Crime Mystery

Chapter 6

# ليليان و دانيل لوبيز ⬆️

.

.

.

.

‟لا يوجد مسار موصوف يهدي الإنسان إلى خلاصه؛ بل يجب عليه اختراع مساره دائمًا. وأن يخترع مساره معناه أنه حر ومسؤول، ولا أعذار له في هذا، فكل أمل يكمن بداخله.„

( مُقتبـس)

.

.

.

.

الهدوء هو ما إتصفت به. نعم أنا هو إيزاك. الأسطورة كما أُطلِق علي. فالجميع عرف هدوئي و التروي الذي أمتلكه عند استلام أية قضية. لكن الهدوء و السكينة يختفيان حالما أدخل هذه الغرفة كل شيء يتبدل، ينقلب رأساً على عقب.. هنا يتغير المكان و الزمان و أتغير أنا جذرياً.. لما تحمله من ذكريات تعصف بي و تحول بي ضعيفاً، خائر القوى..!

الحقيقة الواضحة الجلية أن نقطة ضعفنا جميعاً نحن البشر هي الذكريات. سواءً مؤلمة أم مفرحة كانت. تضل وصمة ضعف تنتهي عندها شجاعتنا و جميع ما نملك...

العمل في المباحث الفدرالية أشغلني عنها وعني وعن ذكرياتنا معاً.. لست نادماً لإختياري مجال عملي هذا مطلقاً؛ فالأولويات المكلفة بها الFBI تجعلني أشعر بالفخر لكلانا، لها ولي..

العمل في المباحث الفدرالية ليس شيئاً سهلاً و يستهان به.. الخطر يحف أي عميل من كل صوب.. كوننا نحمي البلاد من الهجمات الإرهابية و من الهجمات الإلكترونية و الجرائم الإلكترونية عالية المستوى ، أو نكافح التجسس و أنشطة أجهزة المخابرات الأجنبية، و الفساد على كافة المستويات كما نحمي الحقوق المدنية، و نكافح المنظمات الإجرامية الوطنية أو العابرة للحدود ، جرائم ذوي الياقات البيضاء كـ( الرشوة،الإحتيال و غسيل الأموال )، و جرائم العنف الخطيرة.. لكن هذا يمنحنا بالمقابل الشجاعة والإباء.. كون الجميع بخير و آمنين لهي أقصى ما نتمناه.. و الفخر و السعادة الغامرة التي تحتلني بعد إتمامي لأيةِ مهمة تجعل كل التعب يهون أمام السكينة التي يشعر بها المواطنين..و أكاد أجزم أنها تشعر بالمثل تماماً ..

لطالما كانت تشبهني بطريقة ما.. تفهمني من نظرات عيناي ولم أكن أحتاج لشرح أو كلام.. زفرت الهواء ببطء ناظراً لصورنا على الحائط قبل أن أغادر الغرفة تاركاً كياني هناك عند أغلاقي لها..

وقفت أمام الحائط الزجاجي الذي يطل على حي الكابيتول هيل. أمسية داكنة أنارتها أضواء المباني و الطرقات و يلفها السكون. هذا الحي يضم مقرات بعض أهم و أقوى المؤسسات الحكومية الأمريكية مثل مبنى الكابيتول ( الكونغرس الأمريكي)، المحكمة العليا، و مجلس النواب و مجلس الشيوخ الأمريكي...