~الفصلُ الخامسُ و الأخير~طلبات النَّجدة:سكرات الموت~.

816 170 148
                                    


أنا أشجانْ

من دولةٍ عربيَّةٍ ما، تعمَّدتُ عدم ذكرها من أجل التعميم

العربُ يعانونَ من العقليَّات المتحجِّرة التي تحرِّمُ و تحلِّلُ حسب هواها

العربُ يُعانونَ من التعصُّبْ

العربُ يعانونَ من الإرهابِ باسم اللَّه!

العربُ تبدأ سكرات موتهم و هم في المهد!

لأنَّ الرُّوحَ تبحثُ عن معبود، و العربُ يزرعونَ فيها الرَّهبة منه فتهربُ الرُّوحْ

و يموتُ الجسَد

~•~

« تمَّ ملأ الجرَّة بالدِّيدانْ و هذا لا يعني أنَّ القربانَ  مرفوضٌ بلْ اللَّهُ يأمُرُكِ بالتوجُّهِ إليه مباشرةً دونَ واسطة، إنَّ القربان واسطة و أنا واسطة و الجميع واسطة...قبولكِ لتقديمِ القربانِ كانَ مجرَّدَ اختبارٍ أثبتَ أنَّ خوفكِ من خوضِ الرحلةِ الفعليَّة للبحثِ عن الإله لم يتلاشى بعد، و مازلتِ غيرَ راغبةٍ في معرفةِ الحقائق في الباطنِ بينما أنتِ في الظَّاهر كثيرةُ السؤال، و ما ذلكَ إلَّا قناعٌ ألبسكِ إيَّاهُ كبرياءكِ الذِّي منعكِ من الإعتراف من خوفكِ...هو فخٌّ كما تقولين!»

كنتُ جالسةً على مقعدها ذاكَ و أطرافي مازالت باردة و ترتجِفُ بتأثير الحلمِ أوَّلًا و بسببِ الديدان الحقيقيَّةِ التِّي وجدتها في الجرَّةِ ثانيًا...و هذا ما دفعني إلى إخبارِ جدَّتي بكلِّ شيء و العودةِ بأسرعِ ما أمكنَ إلى هذا الكوخ

«الأرواحُ تتلاقَى في المنام...و أستاذُكِ حيٌّ يرزقُ فلا تخشي شيئًا»

أضافتْ تلكَ الكلماتَ التِّي من المفروض أن تهدِّئ من روعي، و لكنَّها فعلتْ العكس

« كيفَ علمتِ بالأمر؟ أنا قرَّرت تجاهلَهُ و عدمَ إخباركِ به...إن لم تخنِّي الذَّاكرَة »

« السُّؤال الدَّقيق هوَ هلْ أنْتِ من الإنس أو الجن؟

إلى أينَ تنوينَ الهروبَ؟

أنسيتِ أنَّني بمجرَّدِ دخولكِ أغلقتُ البابَ خوفًا من التلصُّصِ و التجسُّسِ الفطريَّيْنِ عندَ البشر؟

لا تقلقي فمنَّا الصَّالحُ و منَّا الطَّالحُ و بكلِّ تواضعٍ أقولُ أنَّني منَ الصِّنفِ الأوَّل...لدرجة أنَّني  اتخذت لي  هذا الشكل كي ألاقيك و هوَ أفضلُ بكثيرٍ من شكلي الحقيقي الذِّي سيشيبُ شعركِ إن رأيته»

أريدُ الخروجَ من هنا! أنا خائفة! تلك العجوزُ تهذي!

أحاولُ فتح البابِ و أنادي عمَّتي التِّي تنتظرني في الخارجِ و لكن دون جدوى


~إلْحادٌ إلَّا رُبْع~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن