذهبي إلى الصالة أو غرفة الألعاب وستجدينه..

خرجت سارة بخطوات متمعنة، وكأنها تمشي في حقل من الأشواك، فجأة.. رأت منظرا تمنت لو أن الأرض ابتلعتها قبل أن تراه..

أرضية الغرفة ملطخة بدماء، رؤوس معلقة في السقف، أحشاء مترامية في النواحي، لحم مقطع تقطيعا حادا، والأدهى من ذلك كله، طفل يبلغ ٥ سنوات يجلس في وسط الغرفة وهو يتلذذ بطعم العظام..

فتحت سارة فمها، غطتها بيدها، لم تصدق ما رأته.. لا.. لا ، مستحيل..
-أحمد ، من المجرم الذي فعل ذلك.. أحمد، أرجوك تكلم..
-سارة ، أخيرا.. أنا وأنت لوحدنا، أتذكرينني؟
-أحمد، لا تمزح كثيرا، أرجوك قل لي يا بني من الذي دخل الغرفة؟
نهض أحمد بسرعة، وانطلق بسرعة إلى سارة، انطلق كرمح رماه محارب بقوة..
دفعها أرضا وأسقطها، أقرب رأسه من رأسها، تلاقت الأعين..تلاقت ملامح الوجه..
-سارة.. لقد أحببتك.. لم تفعلين هذا بي؟
-ألم تمت!!
-عشت معك خمس سنوات، حتى أعرف ما الفرق بيني وبين خالد.. أكنت حقا تحبين خالد أكثر مني؟
خالد.. الفاشل، الأحمق، الضعيف؟  وأنا القوي، ملك الجن، وسيد السواد لا تريدين الاقتراب مني حتى؟
أي عدل هذا ياسارة؟
-لن تفهم هذا أيها اللعين، فمعاني الإنسانية لم تخلق بداخلك..
-هذه المرة الأخيرة ياسارة، إما أن نفعلها، وإما سأقتلك وأقتل حبك معك..
-اقتلني ، لكني لا أترك خالد أبدا ولم أتركه قط.
-سارة..
-اققققتللل
-لا خيار أمامي..
هوى بسكينه من الأعلى، اقترب السكين من جبهتها
لكن طلقة مجهولة المصدر أطلقت على كتفه فسقط إلى الوراء..
-خاااااالد.. دائما ماتفسد مخططاتي، أقسم لكم أن موتكما لن يكون سهلا أبدا، أقسم لكما..
وفجأة هرب سيد السواد إلى الغرفة السفلى.
-سارة ما الذي يحدث؟
-خالد.. آسفة، انظر إلى الرؤوس المعلقة..
-مـ مـستحيل.. أبي ، هذه أمي، لا لا، لا هذا سالم.. الخادم، لاااااا
من فعل هذا.. أخبريني ياسارة.. من فعل هذا، سأريه
-إنه سيد السواد..
-أين هو؟
-من أطلقت عليه النار..
-كيف دخل إلى طفلنا؟؟؟
-لا أدري..
وفجأة اشتم خالد وسارة رائحة نارة مشتعلة تحرق البيت..
-هيا.. تعالي، سنهرب الآن.
حمل زوجته سارة التي لم تقوَ على الحركة، وانطلق إلى باب الخروج، ولكن الخشب المحترق سقط، وأغلق عليهم الباب
-باب الطوارئ ياخالد..
انطلق إلى باب الطوارئ، ولكنه مغلق بنفس الطريقة أيضا..
-تبا.. ما الذي يحدث هنا..
احترق البيت بأكمله.. لم يبق سوى الغرفة التي هم فيها.. مكتب أبو خالد!
دخلت الغازات إلى غرفتهما.. بدأت سارة بالاختناق.. تبعها خالد، لا يمكن التنفس في مثل هذه الظروف، ما الحل؟

ولكن...

يتبع..

طفلي الشيطان! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن