تم نقل زيـن على أقرب مُستشفى، وورد جنبه ماسكة إيده وكأنها هي اللي بتموت، هو تقريبًا كل جسمه كان بينزل دم، مفيش حتة فيه سليمة، بس هي بتدعي .. بتدعي ربنا يلطف بيه ويسترها عليه ويرجعه بالسلامة ..
وصلوا أخيرًا وهو دخل العمليات وهي فضلت بره، الراجل اللي خبطه خلّص كل الإجراءات وفضل مستني لحد ما يخرج ويطمن عليه، حسّ إن زين لوحده، ملوش حد غير الغلبانة اللي قاعدة بتبكي عليه من ساعتها دي ..
" إنتِ فين يا زفتة!، إيه اللي خرجك متأخر كده!!" صوت مامتها وهي بتصرخ في التليفون زوّد عياطها أكتر، وردت بشحتفة وصوت شهقاتها بيعلى ..
" زيـ .. زين في العمليـ .. في العمليات يا ماما!!، عمل حادثة ومحدش جنبه غيري، زين بيروح مني ياماما ...بيروح مني!!"
انهيارها ليّن نبرة مامتها التعنيفية، وردت والدتها بـ حنان:
" حقك عليا ياحبيبتي، قلقت عليكِ، ابقي طمنيني عليه، خليكِ معاه، وأنا الصُبح يشقشق هتحجج بأي حاجة وهقول لأبوكِ وآجي لك .. متسيبيهوش يا حبيبتي"
قفلت ورد وحطت رأسها بين إيديها ودموعها مش راضية تقف، لحد ما عدّى حوالي ساعتين وهو لسه جوا، ومع زيادة الوقت هي قلبها كان هيقف من فرط القلق والخوف عليه، لحد ما الدكتور خرج وهو بيقول :
" الحمدلله سيطرنا على الوضع، عنده نزيف داخلي وأربع ضلوع مكسورين، غير كدمات وشه وإيده، وكسر في الإيد اليمين .. بس ربنا لطف وقدرنا نسيطر على كل ده "
" هقدر أشوفه امتى يا دكتور ؟" سألت ورد وهي بتبكي بس جزء من صوتها كان فرحان إنه ولو -جُزئيًا- بخير ..
" هننقله دلوقتي أوضة عادية وهنركب له المحاليل وساعتها تقدروا تشوفوه، وممكن يمشي بعد يومين نكون اتطمنا عليه وعلى أجهزته وأنشطته الحيوية، ربنا يقومه بالسلامة .." الدكتور خلّص واستأذن ومشي، بعديها خرج المُمرضين بيحركوا سرير زين عشان يودوه أوضة عادية ..
ورد راحت غسلت وشها واتوضت وراحت له، طلبت سجادة صلاة ونزلت ع الأرض تصلي الفجر وبعدين ركعتين شُكر إن ربنا خرجهولها بالسلامة ..
قعدت بعديها جنبه ع الكرسي، بتبص لوشه اللي كله كدمات، إيده المتجبسة، هو أصلًا نحيف لوحده مش هيستحمل خبطة!!، استحمل كل ده إزاي!
رفعت رأسها للسما بدموع، بتشكر ربنا وحده هو اللي عالم حالتها كانت هتبقى إيه لو جراله حاجة !
" و .. ورد !" نطق بضعف وهو بيلمح خيالها من الغشاوة اللي على عينه ..
" زيـ .. زين!، إنت صحيت؟!، أنا هنا، جنبك .. مش هسيبك" قالت بانفعال وفرحة وهي بتشوفه بيفتح عينه أخيرًا ..
" أنا آسف .." قال وهو بيحاول يرفع إيده السليمة يحضن بيها وشها ..ونجح ..
" متتكلمش، مش مهم، المهم إنك بخير، صدقني كل ده مش مهم .." قالت ببُكا من فرحتها إنه كويس، وأول حاجة فكّر فيها هي !
" كانت غلطة، إني ممسحتهاش من حياتي غـ .." وكح منغير ما يكمل ..
" استريح يا زين، استريح .. مش لازم، إنت كان عندك نزيف داخلي، استريح وبعدين اتكلم براحتك" قالت وهي بتحاول تخليه ميتكلمش ..
" قرّبي" قال بصوت مُجهد ..
ورد قرّبت منه، لقته بيطبع بوسة على جبهتها، بيعتذر !، بيقدّر !، بيحبّ !، ..
أكتر من معنى وهي محاولتش تتعب نفسها في التفكير أكتر من كده، اكتفت بهديته اللي على جبهتها وضحكت له بصفو نية، وهو غمض عينيه وهو بيضحك بسببها وعشانها ..
ونقدر نقول .. بداية جديدة !
_____
بتاريخ : 30 مايو 2020 .
____الأحداث بينهم هتبدأ تتعدل شوية من هنا ..💙
متنسوش الڤوت ..💙
سي يو ماي آنجلز ..💙كـرامـيل ..🌻
أنت تقرأ
«لـــو!»✔️
Short Story_ " هلاقي مين فـ ضهري يمنع البُكـا ؟! " « بين مُعاناة (زيـن) في مُحاولة نسيان حبيبته السابقة التي هجرته منذ خمس سنوات، يلتقي بـ (ورد) في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، تصبح جزءًا لا يتجزأ من يومه، لتصل علاقتهما إلى ما هو أكثر من ذلك .. إذ ستصبح ورد ي...