ولنفترض أن هذا الكَون قد أظلِم وأنطفئَت كل تلك الأضواء وتوقّفت المراكِب وملَئ الذعر ركّابها، وأصبحَت تلك الشّهب تتساقَط واحدةً تلو الأخرَى، حينَها سوف يفزع الجمِيع وسوف يتوقّف الأغنياء عن ملاحقَة أموالهِم الزائفةَ، سيبتسِم ذلك الفقير للمرّة الأولى فرحاً لأن نهايتَه أصبحت حتميةً وأن فناءَه لم يعُد مرتبطاً بموته إنتحاراً، سوف يبكِي ذلك الطّفل فزعاً بحضن أمّه التي تحدّق في هذه السمَاء التي تخترقها بقايا كوكبِِ مهشّم بعيونِِ تملؤُها الدّموع والحسرَة على كل خطِيئة.
سوف تحلّق أسراب الطّيور متمايلةً للمرّة الأخيرةِ في منتصَف هذه السّماء الدّموية لتعِلن الوَداع وتسلّم نفسها لهذِه النّيران لتأخُذ من جنحَينها البيضاءِ ما تأخذ..
حينها سأصرُخ بكل قوتي فرحاً فأنا الآن ليس لدَي ما أخسرُه، سوف أشعِل هذه السّجارة العتيقَة في منزلي للمرة الأولَى واندفع منطلقاً إليك، سَوف نرقص بذعرِِ تحت تِلك الشُهب وسوف نراقِب تساقطها واحدةً واحدَة، ونستشعر لَفيحها الحامِي.
لندَع هذه النيازك تحطم وتهشّم أضلعنا، لن تقدر على أن تنَال من روحنا عَلى كلّ حال، ما أجمَل وميضها الأحمرَ في عيونِك، لن نبكِي في هذا اليَوم، لن نحزَن.
أسفي على من أَضاع روحهُ في نقطةِِ بعيدةِِ عن هنا وعلى من صرَخ طوال حياته بصوت غير مسموعِِ وعجِز عن الكلام في هذه الّليلَة..أسفي على رُوحي ومافرّطت به طوال تِلك السنين..
تساقطي ياشهُب ماشئتِ!! فأنا لم أنتمِ لهذه الأرض على كلّ حال.
YOU ARE READING
UNTITLED
Poetryأُرِيدُ التنقُل بينَ الكَواكِبْ؛ يَوماً أُسافِرُ بينَ النُّجُومْ، وَيوماً أنامُ بِحُضنِ القَمَرْ.