لطالما شبَّهتُ الموتَ بالهجرةِ الغيرِ شرعيَّةٍ على قاربٍ صغيرٍ لا يسعُ الجَّميعَ و لكنَّ الجميع يحاولونَ إجبارهُ على حملهمْ رغمَ أنَّهم على علمٍ مُسبَقٍ بأنَّهم سيضحُّونَ بأحدهمْ في سبيلِ المجْموعَةيتمُّ التضحيةُ بأقلِّ النَّاسِ قيمةً في اليمِّ و هذا ما يفسِّرُ أنَّ أغلبيَّة الموتى هم طاعنونَ في السنِّ متقاعدونَ عن أعمالهمْ و أحفادهمْ يملؤونَ آذانهم بأصواتهم الصاخبة التي تصنعُ في بيوتهم الكئيبة الهادئة حيويَّةً و حركيَّة
هم باختصارٍ لا فائدةَ من وجودهم و ذاقوا جميعَ النكهاتِ التِّي تُعدُّها من أجلهم الحياة
طعمُ الحبِّ و الكره، النجاح و الفشل، الدموع و السعادة الغامرة، الوحدة!
الفقدان!
الاستياءُ و الغضب!
لكنِّي لا أجدُ تفسيرًا لموتِ الكهولِ و الأطفال و تتدفَّقُ في عقْلي أسئلةٌ عدَّة بشأنِ هذا الخصوص
في السابقِ كنتُ أحتارُ بين ما إذا كان يقتلُ اللَّهُ عبادًا مخلصينَ بطريقةٍ عشوائيَّة؟ أو يختارُ من الناسِ أكثرهم نفاقًا و فسادًا؟
لكن بعدَ موتِ جميعِ أفرادِ عائلَتي تضخَّمت الفجوة بيني و بين المنطقِ و اليقين
أهي رسالةٌ مباشرةٌ من اللَّهِ لأتوقَّف عن السؤال؟ أهو عقاب؟ أليس هذا ظلمًا؟ لمَ لم أمُتْ أنا فقطْ و ينتهي الأمر؟
أتذكَّرُ أنَّ الأُستاذَ قدْ أخبرنا يومًا بأنَّ هناكَ شيئًا أقوى من العدلِ و الظلمِ في الحياةِ لأنَّهُ يقعُ و يجمعُ بينهما
القدرْ
في تلك الفترة أعجبني ما قيل من قبلِه و لكنَّني لا أريده أن يسمح لنفسه بمحاولةِ وعْظي الآن، و لذلكَ تغيَّبتُ عن حصصه
لمَ يحدثُ كلُّ هذا لفتاةٍ في التَّاسِعةِ عشرة من العمر؟ لماذا كُتبتْ عليَّ المعانات ما دمتُ أتنفَّس و قلبي ينبض؟
أحيانًا أشعرُ بأنَّني أنا الوحيدةُ التي سيصفحُ عنها اللَّه إن انتحرَتْ لأنَّني جالبةٌ للحظِّ العثر..لكنَّني سرعانَ ما أعدل عن الفكرة و أعودُ إلى رُشدي
انتقلتْ عمَّتي العزباءُ و جدَّتي إلى منزلنا لتؤنساني في وحدتي كما تزعمان، و ما من مؤنسٍ للأسف
شعورٌ بالذَّنبِ يعيقُ مجرى الهواءِ في جسدي فيضيقُ تنفُّسي بشدَّةٍ و أنا أستحضرُ قبيحَ ما قلتهُ لوالديَّ و أختي الصغيرة...دونَ قصدِ إيذائهم
انتبهتُ للتوِّ إلى كم كنتُ عدوانيَّةً و مزعجةً، و لكنَّ المصيبة تكمنُ في أنَّ عدوانيَّتي قد زادتْ سوءً و تضاعفتْ إلى الما لانهاية له
أنت تقرأ
~إلْحادٌ إلَّا رُبْع~
Spiritualيُضحكونَني أولئِكَ الذينَ يردِّدونَ قولًا غبيًّا "تمسَّكوا بالحياة!" أيُنكرونَ أنَّ الموتَ يحدثُ فجأة؟ أينكرونَ أنَّ الحياةَ خيطٌ رفيعٌ؟ ~تقطعهُ زيارةٌ من ملَكِ الموْت~ بدأت يوم: 30/05/2020 انتهت يوم:31/05/2020 🥇فائزة في مس...